اعلان

يعاني من الذهان أو الفصام.. تشخيص الطب النفسي لقاتل زوجته وأبنائه في كفر الشيخ

صورة أرشيفية
كتب : سارة صقر

جاء حادث قتل زوج لأسرته المكونة من أربع أفراد في محافظة كفر الشيخ، ضمن سلسلة من الجرائم المشابهة خلال الفترة الأخيرة، الأمر الذي يعد ظاهرة تنذر بكارثة داخل المجتمع المصري الذي كان من المفترض أنه متمسك بعادات وتقاليد مميزة تجعله يقدس الحياة الأسرية،

وكانت مباحث محافظة كفر الشيخ قد كشفت لغز مقتل أسرة كاملة مكونة من 4 أفراد، تم العثور على جثثهم مذبوحة داخل شقتهم، بعد أن اعترف الزوج بقتل زوجته وأطفاله الثلاثة، وتم تمثيل الجريمة صباح اليوم في حراسة أمنية مشددة، وتمت إحالته إلى النيابة التي تولت التحقيق.

وكان اللواء فريد مصطفى مدير أمن كفر الشيخ، تلقى بلاغا من الدكتور "أحمد ع ذ أ"، 42 سنة، يفيد بأنه عند عودته من عمله إلى منزل أسرته بمدينة كفر الشيخ وجد زوجته "منى ف. س" وأطفاله عبدالله 8 سنوات، وعمر 6 سنوات، وليلى 4 سنوات مذبوحين.

وانتقل مدير الأمن ومدير المباحث وعدد من ضباط البحث الجنائى وبمعاينة الشقة، لم يتم العثور على أي كسر في أبوابها، أو النوافذ التي تطل على الشوارع أو منافذ المناور، وبدأت شكوك الضباط تحوم حول الزوج لكون الشقة ليس بها أي آثار عنف، وبتضييق الخناق حول الزوج، انهار أمام مدير الأمن وضباط المباحث واعترف بجريمته، معللا ذلك بوجود خلافات بينه وبين زوجته مما جعله يفقد عقله ويتجرد من إنسانيته ويتخلص من زوجته وأولاده في ليلة رأس السنة.

"أهل مصر" تواصلت مع أطباء علم نفس اجتماعي لبحث هذه الظاهرة التي ربما تطيح بكل المفاهيم الأسرية التي عرفها المجتمع المصري.

في البداية يقول الدكتور جمال فرويز استشاري الطب النفسي، المتخصص في الأمراض النفسية، إن 25 % من هذه الظاهرة معتمدة على الوضع الحالي الذي وصل إليه المجتمع المصري من انهيار لثقافة المجتمع المصري الذي يقدس العلاقات الأسرية، والتي تأتي نتيجة لانهيار المفاهيم الدينية والأخلاقية، موضحًا أن الظاهرة لا تقتصر على قتل زوج لزوجته وأبنائه، فهناك إحصائيات لقتل أخ لأخيه وابن لأمه وخالته وأم لأبنائها، ثم يقومون بتقديم بلاغات للشرطة والبحث مع معهم على الجاني بدم بارد.

وأضاف استشاري الطب النفسي، المتخصص في الأمراض النفسية، في حديثه لـ"أهل مصر"، أن حادث قتل رجل لزوجته وأبنائه ومن الوهلة الأولى توضح أنه شخصية تشككية، موضحًا أن مهما وصلت حالة الاكتئاب عند الفرد لن تدفعه تحت أى مسمى لقتل أبنائه، إلا إذا كان لديه شكوكًا في نسبهم، وهي حالة يقع تحت تأثيرها الكثير من الأزواج.

ومن جانبه يقول الدكتور ماهر الضبع أستاذ علم النفس الاجتماعي بالجامعة الأمريكية، إن الجريمة تنقسم إلى قسمين؛ أولا قتل الزوجة فقط كان من الممكن أن يكون ناتج عن حالة من الغضب مع الدخول في حالة إكتئاب، ولكن مع قتل الأولاد أيضا يختلف التشخيص تمامًا.

وأضاف "الضبع" في حديثه لـ"أهل مصر" أنه مهما كانت الضغوطات والاكتئاب الذي يعاني منه الشخص لن يدفعه إلى ارتكاب هذه الجريمة، إلا إذا كان الشخص يعاني من مرض عقلي مثل الفصام أو الذهان، موضحا أن مرض الذهان يجعل الشخص يعاني من الخلل والتشوّش في التفكير، كذلك فإن الأفكار الوهمية تسيطر على الشخص وتنهكه وتجعله طوال الوقت مشغول الفكر والبال، فضلا عن الهلاوس سواء السمعية أو البصرية كأن يتخيّل الإنسان أحداثاً غير واقعيةٍ ولا موجودةٍ أو يسمع أصواتاً غير حقيقية، وربما يتخيل أن أحد الأشخاص يأمره بقتل أولاده أو أن إحدى الصور هي من دفعته لهذه الجريمة.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً