اعلان

تمجيد الأم برغم أن "خلفة البنات" تغم.. المرأة في الأمثال الشعبية

تعد الأمثال الشعبية من أبرز عناصر الثقافة الشعبية ومن أهم الموروثات السردية الشفهية فى الثقافة الشعبية, وتنبع أهمية الأمثال فى الثقافة الشعبية لسهولة تداولها وتناقلها عبر الأجيال، وذلك لبساطة تكوينها, وهى عصارة حكمة الشعوب وأفكارها ومرآة لطبيعة الناس ومعتقداتهم لتغلغلها فى معظم جوانب حياتهم اليومية، وتعكس الأمثال المواقف المختلفة بل تتجاوز ذلك أحياناً لتقدم لهم نموذجا يُقتدى به فى مواقف عديده، والأمثال تساهم فى تشكيل أنمـاط اتجاهات وقيم المجتمع.

الأمر الذى جعلها محوراً أساسياً لاهتمام الكثير من العلماء والباحثين.ورغم أن هناك تغيرا فى مدى ايماننا بالأمثال والاتجاه نحو تنقيحها وتفنيدها ونقدها أحيانا الا انها مازالت مصدرا مهما للتعبير عن آرائنا وقيمنا واتجاهاتنا, كما تعكس مشاعر الشعوب على اختلاف طبقاتها انتماءاتها بجانب تجسيدها لعادتها وتقاليدها ومعتقداتها.

وقد قال إبراهيم النظام: «يجتمع فى المثل أربعة لا تجتمع فى غيره من الكلام, إيجاز اللفظ, وإصابة المعنى, وحسن التشبيه وجودة الكناية فهو نهاية البلاغة»

والمعرفة بالأمثال ضرورة، ليس لأهل اللغة الناطقين بها فحسب، بل هى أمر محتم على كل دارس للغة من غير أهلها، ان لم يكن لاستعمالها فمن أجل فهم اللغة وثقافتها فى إطارها الطبيعي.

وفى المجتمع المصرى نجد تداول الأمثال الشعبية بشكلٍ كبير, ففى أحاديثهم وتجمعاتهم نجدهم غالبا ما يسترشدون بها ويجدون متعة ولذة فى تضمينها أقوالهم وتناقلها لما فيها من حكمة وتجربة ومصداقية ولعله من الجميل أن تبقى هويتنا الحضارية حية ومتفاعلة وأيضاً فعّالة، ويمكن بالتالى أن ننقلها إلى أجيالنا اللاحقة.

ورغم أهمية الأمثال الشعبية كجزء أساسى ومهم فى الفلكلور الشعبى الا انها نقلت الكثير من الأفكار الخاطئة؛ فهى تقصر دور المرأة فى المجتمع على تنظيم البيت وقضاء احتياجات الزوج، وهناك الكثير من الأمثال التى ظلمت المرأة مثل:

"البنت يا تسترها يا تقبرها"

"البنت إذا كبرت يلجبر يلقبر"

"عقربتين فى الحيط ولابنتين فى بيت"

"البنت باللدح والولد بالمدح"

"اللى تموت بنيته من صفا نيته"

وكلها أمثال تحقر من المرأة وتقلل من قدرها وتجعلها عئا يجب التخلص منه، ويؤكد الموروث الاجتماعى الذى ينشأ عليه الرجل سواء كان أخاً أو أباً أو زوجاً تبنى فكرة ان الرجل لا يعيبه شيء وأن المرأة مجرد تابع له وشيء يمتلكه وهى كائن لا يستطيع الحياة بدونه، والدليل على ذلك أمثال مثل:

البايرة لبيت أبوها

حرمة من غير راجل زى الطربوش من غير زر

يا ويل من أعطى سرّه لمراته يا طول عذابه وشتاته

الراجل ابن الراجل اللى عمره ما يشاور مراته

يا مشاور النسوان يا خسران

اقعدى فى عشك لما ييجي اللى ينشك

كما نجد التوجيه الدائم للأهل لضرورة القسوة فى التربية على البنت وان وجودها بعكس الولد الذى يوصى بتدليله والفرح بوجوده ونرى ذلك الفكر جليا فى أمثال مثل:

اعدل العوجة ولو فى يوم فرحها

الولد فرحة ولو قد حبة القمحة

دلع بنتك بتعرك ودلع ابنك بيعزك

بيت البنات خراب

ان ماتت اختك انستر عرضك

البنت يا تسترها يا تقبرها

صوت حية ولا صوت بنية

الولد لو قد المفتاح بيعمر الدار

بطن جاب الولدانى اطعموه لحم الضانى

بطن جاب البنية اضربوه بالعصية

لما قالوا لى ولد اشتد ظهرى واتسند

ولما قالوا لى بنت انهدت الحيطة علي

ما احلى فرحتهم لو ماتوا بساعتهم

ام البنت مسنودة بخيط وام الولد مسنودة بحيط

هم البنات للممات لو عرايس او متجوزات

البنية بلية

النسوان اما جواهر او عواهر او قواهر

الفاجرة داويها والحرة عاديها

المرة لو طلعت عالمريخ آخرتها للطبيخ

ان مات اخوك انكسر ظهرك وان ماتت اختك انستر عرضك

جوزت بنتى لارتاح من بلاها اجتني واربعة وراها

موت البنات من المكرمات

حتى عندما حاولت الأمثال إنصاف المرأة ووصف جمالها وصفتها وكأنها دمية بلا روح، ورغم ذلك حثت الرجال على طلبها:

إن عشقت اعشق قمر وإن سرقت اسرق جمل

اعشق غزال وإلا فضها

ولأن الجمال يسبق الغنى فـ "تغور العورة بفدانها".

كما حثت هذه الأمثال على الزواج من المرأة الجميلة حتى ولو كان الزوج لا يملك قوت يومه، فالجمال يغنى عن الأكل والشرب:

خد الحلو واقعد قباله وإن جعت شاهد جماله

الحلوة حلوة ولو قامت من النوم، والوحشة وحشة ولو استحمت كل يوم

ياريتنى يا أمه كنت بيضه وبضب، أصل البياض يا أمه عند الرجال يتحب

بره ورده، وجوّا قرده

لبسْ البوصة تبقى عروسه

وأخيرًا تشير بعض الأمثال إلى خفة عقل المرأة، وتصرفاتها الناتجة عن ذلك:

هبلة، ومسكوها طبلة

زمر الزميرة تبان العاقلة م المجنونة

ورغم تناول الامثال لخفة عقل المرأة الا أنها تعود وتوضح مدى مكرها وذكائها فنجد

حيِّل النسوان غلبت حيِّل الغيلان

كيد النسا غلب كيد الرجال

آمن للحية ولا تآمن للمرأة

النسوان مصايد والرجال تقع فيها

النسوان مصايد الشيطان

كيد النسا بالنسا ولا تكيدهن بالعصا

وامام كل هذه الأمثال السلبية عن البنت والزوجة نجد العكس تماما عن الأم، حيث نرى تأكيد قيمة المرأة «الأم» فى المجتمع مما يدل على النظرة المتناقضة للمرأة عموما فالأمثال أنصفت الأم ووصفتها بالحنان والإيثار ودورها المهم فى التربية والعطف على الأبناء فيقول المثل:

من طعم صغيرى بلحه نزلت حلاوتها فى بطني

أسيادى وأسياد أجدادى اللى يعولوا همى وهم أولادي

الخنفسة عند أمها عروسة

خنفسة شافت بنتها على الحيط قالت دى لولية فى خيط

وتتوالى الأمثال التى تمجد المرأة الأم وتقول:

اللى من غير أم حاله يغم

اللى يتعلمه الطفل من أمه يحفظه ويصمه

اللى عنده أمه ما ينحملش همه

يا مخلى الأم تعشعش والأب يطفش

اللى عند أمه بالبيت خبزته مدهونة بزيت.

بعد الأم أحفر وطم

البيت بلا أم زى الجاكت بلا كم

ريحة الام بتلم وريحة الاب بتخم

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
السيسي: مصر تنخرط مع الأشقاء والأصدقاء لإنقاذ المنطقة من السقوط بالهاوية