اعلان

نهج وحصانة" أولى ندوات "مجلس محمد خلف"

نظم "مجلس محمد خلف" في أبوظبي، مساء أمس الأربعاء، ندوة بعنوان " فكر زايد .. نهج وحصانة"، وذلك إحياءً لذكرى رحيل المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان "طيّب الله ثراه"، وقد شارك فيها سعادة الدكتور علي بن تميم مدير عام شركة أبوظبي للإعلام، والدكتور سلطان النعيمي عضو الهيئة التدريسية في جامعة أبوظبي، وأدارها الكاتب والإعلامي الإماراتي راشد العريمي.

شهد المحاضرة الشيخ ذياب بن خليفة بن حمدان آل نهيان، ومعالي اللواء ركن طيار فارس خلف المزروعي رئيس لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية بأبوظبي، وعدد من المسؤولين وأبناء المنطقة. والسيد عيسى سيف المزروعي نائب رئيس لجنة إدارة المهرجانات، والسيد عبدالله بطي القبيسي مدير إدارة الفعاليات والاتصال في اللجنة، والسيد عبيد خلفان المزروعي مدير إدارة التخطيط والمشاريع في اللجنة، وحشد من المواطنين والإعلاميين والمهتمين.

وشملت محاور الندوة :فكر زايد في إدارة الدولة، استمرار نهج زايد بعد رحيله، وكيف حصّن نهج زايد الإمارات ضدّ الأزمات؟.

وفي تقديمه للندوة، قال الأستاذ راشد العريمي : "يُصادف اليوم (التاسع عشر من شهر رمضان المبارك) ذكرى رحيل المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان – طيّب الله ثراه - ، مؤسس دولة الإمارات العربية المتحدة .. زايد الخير والعطاء والوطن، الذي ترك في كل مكان بصمة لا تمحوها السنوات .. إنجازاته ما زالت تنبض .. حيّة في قلوبنا بسيرته العطرة ونهجه المستمر".

وأكد أنّ زايد – رحمه الله - هو حكيم العرب ورجل الأمة .. لا يزال موجودا بيننا بكل ما قدّمه من إنجازات وأرساه من قواعد متينة لحماية البلاد وصونها.. ولا تزال صورته المُشرقة عالقة في قلوب أبناء الإمارات والأمتين العربية والإسلامية، والإنسانية جمعاء، ونحن على الودّ والعهد والوفاء باقون دوماً بإذن الله.

وبهذه المناسبة، يُسعدنا أن نُطلق اليوم باكورة فعاليات " مجلس محمد خلف " الذي تمّ افتتاحه منذ أيام بتوجيهات من سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة.

وأكد العريمي أنّه ليس أجمل من أن نبدأ أولى ندوات المجلس بحديث عن فكر ونهج زايد في إدارة الدولة وحماية إنجازاتها ومكتسباتها، وتحصينها ضدّ الأطماع والأزمات. فهو – رحمه الله – من أرسى القواعد ومهّد الطريق إلى هذا الحاضر وذاك المستقبل. لذا، يُسعدني أن أرحب بكم جميعا اليوم، وبالمشاركين في الندوة، شاكراً لكم اهتمامكم بالحضور، ومُساهمتكم المُقدّرة في تعزيز الدور الهام للمجالس الشعبية المتوارثة.

- وأكد الدكتور علي بن تميم في كلمته أنّ مرتكزات إدارة الدولة في تصور الراحل الكبير زايد بن سلطان تقوم على أربعة أسس (الإنسان وسيلة التنمية وغايتها، الرؤية القائمة على التخطيط والبرامج، بناء الاتحاد، التوازن والاعتدال)، مشيرا إلى أن "رحمه الله" كان على يقين بأنّ النهضة لا تقوم على تطوّر الأدوات ووسائل العيش فحسب، بل إنّها تنطلق من الروح الإنسانيّة والعقل المبدع والإرادة الواعية، وكان يؤمن بأنّ الإنسان كائن اجتماعي لا تستقيم حياته من غير مجتمع؛ فالاجتماع ضرورة للنوع الإنساني، وقد حرص الشيخ زايد وهو يبني مشروعه النهضوي على البعدين الفردي والمجتمعي.

وأضاف أن الشيخ زايد وصل عام 1966 إلى سدة الحكم وهو يحمل مشروعه النهضوي ، وهو يدرك بحسّ القائد التاريخي أنّ تنفيذ هذا المشروع يتطلب رؤية برامجيّة تشمل مختلف المجالات. وعندما نستعيد اليوم ما أنجزه ندرك ضخامة الإنجاز الذي تحقّق، وعظم التحولات والمكتسبات التي أسهمت في التجدّد الحضاري لمجتمع الإمارات العربيّة المتّحدة. والحق أنّ من يتأمّل سيرة الشيخ زايد من بدايتها المملوءة بالتحديّات إلى خاتمتها المفعمة بالمنجزات، يلاحظ أنه لم يكن صانع تحولات كبرى في أبوظبي ومؤسّساً لدولة الإمارات العربيّة المتّحدة فحسب، بقدر ما كان عنواناً لمرحلة من مراحل التجدّد الحضاري، خليجيّاً وعربياًّ وإسلاميّاً.

وأكد أن الاتحاد شكّل القضيّة الكبرى التي نذر الشيخ زايد حياته من أجلها، فالحديث عن الاتحاد يشكّل القاسم المشترك في أحاديثه وخطبه، وقد ظل يرد على من يسأله عن نزوعه الوحدوي بقوله "إن هذا الميل تهمة لا ينكرها، وشرف يريد أن يناله"، وقال: «إننا وحدويون في آمالنا وأمانينا، إننا ندعم وحدتنا الداخليّة أولاً، ومن ثم وحدتنا الخليجية؛ لتكون اللبنة الأولى في الوحدة العربية، إننا نجد دولاً لا تجمعها ما يجمعنا، اللغة، امتداد الأرض، العادات، ومع ذلك نجدها تتوحّد، فلماذا لا تكون الوحدة رائدنا وأملنا؟».

وأشار د.علي إلى شخصيّة الشيخ زايد تمثل لحظة التوازن بين الركائز الثابتة والعناصر الوافدة، فقد ظلّ من المؤمنين بالإسلام المعتدل الذي لا يشكل قيدا على العقلانية والتقدم ، ومن المتمسّكين بقيمه وثوابته، كما ظلّ يدعو على الدوام إلى التمسّك بقيم الصدق، والمروءة، والإيثار، والتراحم، والتوادّ، والعدل، والإنصاف، مثلما كان منفتحاً على قيم العصر المتمثّلة بالحفاظ على حقوق الإنسان، والإيمان بالحريّة، والتعدديّة، والتسامح، ورفض التمييز العنصري، لهذا لم يكن للهوية في نظره معطى ثابتٌ، كما أنها لم تكن لحظة منغلقة بقدر ما تشكلّت بوصفها ثمرة للحظة تفاعل منتج كما يقول: «إن للشرق نصيباً من الحضارة، وللغرب نصيبا آخر، فما علينا إلا أن نختار خير ما عند الشرق وخير ما عند الغرب.. فتطوّرُ الحياة البشرية أمرٌ طبيعي».

استمرار نهج زايد بعد رحيله:

وقال الدكتور علي بن تميم، إنّ الشيخ زايد ذات مرة، قال وهو يحدد ملامح المستقبل : «إننا نتطّلع إلى غد مشرق؛ دعامته القوة، وسنده الحق، ومضمونه التكاتف والتآزر، وأساسه الأخوة والتضامن والعدل، وشعاره فعل الخير وتحقيق السلام"، وهذا يمثل نهج دولة الامارات اليوم القائم على اسس التسامح والخير و بناء مجتمع المعرفة، مضيفا أنه في عام 2016 كان عام القراءة الذي تميّز بزخم معرفي كبير، تحوّلت الإمارات خلاله إلى خليّة عمل يوميّة لنشر المعرفة وتعزيز القراءة، وتمّت بلورة خطّة إستراتيجية لجعل القراءة أسلوب حياة في المجتمع، إلى جانب إطلاق صندوق وطني لدعم مشاريع ومبادرات القراءة وإصدار القانون الوطني للقراءة.

ومع بداية العام الجاري جاءت مبادرة عام الخير التي وصفها سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان بقوله: إنّ "تجربة الإمارات في نشر ثقافة الخير تجربة متأصّلة راسخة، أرسى الراحل الكبير الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان -رحمه الله- أركانها وبجهود القيادة الحكيمة وشعبها سيكون عام 2017 فارقًا في أعمال الخير"، مؤكدا أن القراءة والخير لا ينفصلان عن التسامح، فالقراءة تنمّي العقل وتوسِّع مدارك التفكير وهي الوسيلة لبناء جيل عارف بحاضره ومستقبله يؤمن بالتسامح، أمّا الخير فهو ثمرة التسامح وأداة التعبير عنه، وقد عبر سمو الشيخ محمد بن راشد عن هذا المعنى عندما قال : " «بنى زايد شعباً متعلماً طموحاً منفتحاً، وغرس في هذا الشعب أجمل معاني البذل والعطاء وحب الخير»، مضيفاً أن «العطاء سعادة وخدمة الناس سعادة والبذل دون مقابل سعادة، ولا نريد لشعبنا إلا الخير والسعادة».

وأضاف أن صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، يقدّم في كلِّ ما يفعله وما يقوله النموذجَ الحيَّ للقائد الذي تخرّج في مدرسة زايد الخير، ففي شخصيّته يتجلّى الوفاء والصدق بأبهى صوره، وتبرز ملامح القائد -الإنسان الذي يخطّط، ويبني، ويتابع خطى التنمية وبرامجها، ويرسي قواعد الأمن والعدل ودولة القانون من أجل مستقبل مشرق، ولقد جاءت مبادرة سموه العظيمة في التربية الأخلاقيّة لتكريس المُثل العُليا والاعتراف في الوقت نفسه بالقدرة على إحداث الفارق أخلاقيًّا وقيميًّا، والعمل على صناعة هويّة المستقبل وأخلاقياتها الوطنيّة القائمة على التسامح والانفتاح والتعدّدية ورفض الانغلاق.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
تسريب امتحان اللغة العربية للشهادة الإعدادية بأسيوط.. و«التعليم» تُعلق: جاري تتبع مصدرها