اعلان

"بائعو الكريسماس" يصفون لـ"أهل مصر" حالهم في ليلة عيد الميلاد المجيد: متولي: "مرخص السعر عشان ألاقي زباين".. وعبد الخالق: "البيع مش زي الأول والكل بيسأل ويمشي"

نسمات الهواء الباردة وجدت طريقها بين المتواجدين بشوارع المحروسة؛ للاحتفال برأس السنة، الأطفال يلهون بقبعة "بابا نويل"، النساء تجوب أعينهن واجهات المحلات؛ بحثًا عن ملابس، أما الرجال، فيحملون صغارهم، لطبع قبلة رقيقة على وجوههم التي نافست أطراف أصابعهم في البرودة، فانتصرت عليها، الفرحة لم تبرح وجوه المحتفلين بالشوراع، لكنها لم تجد طريقها لبائعي هدايا عيد الميلاد، الذين حملوا شعار "نحن من نرسم الضحكة على الوجوه في الوقت الذي نفتقد فيه لمن يسعدنا".

استند "متولي" الشاب الذي تخطى حاجز الـ20 عامًا، منذ أيام، على حائط إحدى محلات الملابس بمنطقة "وسط البلد"، يردد "هدايا بابا نويل بأرخص الأسعار"، بينما تستقر إحدى قبعات بابا نويل، التي تتدرج ألوانها بين الأحمر والأبيض، على رأسه، يمد يده بالهدايا للمارين، أملًا في إيجاد من يشتري، فيقول لـ"أهل مصر"، بينما عينه مركزة على الأطفال الذين يوجهون نظراتهم للهدايا المستقرة في "كرتونة" أمامه: "أنا من إمبابة لكن في منطقتي محدش هيشتري هدايا عيد الميلاد، فجيت وسط البلد عشان الزبائن النضيفة أكيد هتشتري".

في السابعة من صباح أمس الأحد، أخذ "متولي" الحاصل على الشهادة الإعدادية، أحد شوارع وسط البلد، مقرًا له، ينتظر الساعات التي تفصل العالم عن رأس السنة "أنا صحيت الفجر ووصلت على 7 الصبح وسط البلد لكن البيع مكنش كتير زي 12 بالليل لما الصواريخ ظهرت في سماء القاهرة، وقتها الناس كلها اتجمعت قدام محلات الأكل والهدوم، والحمد لله الناس اشترت مني بـ400 جنيه وكسبت، أنا كنت جايب بضاعة بـ300، وببيع طربوش بابا نويل بـ15 جنيهًا الصغير و20 الكبير، وفيه بـ40 اللي بينور، طبعًا مرخص السعر عشان اللاقي زبائن"- حسبما وصف.

الزحام الذي ضرب "وسط القاهرة"، لم يختلف عن زحام "مدينة نصر"، التي اصطف بها عشرات السيارات التي تحمل العائلات المحتفلة برأس السنة 2018، وسط الأغاني الهادئة التي تتصاعد من السماعات الضخمة التي فضل بعض الشباب وضعها بسياراتهم.

أسفل إحدى العقارات الشاهقة، بشارع "يوسف عباس" بمدينة نصر، استقر "عبدالخالق"، مرتديًا ملابس "بابا نويل" التي تلفت نظر المارين، الذين وقفوا لالتقاط الصور معه، بينما يفترش الرصيف الذي يقع أمامه بهدايا "عيد الميلاد"، فيقول لـ"أهل مصر": "أنا في المكان ده من يومين الجو برد جدًا بس لقمة العيش مش بالساهل والرزق ده بتاع ربنا".

حركة البيع والشراء خلال احتفال المصريين برأس السنة أمس، لم تكن مرتفعة، فيروي "عبد الخالق": "البيع مش زي الأول خالص حتى سكان مدينة نصر مش بيعجبهم الأسعار والستات بتفاصل في السعر، طيب وإحنا غلابة كل مكسبنا جنيهات في الآخر"، مضيفًا: "ملابس بابا نويل بـ150 جنيه والطقية بـ30، وأكتر الزبائن من الشباب اللي بيتفسحوا ويعاكسوا بنات في رأس السنة".

المعانأة من حركة البيع والشراء الراقدة، لم يكن حال "عبدالخالق" بائع هدايا عيد الميلاد المجيد بمدينة نصر، بمفرده، فـ"أحمد" الذي اتخذ من أشارة روكسي مكانًا لبيع "بابا نويل"، أصابه الأرهاق من الزبائن التي ترفض الشراء بعد معرفة السعر، فيقول: "الأسعار مرتفعة ومحدش من الزبائن مقدر اللي احنا فيه، مش كفايا احنا جالنا المرض من البرد ووجع الجسم من الواقفة كتير عشان نفرحهم بالهدايا اللي في أيدي دي".

"أنا أمي تعبانة وعليا شيكات بـ2000 جنيه لأصحاب المحلات اللي أخدت منهم بضاعة عيد الميلاد اللي بيسموه كريسماس، وبعد 3 أيام بيع في الشارع معرفتش أجمع غير 1500 جنيه، ومفيش مكسب"، كانت تلك الكلمات قادرة على وصف حال "أحمد" الذي أخذ يروي لـ"أهل مصر" ما يعاني منه لإيجاد مصدر رزق خلال احتفال المصريين بعيد الميلاد المجيد.

في إحدى شوارع شبرا التي تظهر العقارات القديمة على أعتابها، يقطن "أحمد"، وسط عائلة مكونة من أب لا يملك عمل بعد إصابته بالقلب، وأم ترعي أشقائه الصغار، ليصبح هو مصدر المال الوحيد للأسرة: "أنا اللي بصرف على عائلتي، أنا أصلًا شغال سمكري لكن في المناسبات بشتري بضاعة وأنزل الشوراع أبيع، لكن في الكريسماس السوق نايم مع أني ببيع بابا نويل بـ40 جنيه فقط، والزبائن لما بتعرف السعر بتفاصل ولو أنا رفضت بتمشي".

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً