اعلان

صرخة مطلقات (3).. لعنة المجتمع تطارد المطلقات بالفيوم.. "شيماء": الغيرة حرمتني من زوجي.. "عائشة": تزوجت في سن 16 ألقاني بالشارع وفي يدي طفلين

مطلقة لقب بغيض ؟! .. يظل يطاردها فالجميع ينظر لها نظرة إتهام في كل شئ، لانها مطلقة ، خطواتها بحساب، كل المجتمع رقيب عليها وإصدار الحكم ضدها بأنها فاشلة، وتسير تتلفت حولها خشية أي نظرة، تخترقها كخناجر تطعن في سمعتها وتوصمها بالعار.

وتستعرض "أهل مصر" القصة الثالثة من سلسلة رحلة الطلاق لعديد من السيدات في مختلف الأعمار والمحافظات، كما سيتم نشر حلقات منفصلة خلال الأيام المقبلة؛ للكشف عن الأسباب والنتائج.

"شيماء.م"، بنت الفيوم، تطلقت بعد 4 أشهر من زواجها، بسبب خلافات مع أهل زوجها، تروي مأساتها "تزوجت في دولة غير بلدي فكنت في غربة بعيدا عن أهلي وبسبب غضبهم دومًا بدون أسباب هامة، لذلك كان يصعب علي أن أترك منزل الزوجية، كونني في غربة، وأقدمت على الطلاق بسبب سوء الحالة التي تزداد يوما بعد الآخر ولا أعلم السبب، على الرغم من حب زوجي الشديد لي ، فكان ذلك يسبب لأهله الغيرة كونني كنت مصرية وجميلة وزوجي يعشقني مما كان يسبب لي واتحمل أهاناتهم وبغضهم لي» .

وتضيف "شيماء" أنها أصبحت أمام نظرات الناس امرأة غير سوية، وأن الكثير من الرجال يحاولون التقرب منها ومصاحبتها، على أنها غير سوية.

وتشير إلى أن الكثير من الشباب تقدموا لها للزواج، ولكنها رفضت بسبب كبر سنهم، أو لصغر سنهم جدا حيث كان جمالها واهتمامها بنفسها يعطيها سنا أصغر من عمرها الحقيقي، مبينةً أن جميعهم مسنون، أو متزوج من أخرى ويريدها زوجة ثانية.

وأوضحت أن الحال سبب لها عقدة وشعرت بظلم المجتمع لها كمطلقة .

«سلمى.ي»، امرأة أخرى دهسها قطار الزواج، كانت مدللة من أسرتها وكانت جميع طلباتها مجابة، بعد قرار أهلها للزواج، ثم أكملت تعليمها بعد اتمامها للشهادة الثانوية الفنية بمعهد فني تجاري، وبعد زواجها بفترة قصيرة بدأت الكثير من المشكلات مع زوجها، كونه كان يتعاطى المخدرات وكان يقلل من شأنها كثيرًا، ويهينها ويعتدي عليها بالضرب لدرجة أنه كسر ذراعها في مرة من المرات.

وأضافت باكية «عندما ضاق بي الحال لجأت إلى عائلتي حتى تطلقت، لكنني كنت حاملًا، بطفلي الذي يبلغ من العمر 12 عاما الآن» .

وتابعت: «بعد الطلاق رفض زوجي اعطائي أية حقوق، حتى لقى مصرعه بحادث، فقام اهله بأعطائي ورث ابني جنيهات قليلة، لا تساعدني على تربيته حتى سن المدرسة».

لقراءة القصة الأولي من سلسلة صرخة مطلقات اضغط هنا 

مأساة أخرى تجسدها «عائشة .ج» بقولها: «تزوجت بعمر 16 عاما وتطلقت بعد ست سنوات من الزواج وكان لدي طفلين، ولد وبنت وكان أهلي دائما يقنعونني بعدم الطلاق، ولكن عندما أصبحت الحياة محالة مع زوجي قررت الانفصال، ولم تتقبل عائلتي فكرة طلاقي، فقد كنت مذنبة من وجهة نظرهم، إذ يرون أن الطلاق يُعد جريمة، وأن المرأة المطلقة هي امرأة غير صالحة».

عائشة قررت الانفصال عن عائلتها وسدت آذانها تجاه المجتمع، وأخذت طفليها وسكنت في بيت مستقل بها، وحصلت على وظيفة، واستطاعت أن تجد لنفسها حياة جديدة، فاعتنت بطفليها، ولم تأبى لكلام الناس القاسي، حتى قررت الارتباط مرة أخرى لتؤكد أنها أمرأة صالحة وقادرة على انشاء أسرة ناجحة من جديد وتركها أحد ابنائها ليعش مع والده، وظلت بينهما القضايا لاحتضان ونفقة ابنائها الاثنين.

وبالرغم من كل هذا استكملت مشروع زواجها الثاني إلا انها اكتشفت أنها تسرعت بعدما قامت ببناء مستقبل وحياة اسرية ناجحة لزوجها كونها كانت مبدعة في النشاط الاجتماعي، إلا أن زيجتها هذه باءت بالفشل فتطلقت بعد أن نشأ زوجها الثاني سمعة غير طيبة بعدما تدخل الكثير من اصدقاء السوء لافشال حياتهما .

وتطلقت للمرة الثانية، وقامت بالعمل الاجتماعي بمفردها فنجحت مما أثار غيرة طليقها مرة أخرى حتى قام بأرجاعها لعصمته مرة أخرى، ومن شدة غيرته قام بتدميرها في كل شئ، إلى ان قام بتطليقها منه مرة ثانية وترك ورائها الكثير من التساؤلات والسمعة غير الطيبة.

تقول علا عبد الجواد، ناشطة اجتماعية، إن هناك نظرة مجتمعية “متخلفة”، على حد تعبيرها، تجاه كل ما يتعلق بالمرأة، إذ لا يسع هذا المجتمع الذكوري البحت التفكير غير ذلك، ودائما ما يرون المرأة المطلقة، امرأة صاحبة علاقات أخرى مشبوهة وغير شرعية، وكأن الطلاق في نظر الرجال محل عبور لاغراضهم الدنيئة وطمعهم المريض في النيل من شرفها بالتقرب والتودد إليها بشكل غير لائق.

«القانون لا ينصف المطلقة ونظرة المجتمع تلاحقها» تقول إحدى عضوات المجلس القومي للمرأة، إن المطلقة تعاني الكثير، من ناحية القانون، خاصة ومن ناحية الأقارب فضلا عن نظرة المجتمع الثاقبة، وففي حالة كان لدى المرأة أبناء تعاني من مشاكل مادية، لعدم حصولها على نفقة لأولادها بسهولة، وكأنها تحاسب على غلطتها وحدها فقط في تفكك الأسرة والانفصال وإنجابها لهؤلاء الأبناء بمفردها، حيث تجد أن النفقة قليلة جدا لا تكفيها هي وأبناءها، وهناك من لا يستطعن الحصول على نفقة لأن الأزواج يتهربون من تأديتها، ولا تستطيع أن تتحصل عليها.

بينما ترى النائبة ياسمين أبو طالب، عضو مجلس النواب، يرجع ارتفاع معدلات الطلاق وتعدد الأسباب التي تؤدي إليها، لعدة عوامل منها سوء الحالة الاقتصادية وارتفاع معدلات البطالة والتي تغيرت نظرة المجتمع إلى الطلاق والمطلقة بشكل كبير عن ذي قبل، وتطورت وأصبحت نظرة المجتمع أفضل مما ذي قبل إلى المطلقة، لزيادة الوعي الثاقي لدى المجتمع بالآونة الأخيرة.

لقراءة القصة الثانية من سلسلة صرخة مطلقات اضغط هنا

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
«صعب على اللي مش مذاكر».. ردود أفعال طلاب أولى ثانوي عقب امتحان الرياضيات بقنا