اعلان

ثورات الربيع العربي فى مهب الريح.. الحروب الأهلية تدمر الأخضر واليابس

ثورات الربيع العربى
كتب : سها صلاح

لم تحقق ثورات الربيع العربي الديمقراطية بل تحولت إلى حروب أهلية في سوريا وليبيا واليمن والعراق ومصر فيما أغلقت معظم المنظمات الغير حكومية لظهور تنظيم داعش نتيجة الفوضى الوحشية التي أعقبت انتفاضات عام 2011.

ويبدو أن الاضطرابات السياسية تؤكد فشل الثورات، لكن داخليا الحقيقية أعمق من ذلك، ففي هذه المجتمعات هناك أسباب للإيمان بأن ما نراه هو ثورة بسيطة، لكنها مصيرية، إذا كان هذا صحيحا، فإن الوضع المحبط الحالي ليس النهاية، بل مجرد مرحلة في منطقة تمر نحو مستقبل أفضل، هذا على الأقل أحد الدروس التي يمكن أن نتعلمها من التاريخ.

الثورة الفرنسية دليل على ذلك، اقتحام سجن الباستيل في 14 يوليو 1789، لم يأت من العدم، في القرن 18، ارتفع عدد سكان فرنسا إلى نحو 50%، وكان عدد الشباب كثير ولا يمكنه الحصول على وظيفة؛ بسبب التمسك بالنظام الاقتصادي، وبالتالي ازداد الناس فقرا، في حين أن السلطة الحاكمة تزداد ثراء بشكل مفرط، لم يكن هناك حرية دينية، وكانت الكنيسة تحشد السلطة والثورة.

لم تتوقف الثورة الفرنسية عندما تولى نابليون السلطة في عام 1799، استغرق الأمر 80 عاما، ليمر 12 دستورا على البلاد، لتصبح دولة ديمقراطية مستقرة في عام 1780.

هناك بعض الأسباب تدفع للاعتقاد بأن العالم العربي يمر بتطور ثوري مماثل، السبب الأول هو التركيبة السكانية وتضاعف عدد السكان على مدى العقود الثلاث الماضية منذ عام 1980، ولا يزال ينمو بسرعة، ففي مصر وحدها تزايد عدد السكان بنحو مليون شخص على مدى الستة أشهر الماضية، وثلث سكان العالم العربي تقل أعمارهم عن 30 عاما، البطالة بين الشباب تتجاوز 30%، وفي العديد من البلدان العربية من المستحيل الزواج دون امتلاك شقة، ومعنى عدم وجود وظيفة هو عدم امتلاك شقة، وبالتالي لا يوجد زواج، ومن ثم يظهر الإحباط.

السبب الثاني هو الانهيار الاقتصادي، فقد أهلكت الحروب والهجمات الإرهابية في المنطقة، السياحة أحد أهم مصادر الدخل، كما أن السعودية الراعي الرئيسي للمنطقة يغرق اقتصادها بسبب انخفاض أسعار النفط، وللمرة الأولى الأولى تلجأ الحكومة السعودية لفرض الضرائب، أما في مصر، وصل التضخم للمرة الأولى إلى 30%، حتى أعلى من ذلك بكثير على المنتجات المستوردة، وهناك نقص في السكر والزيت والمواد الغذائية الأساسية، بجانب قلة الاستثمار الأجنبي، ونقص العملات الأجنبة، وبالتالي أصبح الاستيراد أمر مستحيل، ليتم تدمير أجزاء حيوية من الاقتصاد.

ثالثا القمع أسوأ بكثير مما كان عليه قبل الربيع العربي، في المغرب، أسفر حادث مقتل بائع السمك في أكتوبر 2016، عن خروح الحشود إلى الشوارع، والآن تتفاوض سوريا بشأن وقف إطلاق النار برعاية تركيا وروسيا لا تزال هناك علامات إستفهام كبيرة، هل يبقى العراق بلدا واحد أو سينهار، ماذا سيحدث في الجزائر حين يموت الرئيس عبد العزيز بوتفليقة.

ومع إعلان تنظيم داعش الإرهابي الخلافة بعد عام واحد، أصبحت دعوات الإصلاح الديني أكثر وضوحا، كما أن مستقبل الإسلام يبدو حتميا، حتى مع محاولة بعض المؤسسات الدينية إيقاف هذه الإصلاحات.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً