اعلان

الأسرى المصريون في قطر يستغيثون.. تعذيب العمالة المصرية في "الوكرة".. وتخفض رواتبهم للنصف.. وتمنعهم من العودة بالشروط الجزائية

كتب : سها صلاح

صدقت توقعات الجالية المصرية في قطر عن احتمالية تعرضهم للاضطهاد من قبل السلطات القطرية، انتقامًا من قطع مصر ودول خليجية وعربية العلاقات معها، وكالت الدولة القطرية للوافدين لديها بمكيالين، إذ حصل المصريون على النصيب الأكبر من المعاملة السيئة والإهانات، ناهيك عن خفض رواتبهم.

"الكويت" تطعن الخليج في ظهره.. قطر تستقبل الكويتين بـ"الليموزين"و" الورود"

كما استغلت قطر أن معظم عقود المصريين تلزمهم بعدم مغادرة البلاد إلي حين انتهاء عقد العمل، وإلا ستُطبق عليهم شروط جزائية، كما تحاصر الأجهزة القطرية المصريين في منطقة "الوكرة"، وهي منطقة تفتقد الخدمات الأساسية، ولا تصل إليها المرافق، وأغلب مبانيها عبارة عن حجرات ضيقة، تسبح فوق مياه الصرف والروائح الكريهة.

يقول محمد يزيد إنه كان فى بداية دراسته الجامعية رافضًا فكرة الغربة فى حد ذاتها، متمسكًا بحياته البسيطة المتواضعة وسط مجموعة أصدقائه في الشرقية، يلعبون دورًا مهمًا جدًا فى حياته، إلى أن دفعته الظروف للسفر خارج مصر.

ويضيف: «سعيت سنوات طويلة للارتباط بزوجتي الحالية، ووقفت فى وجه أسرتى للارتباط بها، وبعد الزواج واجهت صراعًا كبيرًا بين زوجتى ووالدتى، واستحالت الحياة والعمل وسط هذه الصراعات التى كنت أحتفظ دائمًا لنفسى فيها بصورة المتفرج».

وتابع: «من هنا قررت السفر إلى الخارج، برغم أننى كنت أعمل موظفًا فى شركة خاصة، وكنت أتقاضى راتبًا شهريًا متميزًا».

و يضيف الشاب: "للأسف لم تؤثر علينا الأزمة الاقتصادية فقط، بل أصبحنا نعامل كعبيد في تلك الدولة و كأننا مسجونون"، مشيرًا إلى أن أصحاب العمل خفضوا رواتبهم إلى النصف تقريبًا، بعد الأزمة، كما ارتفعت الأسعار أكثر من 20 %، ما أثر على قدرة المصريين على الإنفاق وتوفير أموال لإرسالها إلى ذويهم.

أما محمود المصرى، الذى اكتسب لقب المصرى، بعدما سافر للعمل فى أحد المقاهى، لم يكن يومًا ما بحاجة لتحسين مستواه المادى، لكنه يعشق السفر والتنقل بين البلدان المختلفة، فهو يرفض الاستقرار فى مكان بعينه، ومن هنا قرر السفر بعدما قام ببيع سيارته من أجل الحصول على تذكرة الطيران وتصريح دخول البلد.

ويقول "المصرى" إنه لم يجد وسيلة للعيش فى هذا البلد إلا من خلال العمل فى أحد المقاهى، الذى تقاضي فيه راتبًا لم يكن كبيرًا، لكنه لا يقوى على العودة مرة أخرى لوالده، الذى رفض سفره منذ البداية وحاول نصحه كثيرًا، لكنه رفض وتمسك برأيه للسفر، مضيقًا: "كنت أقول لنفسى سأسافر وأعمل فى قطر، ومن بعد سأتقاضى راتبًا كبيرًا يمكننى من السفر والتنقل من بلد لآخر، وهى هوايتى المفضلة، لكن أحلامى تضاءلت وأخذتنى السنين، وظللت أعمل فى هذا المقهى أكثر من خمس سنوات".

وأشار إلي أن المقاهي لم يعد يرتادها الكثير من الزبائن، فالمقاطعة ضربت السياحة في البلد، حيث إن معظم مرتادى المقاهي في قطر من الأجانب، كما أنه مع زيادة الأسعار اضطر صاحب المقهي لزيادة الأسعار فانخفض عدد الزبائن القطريين على المقاهي، حيث وصل لتر اللبن لـ 6 ريالات قطرية، وكيس القهوة إلي 20 ريالًا، و العصير إلي 6 ريالات.

و يقول وليد علي إنه اضطر إلي السفر بعد أن أكد له أحد أصدقائه السوريين، الذي تعرف عليه في مصر ثم سافر إلي قطر، أن العمل في الدوحة رائع، وأن الرواتب جيدة.

وأوضح: "عندما سافرت وجدت أن العمل شاق، حيث نعمل 15 ساعة في اليوم بـ2 ريال فقط في إحدي شركات التسويق هناك، وإيجار السكن مرتفع جدًا، لذا يضطر بعض أفراد الجالية المصرية إلي السكن في بلوكات بالوكرة".

وأكد أنه عقب المقاطعة كان يريد العودة إلي مصر، لكنه لم يستطع، فالبعض عند دخوله قطر لإيجاد فرصة عمل أو عدم الترحيل يجب أن يوقّع عقدًا مع الشركة التي يعمل بها، يقضي بمبالغ هائلة كشرط جزائي إذا ما ترك العمل قبل انتهاء الفترة المتفق عليها.

و كشف عن مفاجأة بشأن الاتصالات بمصر، وقال إن زميله القطري في العمل أكد له أن الجهات الأمنية في قطر تتنصت علي مكالماتهم بمصر علي برامج "الفايبر" و"الماسنجر".

أما وليد السوهاجى الذى اختار لنفسه العمل بين مصر وقطر، فكان يبيع السلع المصرية، وتزوج بسيدة قطرية مطلقة أصرت على أن يعيش معها ببيتها، بينما كان يحلم بالبحث عن عمل مناسب فى أى دولة عربية يستطيع من خلاله أن يكوّن مستقبله.

و قال السوهاجي: "عقب المقاطعة أصبحت زوجتي وعائلتها يعاملونني بشكل سيئ، حتي أنها أخذت أطفالنا مني وطردتي خارج المنزل، وأنا الآن أسكن في أحد البلوكات بالوكرة مع أحد الأشخاص من الجالية المصرية هناك".

و أكد أن العمل في قطر أصبح شبه مستحيل، مضيفًا أنه حاول العودة إلي مصر، إلا أن زوجته رفضت إعطاءه جواز سفره، وهو الآن دون عمل ومسكن في شوارع قطر.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً