اعلان

"نسمة" خبرة 7 سنوات بيع على الرصيف.. "بائعة البلح" تحارب جشع التجار من أجل أبنائها

كتب : نجوى قطب

تبدأ رحلتها مع بزوغ أشعة الشمس وتساقط قطرات الندى، تحمل على رأسها التي غزاها الشيب، كيلوجرامات من البلح، وفي يدها شوالًا آخر من نفس المنتج، وبخطوات غلفها الخوف سارعت حاملة بضاعتها بكل حرص، خوفًا من أن تتساقط حبات البلح، التي تحمل كل حبة منها رزقًا لأطفالها.تقف أمام محطة القطار الوسيلة الأرخص والأسهل في نقل بضاعتها، وتحاول أن تجد لنفسها مقعدًا تجلس عليه، يحميها من نظرات جائعة أو أيادٍ سارقة ترغب في ملامستها جبرًا، وانتزاع جزء غالٍ من كرامتها.تستقل "نسمة" القطار القادم من قرية "مزغونة" وهي إحدى القرى التابعة لمركز البدرشين في محافظة الجيزة، حتى يستقر القطار بها إلى إحدى أسواق مدينة الحوامدية.تتحمل "نسمة" التي في آخر عقدها الرابع من عمرها، يوميًا معاناة السفر وبطش تجار السوق، حتى تجد لأطفالها قوت يومهم، فـتجلس بأحد أرصفة السوق، وتنادي بصوتها المبحوح الذي أرهقه الزمن على بضاعتها التي تختلف كل عامًا على حسب الموسم فتارة تأتي بالمانجو وتارة آخرى تأتي بتوت.تروي "نسمة" بابتسامتها الهادئة لـ "أهل مصر" رحلفة كفاحها، مضيفة: "بعد أن احتل المرض جسد زوجي منذ أكثر من سبع سنوات، حتى وصل به الحال إلى أن يستقر في المنزل دون عمل، وأنا أسعى في أرض الله الواسعة، طلبًا لرزق حلال يمكنني من تربية أولادي الخمسة".وتكمل "نسمة" حديثها وهي تقبض بيدها على حبات البلح، وتقول: "استطعت أن أزوج أكبر بناتي وتحملت بمفردي مشقة تجهيزها في ظل غلاء الأسعار-القشة التي كسرت ظهر الفقراء-، إلا أن الله كان معي وأكملت مشواري، وزوجتها لمن صانها".وعن موسم البلح، تقول إن البلح مالي السوق وسعره رخيص، مؤكدة أن الإقبال على شراء البلح ضعيف، وأن ساعات طويلة تمر دون أن يشتري أحدهم كيلو واحد فقط، مضيفة: "ربنا اللي بيرزق الدودة في قلب الحجر، مش هيرزقني أنا وعيالي، خليها على الله"، وابتسمت لتظهر إشراقة وجه يملؤه الأمل والرضا بقضاء الله وقدره، مختتمة: "كل ما أتمناه في الحياة أن يمتع الله زوجي بالصحة والعافية، وأن يظل موجودًا بيننا، وأن أظل على قيد الحياة حتى أزوج باقِ أبنائي".

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
بث مباشر مباراة الهلال والتعاون (2-0) في الدوري السعودي (لحظة بلحظة) | ضغط من الهلال