اعلان

"وراء كل رئيس عظيم أم".. أمهات في حياة الرؤساء: عبدالناصر الابن المدلل.. والسيسي تربى على الرضا

في عيد الأم، علينا أن نتذكر جيدًا، أن شخصية الفرد، تتكون على أيدى الأم دون أن يدري، فهى الجليس الوحيد فى بيت لا يدخله الأب العامل إلا مع غروب الشمس، فعندما يصبح ذلك الفرد، ذو جاه أو منصب، فهذا الفضل يرجع إلى الأم.

وفى كتب التاريخ المزيد من الحكايات عن الملكة الأم، التى كانت تقود سفينة الحكم من خلال سيطرتها الكاملة على ابنها الملك،

فالأم دائما هى المؤثر الفعلي في حياة الرؤساء، ونجاحاتهم أو فشلهم، وبامكانك أن تكتشف ذلك من خلال علاقة عبد الناصر بوالدته "فهيمة" أو علاقة السادات بوالدته "ست البرين"، أو علاقة مبارك بوالدته "نعيمة" تستطيع أن تكشف الكثير من الألغاز السياسية والنفسية التى كانت تدور فى فترة حكم كل رئيس منهما.

لذلك يرصد "أهل مصر" علاقة الروؤساء بأمهاتهم وكيف كان لها الفضل في نجاحاتهم:

1-علاقة جمال عبد الناصر بوالدته السيدة فهيمة.. "الأبن المدلل والحنين"كانت علاقة جمال عبد الناصر، بوالدته فهيمة حماد، والتي أثرت فيه بشكل كبير، وصدم كثيرًا حينما فقدها، كان يذكرها كثيرًا وكلما يأتي على ذكرها كانت الدموع تفوت في عينيه.وكان جمال عبدالناصر، الابن البكري لأسرة متوسطة الحال، والدته فهيمة حماد، ابنة تاجر فحم معروف في منطقة باكوس بالإسكندرية تزوجها عبد الناصر حسين، وكان شابًا فقيرًا في مقتبل عمره وكان حمال أكياس الفحم لدى والدها، دفعه طموحه للزواج من ابنة التاجر الذي يعمل لديه، وشفعت له وظيفته الأخرى في «البوسطة» له وسهلت الأمور.وبعدما تزوجت "فهيمة"، من "عبد الناصر"، أنجبت جمال أول أولادها، وحصل على نصيبه كاملًا من تدليل ورعاية وحنان أمه بأنواعها المختلفة ولم يقاسمه فيها أحد، خاصة أن والده كان يعمل صباحًا وليلًا ويحصل على 7 أو 8 جنيهات، لذا صبت أمه كل اهتمامها وتركيزها على جمال.وانتقلت أسرة عبد الناصر إلى منطقة الخطاطبة بالقاهرة، حيث عمل الوالد الجديد في مركز «البوسطة»، بينما ظل عبدالناصر صاحب الـ5 أعوام في مدرسته الابتدائية بالإسكندرية يراسل والدته لمدة 3 سنوات.وبعدما انتهى عبدالناصر مدرسته الإبتدائية، استعد ليسافر إلى القاهرة ليكون بقرب والدته التي كان يتشوق لرؤيتها، وعندما ذهب إلى البيت وجد سيدة أخرى تدعى عنايات الصحن، ليكتشف أن والدته توفيت في أبريل 1926، أي قبل عدة أسابيع دون أن يخبره أحد، وأدرك أنه كان يرسل الخطابات إليها وهي متوفية.وحزن عبدالناصر، كثيرًا عندما علم أن أبيه حضر إلى الإسكندرية وتزوج سيدة أخرى دون أن يمر سنة على وفاة والدته، وأيضًا دون أن يخبره، وبرغم تلك الفترة القليلة التى عاشتها معه، ولكنها كان لها أثر كبيرًا في حياة الزعيم الراحل، فيجلس جمال عبد الناصر التلميذ الصغير ليكتب بقلمه وبخطوط متعرجة تعبر عن حالة تلميذ صغير، ويكتب 3 كلمات في خطاب يرسله لأمه عبر البريد ليعبر لها عن شوقه وحبه وافتقاده لها، وهكذا سارت علاقة الابن المفضل مع أمه.وظل عبد الناصر يحب أمه بنفس الطريقة التي كان يحبها بها حينما كان بعيدا عنها، ويبدو أنه ظل يفتقدها، لدرجة أنه كان كلما تكلم عنها وهو رئيس للجمهورية كانت الدموع تبدأ في الظهور داخل عينيه.2-والدة الرئيس الراحل أنور السادات "ست البرين"السادات لم يشعر بضمة صدر الأم ولم يستشعر هذا الحنان الصادر من لمسات الأم العاطفية لوليدها، فلم تكن أمام ست البرين والدة السادات فرصة أو وقت متاح لتمارس مع وليدها تقاليد الحب والعاطفة التي تفرضها الطبيعة والفطرة على الأم ووليدها.فوالدته سودانية من أم مصرية تدعى "ست البرين" من مدينة دنقلا، أم البرين والدها هو خير الله والمنحدر من أصول سودانية قدم إلى مصر بعد أن وجد أن الحياة فيها أفضل، فجاء إلى ميت أبو الكوم وعمل فيها وعاش وتزوج بسيدة مصرية، وأنجب ست البرين التي تزوجت والد الرئيس السادات وذهب بها إلى السودان حيث كان يعمل هناك.والد السادات تزوج «ست البرين» حينما كان يعمل مع الفريق الطبي البريطاني بالسودان، لكنه عاش وترعرع في قرية ميت أبو الكوم.ويعتبر أن السادات فقد العلاقة الأهم في تاريخ الإنسان، وهي تلك العلاقة الخاصة بأمه، بسبب أنها لم تكن تملك من الوقت ما يكفى لتمنح أبناءها تلك العاطفة التي تعرف بعاطفة الأمومة، والسبب أن والد السادات حينما سافر عام 1914 إلى السودان سافر مع زوجته الجديدة ست البرين ولم يكن مستعدًا لمشاكل الولادة، فكان كلما اقتربت ست البرين من موعد الولادة أرسل بها زوجها إلى أمه في مصر لتلد تحت رعايتها في رحلة مرهقة تستقل عبرها باخرة نيلية حتى تصل إلى الشلال وتواصل رحلتها سيرًا حتى تصل إلى محطة القطار بأسوان ومن هناك تسافر إلى ميت أبو الكوم لتضع مولودها.وحتى ميلاد السادات في ديسمبر 1918 كانت رحلة شاقة وعجيبة، وبعد أن مكثت ست البرين مع وليدها محمد أنور السادات فترة الرضاعة، تركته وعادت إلى السودان، وفقد السادات أمه وتولت جدته رعايته التي وصفتها كل الكتب، ووصفها السادات نفسه في كتابه (البحث عن الذات) أنها كانت سيدة قوية الشخصية، وظل يتذكرها طوال حياته بدلا من أمه.ومن الواضح أن السادات كان أكثر تأثيرًا بجدته فقال السادات في كتابه «البحث عن الذات» إن «القرية لم تضع غشاوة على عقله، لكن كانت جدته هي التي فتنته وسيطرت عليه، وهي السبب الرئيسي في تكوين شخصيته، فكان يفخر بأن يكون بصحبة جدته أم محمد، تلك الجدة الموقرة التي كان الرجال يقفون لتحيتها حينما تكون مارة رغم أميتها، إلا أنها كانت تملك حكمة غير عادية، حتى أن الأسر التي كانت لديها مشاكل كانت تذهب إليها لتأخذ بنصيحتها علاوة على مهارتها في تقديم الوصفات الدوائية للمرضى».وأضاف السادات أن «جدته كانت تحكي له قصصًا غير عادية قبل النوم، لم تكن قصصًا تقليدية عن مآثر الحروب القديمة والمغامرات، بل كانت عن الأبطال المعاصرين ونضالهم من أجل الاستقلال الوطني، مثل قصة دس السم لمصطفى كامل بواسطة البريطانيين الذين أرادوا وضع نهاية للصراع ضد احتلالهم لمصر، ووقتها كان صغيرًا لم يكن يعرف من هو مصطفى كامل، لكنه تعلم من خلال التكرار أن البريطانيين أشرار ويسمون الناس».3-والدة الرئيس الأسبق محمد حسني مباركنعيمة إبراهيم، سيدة ريفية أمية، هي والدة الرئيس المصري السابق محمد حسنى مبارك، تنتمي لقرية كفر مصليحة بمحافظة المنوفية، ولم تتلق نعيمة أي قدر من التعليم، فقط حاولت أن تجتهد بمهارات الفلاحة المصرية، لتوفر لأولادها قوت يومهم دون أن تشعرهم بالحاجة أو الفقر، شأنها شأن جميع الأمهات، لم يكن لها حلم في الحياة، إلا أن يكون أولادها أحسن حالًا منها، وشاركت زوجها الحاجب بإحدى المحاكم حلمه في أن يتبوأ أولادها الـ5 (محمد، وفوزي، وعصام، وسامية، وسامي) وظائف كبيرة».توفيت والدة مبارك في 22 نوفمبر 1978، وكان وقتها نائبًا لرئيس الجمهورية، وأقام مبارك ليلة عزاء لوالدته، على أن يتلق العزاء تلغرافيًّا على قصر عابدين حيث كان يعمل، واقتصر العزاء على الرجال فقط، وفقا لـ«ياهو.ولم يأتِ مبارك على ذكر والدته أبدًا، لم يتحدث عنها أبدا، لم يذكرها، لا يوجد سطر واحد في أي خطبة، أو أي لقاء رسمي، أو أي حديث ودي منقول لمبارك يتضمن كلمة واحدة عن السيدة والدته رحمها الله، حتى المعلومات المتاحة عن أصل ونشأة الرئيس السابق قليلة جدا.

4- والدة الرئيس السيسي دائمًا يعترف الرئيس السيسي، بارتباطه الشديد بوالدته "سعاد"، وذكر في احدى خطاباته عن أمه:""ربنا يحميك من كل شر، وهي سيدة مصرية أصيلة، وربتني على الاعتماد على الله والرضا بالقدر".وعن حياة والدة الرئيس، لا نجد معلومات كثيرة متوافرة عن نشأتها وتفاصيل حياتها، ولكن المعروف عاشت الحاجة سعاد إبراهيم محمد، والدة الرئيس، مع رفيق الدرب وشريك الحياة، الأب سعيد السيسي، في الطابق الثالث بالمنزل الذي بناه الجد الحاج حسين خليل السيسي، في حي الجمالية بالقاهرة، وفي صبيحة يوم 19 نوفمبر من العام 1954، أنجبت مولودها الذي لم تكن تعلم أنه سيكون الرئيس الخامس لمصر، وقد أنجبت هذه السيدة 8 أبناء، 3 ذكور هم: "أحمد، وعبدالفتاح، وحسين"، و5 بنات، هن: "زينب، ورضا، وفريدة، وأسماء، وبوسي".ويرتدي الرئيس خاتمًا فضيًا قال عنه مصدر مقرب، إن احتفاظه بذلك الخاتم "أمر طبيعى، لأنه إهداء من والدته، ووعدها بألا يخلعه من يده مهما حدث"، وأثرت طبيعة أم السيسي البسيطة، في شخصيته، فدائمًا يتحدث عن المرأة ودورها في المجتمع.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً