اعلان

قبيل أيام من إجرائه.. الاستفتاء يدخل في "نفق مظلم".. و25 سبتمبر انفصال إقليم كردستان يغير الساحة العراقية

كتب : سها صلاح

يصعب التكهن بما ستكون عليه العراق بعد "25 سبتمبر"، وهو الموعد الذي حدده إقليم كردستان العراق لإجراء استفتاء على الانفصال عن بلاد الرافدين.

كثيرة هي ردود الأفعال التي تبلغ حد "التحذيرات" ضد استفتاء انفصال الإقليم، حتى لاحت أسئلة عن إمكانية إجرائه بالفعل وتغييره معالم الساحة العراقية وربما الإقليمية والدولية.

رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي حذر من إصرار الأكراد على إجراء استفتاء على انفصال إقليم كردستان، واعتبر أن ذلك سيدفع البلد لنفق مظلم.

العبادي قال إن الأكراد ساهموا في تحقيق إنجازات كبيرة على صعيد الوضع العراقي الراهن، وإن المضي في إجراء الاستفتاء سيكون بمثابة خطوة إلى الوراء ولن يحقق النتائج التي يتمنونها.

اضطهاد الأكراد

وأقر العبادي بتعرض الأكراد إلى اضطهاد كبير خلال حقبة حزب البعث العربي الاشتراكي العراقي، لكنه أكد أن باقي العراقيين تعرضوا لاضطهاد أيضًا، مشيراً إلى عدم تعرض الأكراد إلى اضطهاد خلال الأعوام الـ14 الماضية.

ورأى أن "طريقة الاستئثار وتحقيق أمر واقع على الأرض غصبًا عن الآخرين لا يوصل إلى نتيجة".

ردًا على ذلك، أكد رئيس إقليم مسعود البارزاني المضي قدمًا في إجراء الاستفتاء في الموعد المحدد على الرغم من مطالبة بعض الأطراف بتأجيله، وأكد أن الإقليم يتعرض لضغوط سياسية شتى من بغداد وتهديدات من الحشد الشعبي للتخلي عن الاستفتاء.

وفي رده على سؤال حول قدرات بغداد في الحل دون تمرير الاستفتاء، صرح الحديثي: "لا نريد الدخول في صراع داخلي، لكن النتائج التي سينجم عنها هذا الاستفتاء لن تلتزم الدولة بالأخذ بها".

تحرك أمريكي

فُسرت هذه الضغوط التي يتعرض لها الحزب على أن تحركاً أمريكيًّا يقف وراءها، خاصة أن واشنطن كانت قد طلبت من الإقليم قبل أسابيع تأجيل الاستفتاء، حيث قالت وزارة الخارجية الأمريكية إنها تخشى أن يصرف الاستفتاء الانتباه عن "أولويات أخرى أكثر إلحاحًا؛ مثل هزيمة مقاتلي تنظيم "داعش".

يتعرض الاستفتاء الكردي لكثير من الاعتراضات، فوزارة الخارجية التركية حذَّرت من أنَ القرار يشكل خطئًا فادحًا، وأكدت أن الحفاظ على سيادة الأراضي والوحدة السياسية للعراق هو أحد أسس السياسة التركية.

ألمانيا أيضًا عبرت عن موقف شبيه بها، فوزير خارجيتها سيجمار جابرييل قال إن بلاده تحذر من اتخاذ خطوات أحادية الجانب، خاصة أن إعادة رسم حدود الدولة ليست هي الطريقة الصحيحة، وقد تؤدي إلى تفاقم الموقف الصعب والمضطرب أساسًا في أربيل وبغداد أيضًا.

إيران هي الأخرى دعت - على لسان أحد كبار مسؤوليها - قادة كردستان العراق، إلى التخلي عن فكرة الاستفتاء بشأن الانفصال، محذرًا من أن تقسيم العراق سيؤدي إلى حروب، قد تزعزع أمن المنطقة لعقدين مقبلين.

أمين عام مجمع تشخيص مصلحة النظام في إيران محسن رضائي قال - خلال زيارةٍ للعراق: "تقسيم العراق خطأ فادح واستفتاء كردستان سيؤدي إلى تداعيات خطيرة في المنطقة ونحن ضده".

وأضاف: "لو جرى تقسيم العراق، فإن الأمر سيمتد إلى سوريا وتركيا، وتندلع حروب انفصالية في المنطقة من الممكن أن تزعزع الأمن لمدة 20 عامًا، وهذا هو سبب معارضة إيران وتركيا وسوريا والعراق الشديدة للاستفتاء".

رفض الاستفتاء

كما أجمعت أحزاب وكتل سياسية عراقية على رفض إجراء الاستفتاء في كردستان وكركوك بشكل خاص، وأكدت أن التركمان سيقاطعون الاستفتاء ولن يعترفوا بنتائجه قطعًا.

ورغم كل هذا الرفض، إلا أنَّ الأمور الإجرائية تسير على قدم وساق ليرى الاستفتاء النور، فالحملة الدعائية للاستفتاء بشأن انفصال الإقليم انطلقت بالفعل، ومن المقرر أن تستمر حتى 22 سبتمبر الجاري.

المفوضية العليا المستقلة للانتخابات والاستفتاء في الإقليم قالت إنَّ 5.5 ملايين شخص يحق لهم الإدلاء بأصواتهم في استفتاء الانفصال.

وأضافت أنَّ المناطق الخاضعة لسيطرة قوات البشمركة الكردية في محافظة نينوى ومناطق أخرى منها كركوك ستشارك في الاستفتاء على حق تقرير مصير الإقليم.

ودعا الناطق باسم المفوضية شيروان زرار المراقبين الدوليين والمنظمات المدنية للإسراع في تسجيل أسماء مراقبيها، موضحًا أن القوائم ستغلق مع انطلاق حملة الدعاية للاستفتاء.

تفاصيل العملية الإجرائية كشفها جوتيار عادل عضو مجلس المفوضية العليا للانتخابات والاستفتاء في الإقليم، حيث قال لوكالة الأنباء الألمانية، إنَّ المقترعين البالغ عددهم 5 ملايين و600 شخص سيدلون بأصواتهم في 2065 مركزًا موزعًا على محافظات الإقليم الثلاثة وكافة المناطق الكردستانية خارج الإقليم.

وأشار إلى أن التصويت سيجري يومي 23 و25 سبتمبر، موضحًا أنَّ اليوم الأول مخصص لتصويت قوات البشمركة والأمن الداخلي ومواطني الإقليم خارج البلاد، والثاني مخصص للتصويت العام لمواطني الإقليم والمناطق الكردستانية خارج الإقليم.

وبين أن عملية التصويت ستبدأ في الساعة الثامنة صباحًا وتنتهي في الساعة السادسة مساء بالتوقيت المحلي.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً