اعلان

روسيا تستعد للإطاحة بـ"بشار الأسد".. ما الخطوات التي أعدها "بوتين" ومن المرشح لخلافة سوريا؟

بشار الأسد
بشار الأسد
كتب : سها صلاح

لم ينهار العالم فقط جراء تفشي فيروس كورونا، بل إن سياسات الدول وحلفاءها واقتصادها يتغير، فمنذ ما يقرب من الـ9 سنوات مع بدء إشعال فتيل ثورات الربيع العربي وروسيا تدعم الرئيس السوري بشار الأسد ضد معارضيه سواء في الداخل أو الخارج، إلا إن الآونة الأخيرة يبدور أن الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" يغير اتجاهاته العسكرية فعقب أزمة النفط وتفشي فيروس كورونا في بلاده وأزماته الداخلية بشأن تأجيل التعديلات الدستورية الذي تضمن بقاءه في الحكم بشكل أكبر، اردا أن ينهي تواجده في سوريا بالنصر، فالأزمة السورية لم تنحصر فقط في القضاء على التنظيمات الإرهابية لكن تحالفات "الأسد" مع إيران شكلت خطراً كبيراً من كل النواحي فمن ناحية هي داعمة لمليشيات إرهابية هامة في سوريا، كما أنها رفضت أكثر من مرة التفاوض مع روسيا بشأن إطلاق النار في عدة مناطق عكس تركيا التي ترضخ لأوامر "الدب الروسي"، كما أنها عدو حالي لدول التحالف العربي الذي يحاول "بوتين" استمالتهم في الأزم التي يمر بها، لذا فكرت روسيا في التحالف مع الكارت الرابح وفي الزيارة الأخيرة لـ"اردوغان" في روسيا كانت المرة الأولى التي يعامله بوتين كقوى عظمى حيث تركه خلف الباب لدقائق ليجبره خلال الالقاء على ما أرداه، وماحدث في الكواليس كان إعطاء تركيا أوامر بوقف إطلاق النار في أماكن معينة والرضوخ للتحالف مع امريكا، رغم أن أمريكا المنافس الأكبر لروسيا منذ الحرب الباردة إلا أن "الدب الروسي" يريد أن يكون ملك اللُعبة في سوريا، وبالفعل عقد تحالف مع أمريكا وتركيا باستبدال "بشار الأسد" بشخص أخر، فمن هو هذا الشخص وكيف سيحصل على كرسي العرش؟

اقرأ أيضاً: بوتين بين "فكي" فيروس كورونا.. كيف انهار الاقتصاد وما فرص الرئيس الروسي في عبور الأزمة؟

حرباً تدور في أروقة الحكم السوري

فكرت روسيا من يمكنه تولي الحكم إذا تمت الإطاحة بـ"بشار الأسد" شريطة أن يكون تحالفه وولائه الوحيد لروسيا فقط دون الأطراف الأخر، ومن ناحية أخرى يرضي معارضيين "الأسد" من الشعب لوقف نزيف الخسائر البشرية، فوجد "بوتين" أن "رامي مخلوف" ابن خالة "بشار الأسد" هو الأنسب لهذا الاختيار، وينتمي مخلوف والأسد إلى الطائفة العلوية التي فرضت سيطرتها على البلاد بعد وصول حافظ الأسد للسلطة عام 1970.

ووفقاً لصحيفة بلومبرج الأمريكية، فإن روسيا عقدت تحالف أمريكي تركي روسي لإجراء سيناريو ستشهده سوريا في الأيام المقبلة، يكون كالتالي:

1-تنحية بشار الأسد عن الحكم ووقف إطلاق النار في جميع مناطق النزاع، وترك الجولان تحت سيطرة حزب الله دون تدخل شريطة ألا تتدخل إيران في باقي المدن السورية.

2-تشكيل حكومة انتقالية تشمل المعارضة والنظام وقوات سوريا الديمقراطية "قسد".

3-رحيل بشار الأسد يجري من خلال استفتاء إذا رفض التنحي ووفقاً لاستطلاع أجرته الأجهزة الأمنية الروسية ، فإن الشعب السوري لا يريد الأسد.

اقرأ أيضاً: طالت منشآت عامة ومنازل.. أضرار مادية بسبب الانفجارات في موقع عسكري بحمص السورية (صور)

هل يقبل الشعب السوري رامي مخلوف خلفاً لـ"بشار"؟

يبدو أن روسيا تجهز "رامي مخلوف" بقوة فعلى مدار الأسبوع الماضي نشرت وسائل إعلام روسية تقارير واستطلاعات رأي صادمة ركزت فيها على الفساد المستشري داخل أروقة الحكم في دمشق، قبل أن يتم الكشف أخيراً عن اللوحة التي اشتراها بشار الأسد لزوجته مقابل 30 مليون دولار، في الوقت الذي يعاني فيه السوريون وضعاً اقتصادياً متدهوراً.

اقرأ أيضاً: رامي مخلوف يحرج الأسد على الهواء .. هل اقترب رحيل بشار ؟

المصادر الإعلامية التي كشفت عن قضية اللوحة، أكدت أن عائلة مخلوف، التي تعتبر واجهة النظام الاقتصادية، هي التي سربت قضية اللوحة إلى العلن، رداً على الإجراءات التي اتخذتها عائلة الأسد خلال الأشهر الأخيرة الماضية بحق آل مخلوف، وشملت حجزاً احتياطياً على الأموال، ووضع اليد على مؤسسات تجارية وخيرية مملوكة للعائلة الثرية، ما أدى لتوترات كبيرة بين الأسرتين، انتهت بمغادرة محمد مخلوف، إلى روسيا، وإقالة ابنه إيهاب من منصبه كمدير للمناطق الحرة في سوريا.

وقالت في هذا السياق صحيفة "جازييت" الروسية إن "مخلوف" الذي شكا في الفيديو لابن عمته بشار من كثرة الضرائب المفروضة على شركاته، أراد توجيه كلمته لفقراء الطائفة العلوية وأهالي العسكريين الذين لقوا حتفهم دفاعاً عن بشار الاسد دون مقابل، خاصة وأن مخلوف ينفق على هؤلاء من خلال مؤسسته الخيرية ويقدم لهم الدعم المالي والعلاجي وهم يحبونه ويلقبونه بـ"الأستاذ"، وبالتالي اراد "مخلوف" توصيل هذه الرسالة ليقول لهم أن إلحاق الضرر بشركاته يعني وقف تلك المساعدات.

يمثل مخلوف على رغم من سمعته السيئة بسبب الفساد، شخصاً قد يكون مقبولاً للطائفة العلوية، ووجود "رامي مخلوف" في سوريا عقب هروب والده "محمد مخلوف" إلى روسيا دون البطش به من جانب بشار الأسد، يؤكد وفقاً للصحيفة الروسية أنه تحت حماية "الدب الروسي".

هل هناك بدلاء لـ"رامي مخلوف" في خطة روسيا؟

نعم، فروسيا من خلال تواجدها الكبير في سوريا عقدت تحالفات كثيرة ولديها بدائل عدة لـ"بشار الأسد"،ومن بين هؤلاء "سهيل الحسن" المشهور بلقب النمر باعتباره رجل روسيا الأول في سوريا، وهو قائد "الفرقة 25 مهام خاصة"، وتعتمد روسيا والأسد على الفرقة المذكورة كرأس حربة في معارك الشمال السوري، خاصة في إدلب.

اقرأ أيضاً: السماح بفتح جميع المحال والأسواق وعودة العمل بكل المهن في سوريا

و"قوات النمر" التي كانت تتبع "المخابرات الجوية" قبل تشكيلها، حظيت بدعم روسيا التي بدأت الترويج لها نهاية عام 2015، مع معارك مدينة حلب وإتباع القوات لتوجيهات مباشرة من القيادة الروسية في سوريا، و"سهيل الحسن" أيضاً من الأسرة العلوية ويحظى برضى روسي، حتى أن البعض يعتبره رجل روسيا الأول في سوريا، بدليل أن القوات الروسية كرمته ثلاث مرات في 2016، و2017، و2018.

سهيل الحسن

وقالت الصحيفة الروسية أن روسيا تجده بديلاً أفضل لـ"مخلوف" ولكنه مازالت تدرس الأمر لاعتبارات عسكرية في سوريا ولكن الأكيد أن روسيا نجحت في أن تجعل النمر بديلاً لماهر الأسد- رجل إيران الأول- باعتباره القائد السوري الأكثر فعالية.

ماذا عن صراع التحالفات في سوريا؟

روسيا ترسم السيناريو المقبل في سوريا بحكمة حيث أن جميع الأطراف متشابكة فمن جهة إذا ما شعر "بشار الأسد" بخطر عزله عن الحكم سيتسنجد بالمجتمع الدولي الذي سيوقف مساعدات إعمار سوريا في حالة وجود خلاف على الحكم، وبالتالي سيخسر "بوتين" نصره العظيم في إخراج سوريا من " براثن" الغرهاب وفي نفس الوقت إعادة إعمارها، لذا يعقد جميع التحالفات الدولية الآن لوضع "الأسد" في "خانة اليك".

كما أن "ماهر الاسد" يشكل خطراً كبيراً في السيناريو الروسي فهو قائد الفرقة الرابعة في سوريا ورجل غيران الاول ومعروف بموقفه الحادة ضد السمة وعنفه مع المعارضين، وهنا الصراع يدور بين إيران وروسيا لذا يفكر "بوتين" في إعطاء إيران ما يرضيها مقابل التخلى عن "ماهر الأسد".

اقرأ أيضاً: مصر أحبطت مخططاته في سوريا والسودان فاتجه إلى ليبيا.. ما هدف أردوغان من دخول طرابلس؟

بقى الصراع بين "مخلوف وسهيل" لا يشكل هذا الصراع التنافسي حيزاً كبيراً لدى روسيا، فـ"مخلوف رجل أقتصاد وليس رجل حرب وما يهمه في كل تلك المساله هو الحفاظ علة مشاريعه وكسب الأموال في سوريا، لذا تقول الصحيفة الورسية أن "بوتين" يدرس الآن وضع "النمر" في رئاسة سوريا لكفائته العسكرية وسيطرته الحربية وقوته التي تفوق "ماهر الأسد" وحب المعارضين له فهو الخيار الانسب، ووضع "رامي مخلوف" كوزير اقتصاد أو مستشار اقتصادي للرئيس، وبهذا ستحقق روسيا النصر .

بقى شخصاً واحداً في سيناريو "بوتين" وهو رجل التحالفات "على مملوك" هو رئيس مكتب الأمن القومي، وهو من الشخصيات المعدودة التي اشتطاعت أن تكون على اتصال بدول أخرى مثل تركيا وامريكا ومصر والسعودية ودول أخرى، وذلك لأنه رئيساً للاستخبارات، وينظر إلى علي مملوك على أنه قد يساعد روسيا في الإطاحة بالأسد بأقل المشاكل؛ لأن موقفه داخل النخبة السياسية والعسكرية البعثية قوي، وهنا تأتي بين "النمر ومملوك" حيث تشعر روسيا بأن "النمر" يجب إبقاءه في مكانه للسيطرة على ذمام الأمور العسكرية عقب الإطاحة بـ"بشار".

علي مملوك

ومن هنا يكون "بوتين" قد انتصر من كافة النواحي فالرئيس سيكون مدعوماً من جميع التحالفات وقائد الجيش يسيطر على الأزمات التي ستقع جراء الأطاحة بالأسد وماهر الأسد، وإيران سترضخ في النهاية وإلا ستخسر الحليف الأخير في سوريا وهو روسيا.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً