اعلان

"كلينتون هي السبب".. 5 تفسيرات لفوز ترامب "المفاجئ" برئاسة أمريكا

ترامب

مفاجأة من العيار الثقيل فجرها دونالد ترامب، اليوم الأربعاء، بعدما حقق فوزًا كاسحًا في انتخابات الرئاسة الأمريكية، متفوقًا على منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون.

"دفة تسير عكس اتجاه الموجة، وتستطيع النجاة" هذه الجملة تلخص رحلة المشرح الجمهوري دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، حيث واجه ترامب عددًا من الصعاب التي جعلت فوزه يبدو مستحيلًا، ورغم ذلك انتصر محققًا حلم راوده من زمن بعيد بأن يصبح رئيسًا للولايات المتحدة الأمريكية.

"كيف فاز ترامب"فوز ترامب يعني بالمقابل خسارة هيلاري كلينتون، المرشحة التي ظلت الأقرب للفوز حتى منتصف يوم الاقتراع، إلا أنها خسرت في الأخير، وخسارة "كلينتون" في الانتخابات أمام ترامب، الذي كان يفترض أنه لا يحظى بشعبية كبيرة، ستتسبب في إرباك المراقبين وفي نكسة للحزب الديمقراطي قد تستمر إلى السنوات المقبلة.

السر في فوز ترامب رغم قلة شعبيته، جاء في تقرير لصحيفة الجارديان البريطانية، بأن ترامب استطاع -رغم أنه لم يلقى اهتمام كثير من المحليين السياسيين باعتباره مرشحًا جديرًا بالاهتمام- تمثيل الاتجاه المُعارض للمؤسسات السياسية القائمة في أمريكا الذي جعل منافسيه الديمقراطيين يعطون أصواتهم لبيرني ساندرز في 22 ولاية، وتحدّي ترامب التوقعات كافة بدا كأنه هو القاعدة الذهبية في السياسة الأمريكية في عام 2016. 

ويقول تقرير الجارديان، إن تمثيل ترامب كاتجاه معارض لسياسات امريكا، هو الاتجاه نفسه الذي تسبَّب في تصويت بريطانيا لمغادرة الاتحاد الأوروبي، فإن هذا الاتجاه هو ما أدى إلى أن تكون كلينتون هي مُمثلة المؤسسة السياسية الأمريكية القائمة أمام الناخبين مهما فعلت، وغزى ذلك دعم الرئيس الأمريكي السابق باراك اوباما لهيلاري.

قال مستشار الرئيس الأسبق بيل كلينتون، جيمس كارفيل، في انتخابات عام 1992 للرئيس كلينتون: "إن الاقتصاد هو الورقة الرابحة". لذا كان على الديموقراطيين العمل على هذا الملف لضمان الفوز بالانتخابات في عام 2016، وقد عمل باراك أوباما على إنقاذ الاقتصاد الأمريكي من الانهيار المالي وقاد سلسلة من الخطط المتتالية لرفع عدد الفرص الوظيفية، ولكن، للأسف، لم يشعر الكثير من الأمريكيين بالإيجابية تجاه سياسة كلينتون الاقتصادية، جاء ذلك بسبب انخفاض مستويات الأجور والحالة الاقتصادية الراكدة وازدياد شعور الناخبين بالضيق وبعدم المساواة، لكن ترامب نجح في إقناع هؤلاء الناخبين بأن سبب الأزمة الاقتصادية يعود إلى الصفقات التجارية الفاسدة والاقتصاد الذي يشوبه التلاعب والتزوير.

وعلى الرغم من إثارة ساندرز لهذه الأفكار في الانتخابات التمهيدية بالحزب الديمقراطي، لم يكن لدى كلينتون أي إجابات مُرضية.

وقد عرف الجميع خطتها تجاه التجارة وهذا ما أثبتته رسائل البريد الإلكتروني المسربة – ولم يكن ردها على هذه الاتهامات مقنعاً ولاقى سخرية البعض، فيما ذكر التقرير أنه على الجانب الآخر، لم يقدم ترامب أية شعارات كاذبة؛ بل قدم العديد من البدائل المقنعة

لم تتسم وعود كلينتون، بمزيد من الثقة لدى الناخبين، حيث جاءت مشكلة انعدام الثقة كإحدى كبرى المشاكل التي أضعفت العديد من المواقف السياسية لكلينتون، بالإضافة إلى الخطب المدفوعة لشركة جولدمان ساكس (مؤسسة خدمات مالية واستثمارية أميركية) وشبكة العلاقات التجارية الغامضة بين عائلة كلينتون والمؤسسة الخيرية التي جعلت العديد من الأمريكيين يتشككون في أمانة كلينتون بشأن الأمور المالية وأشياء أخرى كثيرة.

كما أن مكتب التحقيقات الفيدرالي، كان في مأزق بسبب توقيت التحقيقات التي أجراها مع كلينتون بشأن الرسائل المسربة من البريد الإليكتروني الخاص بمكتبها، وهو ما أدى إلى السير بالتحقيقات إلى طريقٍ مسدود، مما أثار غضب الأمريكيين من تصرف كلينتون كما لو أنها فوق القانون.

رغم أن استطلاعات الرأي بعد كل مناظرة، كانت تضاف نقطة إلى رصيد كلينتون، إلا أن الانتخابات أثبتت أن خطابات كلينتون لم تكن كافية لإقناع الناخبين؛ إذ كانت تبدو كأنها تبيع نفسها، وكانت أقوى رسالة للحملة هي أنها المرشح المؤهل بقوة لمنصب الرئيس، و بالمقارنة مع عدم خبرة دونالد ترامب - كان هذا صحيحاً إلى حد كبير- لكن الأفكار أخذت دوراً وراء الكواليس، حسب تقرير الصحيفة البريطانية.

وحسب تقرير "الجارديان"، فإن شعارات حملة كلينتون كانت جوفاء. بينما كان شعار حملة أوباما "الأمل والتغيير" أكثر قوة من شعار كلينتون "معاً أقوى" الذي بدأ في التبلور رداً على منافسة ترامب معها.

وفيما يتعلق باستطلاعات الرأي، فإن فشل كلينتون يرجع بشكل جزئي إلى الوسائل البالية، فالاستطلاعات تُنشر اليوم على فئة الناخبين الذين يستخدمون التكنولوجيا الحديثة للقرن الـ20 وأسفرت العينات الإحصائية عن تقديم نتائج مضللة على نحو خطير في الانتخابات بجميع أنحاء العالم في الآونة الأخيرة، ولكن المراقبين الأمريكيين متحيرين للغاية من التركيبة السكانية التي توجهت على نحو متسارع إلى انتخابات 2016.

حاول ترامب كثيراً معارضة كلينتون في تركها لبعض القضايا الاقتصادية العالقة، مع حشد مجموعة كبيرة من الناخبين المستقلين، في عام 2016، وكانت مفاجأة سياسية كبيرة أدت إلى تغيير الخريطة الانتخابية في الولايات المتحدة وأنها لم تعد إلى السابق مرة ثانية.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً