اعلان

"الإرهاب" و"شهر رمضان".. يتصدران اهتمامات كبار كتاب الصحف المصرية

كتب : أهل مصر

تناول كبار كتاب المقالات بالصحف الصادرة، اليوم الجمعة، عددا من الموضوعات منها مواقف الإدارة المصرية الحالية من الإرهاب وفضل الصيام بالشهر الكريم ومحاربة الفساد وإرجاع حق الدولة من الأراضي.

ففي صحيفة الأهرام، قال الكاتب محمد عبد الهادي علام بعنوان "الحقبة المصرية" إنه سقطت، في الأيام الأخيرة، أقنعة كثيرة، وترسخت مواقف مصر الحاسمة أمام العالم كله، في حربها، دفاعا عن المنطقة والعالم، ضد الإرهاب ومن أجل البناء والإعمار والسلام. لم تكن مصر في حاجة إلى اختبار حتى تظهر أصالة وصلابة معدنها.. ولكنها كانت في حاجة إلى إعلان مواقفها أمام العالم، بعد أن اختلطت أوراق المشهدين الإقليمي والدولي على مدى سنوات وارتدى الممولون للإرهاب ثياب الحملان وجلسوا يهزون رءوسهم ويصدقون على كلام قادة كبار في محفل إقليمي ودولي كبير، وهم يتحدثون عن ضرورة استئصال الإرهاب في الشرق الأوسط والعالم.

كلمة رئيس مصر، يوم الأحد الماضي، أمام قمة الرياض - والتي دعا إليها العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، رئيس الولايات المتحدة ورؤساء خمسين دولة عربية وإسلامية - كانت تعبيرا عن الكرامة الوطنية، وعن مواقف شجاعة لرئيس الدولة، الذي أثبت، مرارا، أنه يدافع عن رؤية صلبة ومتماسكة بشأن مواجهة أسوأ أنواع الخطر الذي يتهدد العالم، وهو خطر الإرهاب بيد الإنسان ضد البشر جميعا.. خطر يضرب الإنسانية في مقتل، وتحركه أطراف تضمر الشر وتخطط لحروب الكراهية والدمار، وهى في دعمها لقوى الإرهاب في الشرق الأوسط وصلت إلى الدرك الأسفل في السنوات الأخيرة!.

وأضاف الكاتب تعلقت أنظار المصريين بشاشات التليفزيون بمجرد أن بدأ الرئيس عبد الفتاح السيسي كلمته، وجاءت ردود الأفعال من كل التيارات والأطياف السياسية "هذا خطاب يمثلنا".. فبكل إباء وشمم وكرامة تحدث الرئيس عن وسطية واعتدال بلده، وكونها رمز التنوير على مر العصور. تضمنت الكلمة بوضوح إعلان موقف واضح وقوي وحاسم من قضايا عديدة، وشعر كل مصري باستقلال الكلمة، وعدم تبعية بلدهم لأحد.. قامات المصريين ارتفعت أكثر وهم يرون رئيس بلدهم يرد الصاع صاعين للجماعات الإرهابية، ومن يدعمهم سياسيا وماليا، ويعلن أن الإرادة الشعبية الجارفة في 30 يونيو قد فرضت نفسها، وهى الكلمات التي هدأت مشاعر ملتهبة ونفوسا مكلومة، نالها ما نالها من صناع الفوضى والتخريب وداعمي الجماعة الإرهابية في السنوات التي أعقبت الثورة الشعبية عام 2013.. وقد كان الرئيس السيسي، في كل كلمة، ولفتة خلال القمة العربية-الإسلامية-الأمريكية على قدر حجم مصر وعلى قدر مسئولية ما يحمله على عاتقه من هموم وطن وأمة تكابد لدرء الخطر.

وفي صحيفة الأخبار، قال الكاتب محمد بركات بعنوان "حانت ساعة الحساب بين الحق.. والقانون" إنه بين شقي الرحي تم حصار كل من استباح الاستيلاء على أراضي الدولة بغير الحق وبالمخالفة للقانون، وأعطى لنفسه جواز الاستحواذ ووضع اليد بالقوة على ما لا يملك وما لا يستحق، مستغلا في ذلك حالة الفساد المستشرية في الإدارات المحلية، والمنتشرة بين بعض ضعاف النفوس من المسئولين والعاملين بالدولة، المكلفين بحماية هذه الممتلكات وتلك الأراضي والحفاظ عليها، فإذا بهم أول من يفرط فيها بأبخس الأثمان أو بالرشي.. وشقا الرحى اللذان سقط أو حوصر بينهما هؤلاء، هما ميزان الحق وسلطة القانون، وكل منهما كفيل باستعادة الدولة لأملاكها التي نهبت منها في ظل غيبة القانون، وكفيل أيضا باستردادها لحقوقها التي انتزعت منها بالبلطجة وبالقوة، وفي رحاب الفوضى وغياب سلطة الدولة وضياع هيبتها.

وأكد الكاتب أنه لعلنا نتفق جميعا على أن أخطر الظواهر التي طفحت على السطح خلال السنوات الأخيرة، كانت دون شك غيبة حضور الدولة وغياب سلطتها النافذة، عن التواجد سواء في الشارع بصفة عامة، أو في جميع المناطق والأرجاء التي من المفترض أن تتواجد بها، ويكون لها فيها صوت مسموع وقرار نافذ وهيبة واضحة ومحسوسة.. وبكل الصراحة نقول إن ذلك الغياب لحضور الدولة وتلك الغيبة لسلطتها النافذة، نتيجة حالة الفوضى العامة وعدم الانضباط التي سادت في السنوات الأخيرة، قد أتاح المجال أمام ضعاف النفوس لاستغلال الفرصة، والاستيلاء بغير الحق على الكثير من أراضي الدولة والعديد من الممتلكات بالمخالفة للقانون وسطوة الأمر الواقع.

وفي صحيفة الجمهورية، قال الكاتب فهمي عنبه بعنوان "هل يمكن أن نصوم؟!.. رمضان.. بأية حال عدت يا شهر الصيام.. هل بما مضى.. أم بأمر فيك تجديد.. أم بخصال فيها تبديد؟! " إن الشاعر أبوالطيب المتنبي كتب في قصيدته عن العيد وكيف عاد عليه والأحبة في البيداء لذلك لم يشعر بالفرح والسرور.. وإذا استعرنا شطر البيت وطبقناه على رمضان ثم بأي حال عاد على المصريين والمسلمين.. وهل أيامه ستكون كما كنا نعيشه زمان.. أم تغيرت العادات والتقاليد؟.. دعونا نتحدث بصراحة ونحن نستقبل الشهر الكريم.. وليسأل كل مسلم نفسه.. هل فعلا أقوم بالصيام الذي فرضه الله وجعله الركن الرابع للدين بهدف التقوى أم أؤدي عادة تتكرر كل عام؟.

وقال "علينا أن نعترف بأن غالبية الناس "إلا من رحم ربي" حولوا رمضان إلى موسم سنوي لتناول أطيب الأطعمة ومتابعة أهيف المسلسلات الدرامية وإضاعة الوقت في الغيبة والنميمة.. والتكاسل وتخفيض ساعات العمل.. صحيح أنهم يتمسكون بالامتناع عن الأكل والشرب لحين سماع المدفع.. ويواظبون على أداء صلاة التراويح مع أنهم ربما لا يصلون في الأوقات الخمس المكتوبة.. وللأمانة فأحيانا يقرأون القرآن ويختمونه مع نهاية الشهر.. فهل هذه الأفعال هي الحكمة التي شرع الله سبحانه وتعالى الصيام من أجلها؟!.

وأضاف أنه يستمر الجلوس أمام شاشات التليفزيون من مدفع الإفطار حتى ساعة الإمساك وربما لما بعد الفجر.. ويتنقل المشاهد من قناة إلى أخرى ومن مسلسل على فضائية إلى برنامج مقالب أو ترفيهي يقدمه فنان أو ممثلة مشهورة.. ونادرا ما تجد أعمالا لها هدف أو تزيد من ثقافة المشاهدين أو تساهم في الارتقاء بذوقهم وأخلاقياتهم.. وتتوارى التمثيليات والحلقات الدينية خجلا أو يتم إذاعتها في الأوقات "الميتة" أما وقت الذروة الذي تجتمع فيه العائلات فيتم عرض برامج رياضية أو مسلسلات "الهلس" التي تجلب الإعلانات مما يساهم في إفساد النشء الذين لو سألت أحدهم عن أحسن 10 لاعبين أو مطربين أو ممثلين في العالم لسرد لك تاريخهم منذ ولادتهم وأهم أعمالهم.. ولكن حينما تريد أن يخبروك عن متى نال نجيب محفوظ جائزة نوبل للآداب أو من الذي يطلق عليه "صقر قريش" أو عن أسماء العشرة المبشرين بالجنة فلابد أن تضحك عندما يجيب لأنك ستسمع العجب.. بالطبع إذا كنت أنت تعرفهم!!.

ماذا نريد أن نعلمه لأجيالنا.. وما هي الأخلاقيات والقيم التي نريدهم أن ينشأوا عليها.. ومن هم الذين نجعلهم يتصدرون المشهد ليكونوا قدوة لقادة المستقبل والحراس على ثقافة وتقاليد هذا البلد؟!.

للأسف.. تلك هي المأساة التي تعيشها أغلب الأسر.. وهذا هو حال المسلم الذي يستقبل رمضان بالتفكير في الطعام وينسى حكمة الصيام.. ويعد نفسه للاستمتاع بالمسلسلات والبرامج وينظم وقته على مواعيدها ولا يلتفت لأداء العمل المكلف به أو للصلوات أو قراءة القرآن أو حتى صلة الأرحام.. ونسى التكافل ومساعدة الأهل والمحتاجين والبسطاء الذين يعانون من صعوبة المعيشة وغلاء الأسعار.. فهل يمكن ونحن نستقبل رمضان أن نفكر في أن نصوم بحق ليحصل كل مسلم في نهاية الشهر على الجائزة ويعود عليه العيد بالفرح والسرور.

إذا كان هذا هو حال الأفراد فماذا عن الدول الإسلامية تلك "حدوتة" أخرى من حكايات وفوازير رمضان وكل عام ومصر وأهلها والعرب والمسلمين بألف خير.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً