اعلان

مرض نفسي وتربية خاطئة.. أطباء وعلماء يؤكدون أن التحرش لا علاج له في مصر

أصبحت الاخبار المتداولة على المواقع المختلفة التي ترصد قصص التحرش والإغتصاب غير المتوقعة موجودة يوميا وربما لأكثر من مرة في اليوم الواحد، وفي ظل ظهور التحرش والإغتصاب على وجه الأخبار اليومية بهذا الشكل أصبح ناقوس الخطر يدق في العقول والجهات الامنية والمنازل بلا استثناء ليؤكد أن هناك خلل لابد له من علاج أو رادع.

وربما آخر حادث تعرضت له أسرة في منطقة شبرا الخيمة، حيث أن الجريمة البشعة تكشفت مع بلاغ تقدمت أم لأربعة بنات إلى قسم شرطة شبرا الخيمة، تقول فيه أن زوجها تحرش جنسيا ببناته، بعد تخديرهم وتخديرها شخصيا، وقالت أن المتهم كان يقوم بتخديرها، وبعد التأكد من نومها يقوم بالتحرش ببناتهم، وأشارت إلى أنها استيقظت ذات ليلة على صراخ إحدى بناتها، والتى قصت لها ما يحدث لهن من أبيهم، فأسرعت الزوجة بتقديم بلاغ رسمي.

داء أخلاقي

تؤكد الدكتورة سلوى عبد الرحمن اخصائي الاستشارات والعلاجات النفسية الاسرية أن من الناحية اللغوية فإن المتحرش جنسيًا هو كل شخص مارس فعل التحرش الذي يشمل: تقديم مفاتحات جنسيّة مهينة وغير مرغوبة ومنحطّة وملاحظات تمييزيّة، أما من الناحية العلمية فإن مسألة التحرش ودراسة سلوك المتحرشين بشكل عام تعتبر مسألة معقدة يتداخل فيها العديد من الخبراء بدءًا من الطب النفسي والعلوم الجنائية مرورًا بعلوم الاجتماع ووصولًا إلى علوم الدين.

ولكن التحرش هو طريق وصل له المصابين بالزعزعة الأخلاقية لذلك يصنف داء أخلاقي مجتمعيا قبل تصنيفه بشكل طبي يحتاج لعلاج نفسي او علاج بالعقاقير الطبية لاحقا، ولذلك ويشير بعض مختصي الطب النفسي الجنائي إلى وجود عوامل خاصة ترتبط بالمتحرشين جنسيًا كأن يكون له تاريخ سابق في حياة المتحرض وبالتالي يجده أمرا لا مشكلة في تنفيذه.

لا علاج للتحرش

ويؤكد د.نادر جلال أن مسألة وجود نمط واحد واضح وثابت وذي مواصفات خاصة للمتحرش، يعدُّ أمرًا غير دقيق من الناحية العلمية، فجميعنا بالتأكيد يريد معرفة نمط معين للمتحرشين بما يمكننا من اتخاذ إجراءات وقائية لحماية أخواتنا وبناتنا، ولكن الواقع والدراسات العلمية تفيد أنه لا يمكن تصنيف المتحرش في المطلق وفق معايير شكلية أو جغرافية أو اقتصادية، رغم ذلك فإن بعض الصفات المشتركة تجمعهم مثل الميل للسلوك العنيف بشكل عام، وعدم القدرة على بناء علاقات حميمة، والاشتغال العقلي الكبير بالأمور الجنسية المختلفة سواء الخيالات الجنسية أو الأنشطة أوالأحاديث المرتبطة بالجنس، وايضا وجود معتقدات عقلية تبرر التحرش، مع توفر عدم الاستقرار المادي والعائلي على السواء ووجود مشكلات في التحكم في الذات، وأخيرا الاستمتاع بإزعاج الآخرين وإهانتهم.

وما يمكننا أن نستخلصه من كل هذه الصفات العدوانية التي لا تصلح لبناء مجتمعات بل من شأنها أن تهدمه أن هذا الشخص المتحرش المريض لا علاج له في مصر على التحديد في ظل غياب الوعي ودور الطب النفسي الذي يعتبره كثير من أفراد المجتمع المصري عيبا في حق المريض وأسرته.

المتحرش مظلوم

ويؤكد د. هشام نجم أخصائي الطب النفسي أن المتحرش يمر بعدة مراحل من أجل تبرير سلوك التحرش لنفسه وإظهار نفسه بمظهر الضحية، ومن النماذج التي حاولت دراسة هذه المراحل نموذج فينكيلور Finkelhor model، وتأتي أهمية دراسة مراحل تفكير المتحرش إلى أن فهمها يساعد على العمل من خلال عدة طرق لمنع وصول المتحرش المستقبلي للمرحلة التي يقرر فيها بشكل نهائي التحرش فعليًا.

ويجد المتحرش نفسه مظلوما ومدفوعا نحو هذا الأمر بسبب مرحلة التفكير التي يدخل بها قبل الفعل نفسه، حيث يبدأ المتحرش في البحث عن حافز يدفعه لممارسة التحرش والاعتداء الجنسي، وغالبًا ما يكون هذا الحافز متمثلاً في حصوله على استثارة جنسية من فعل التحرش، وايضا عدم قدرته على الحصول على نفس القدر من الإشباع الجنسي بطريقة سوية.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً