اعلان

بالصور.."صناعة النحاس".. مهنة وفن تواجه شبح "الاندثار"

النقش على النحاس من أبرز االفنون الشرقية،مهما مر العديد من العصور، وتطورت التقنيات، يظل معدن"النحاس" ذلك المعدن الأزلى له بريقه وإن وضعتْ بجانبها صناعاتِ آخرى.

مزيجُ بين اللين والصلابة والتماسك، يضع "صاحب المهنة" بين يديه السبائك النحاسية، ويمضى فى تشكيلها بين النقش والنحت والرسم لتترك أناملة أشكال مختلفة من العبق التراثي القديم عليه.

يحتضنُ شارع المُعز بجوار "الربع"، أحد المحال القديمة لصناعة النحاس، تطُأ قدماك ببداية الممر إليه، تجدُ أصوات الطرق تدق أرجاءه بشكل متناوب، يحاوط أطراف المحل صفائح بسيطة مُسطحة خاليه ذهبية، خالية من أى معلم أو شكل.

يقول" مُحمد"، وهو منهمكًا فى الطرق على قطعة من النحاس،يحاول تشكيلها بشكل مُستدير: "أنا فى المهنة دى بقالى سنين، عُمرى ما فكرت أغيرها، هى فن تراثي مبقاش موجود منه كتير دلوقت".

وتابع: "أنا والدى عنده محل بلاستيك ومحبتش أشتغل معاه، أنا حابب تعبى فى المهنة دى، وكل التعب بيروح وقت ما بشوف حاجة صنعتها بايدى".

سندان ومطرقة وبعض الأزاميل هى تلك مُعداتهم التى يلجأ إليها هشام ومحمد، طيلة يومهم لصُنع أشكال تراثية ذهبية تخطف الأنظار.

يقبضُ "محمد" بين كفية إحدى أدوات النقش ويٌشكل بعض الصفائح البسيطة، وعاود يستكمل حديثه"وهو أحنا محل صُغير بنجيب السبايك النحاسية وبنشكلها وبنصدر للورش والمحلات التانية، أوقات السوق بيبقى واقف زى أى مهنة تانية، يمكن هى قليلة الفلوس وتعبها كتير بس مقدرش أسيبها".

أما عن "هشام"، الذي أتقن الحرفة منذُ صغره، فلم تكن له مُجرد مهنة لجأ إليها لجلب الرزق فقط، بل حكان مُغرمًا بالمهنة، فيقول: فكرة أنك تبقى حاجة قدامك خالية من أى شكل وملامح مالهاش أى قيمة تصنع منها شكل مُختلف دا شيئ بيسعدنى جدًا".

وأردف:" يمكن ال بيشكسب من المهنة دلوقت التُجار مش الصنايعية الحرفيين، لإن التاجر بيستورد النحاس من برا فمش بيخسر حاجة، لكن الحرفى مبياخدش غير يوميته بس".

يفتتحان باب المحل فى الصباح الباكر، يجلسون يتناولون الشاى، يستمعون على أنغام الراديو لأيام الزمن الجميل، ويبدأن فى أخذ بعض الصفائح النحاسية للعمل فى تشكيلها، حتى يحلُ الغروب.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً