اعلان

قصيدة "باسم السيدة الأولى" للشاعر حسن عامر

حسن عامر
كتب :

من قَبْلِ أن يُوحى إلى الشعراءِ

أنَّ الأرضَ يملكُها الطغاةُ وراثةً،

من قبلِ أن يُلْقَى وَرَاءَ السُّورِ عصفورٌ، وتُسْبى وردةٌ،

منذُ ابتداءِ الخطوةِ الأولى على رملِ الطريقِ،

ومنذُ أولِ قبلةٍ،

وأنا أحبُّكِ

كلَّما حَلَّتْ ضفائرَها الغصونُ،

وكلَّما فَتَحَتْ نوافذَها السماءْ

ما حَنَّ فرعٌ مُثْمِرٌ، وغَفَا غَزَالٌ قُرْبَ نبعِ الماءْ

يا وجهة الأنهارِ يا حوريَّةَ الأضواءْ

تَتَنَفَّسينَ فينحني ظِلٌّ على الممشى، وتُكْتَبُ غيمةٌ في دفتر الصحراءْ

النجمُ تاجُكِ، والزهورُ خيوطُ ثوبُكِ، والطريقُ الدهرُ،

والأشهادُ تنفخُ روحَها نايًا، ويَبْتَدِيءُ الغناءْ

وخطاكِ أيتها الملاكُ تَفُكُّ أزرارَ الحياةِ، وتُوقِظُ الأشياءْ

في الساعةِ الأولى صباحَ الحبِّ

أذكرُ أنني كنتُ الْتَقَيْتُكِ خارجَ الأبعادْ

تَتَنَزَّهينَ على ضفافِ النورِ .. صوتُكِ رنَّةُ الأوتارِ في الأعوادْ

عيناكِ سُنْبُلَتَانِ في حقلِ البياضِ،

وشعرُكِ المُمْتَدُّ ذاكرةُ السوادْ

فَمُكِ الصغيرُ حمامةٌ لا تعرفُ الصيَّادْ

يُمْلَى على الأملاكِ رَسْمُكِ في كتابِ الريحِ،

واسْمُكِ دائرٌ في دورةِ الأعدادْ

قلتُ: السلامُ عليكِ أيتها المُبَاركةُ النقية

أنا قادمٌ من آخرِ المُدُنِ القَصِية

من يومِ أنْ كانتْ سماءُ اللهِ كنتُ أصيحُ باسمكِ في البرية

قلبي جدارُ الكهفِ منقوشٌ عليه هواكِ قبلَ الأبجدية

وخطايَ دولةُ عاشقينَ ورحلتي أزلية

ها أنتِ آخرُ موقفٍ للعاشقِ الجوَّابْ

وأنا طريحُ البابْ

شبَّ الحنينُ وشابْ

يا مشتهايَ البِكْرْ

قلبي مع الغُيَّابْ

صُبِّي ليَ الأنخابْ

كأسًا حلالَ السُكْرْ

وخُذِي يديَّ إلى يَديكِ وضيعيني فيكِ أيتها البلادُ المستحيلَةْ

الوجدُ بَوْصلتي، وقد وجدَ المُحِبُّ دَليلَهْ

أَرْسيتُ أيامي هنا، ومسحتُ عن فَرَسي صَهيلَهْ

هذا أوانُ الوصلِ، فَلْيَتَعَانَقِ العُشَّاقُ، وَلْتَبْقَ الحياةُ جَميلَةْ

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً