اعلان

إسرائيل في ورطة.. دولة الاحتلال تواجه شبح انتخابات ثالثة خلال عام واحد لأول مرة في تاريخها.. ومراقبون: لن تأتي بجديد

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

يبدو أن إسرائيل تتجه نحو انتخابات هي الثالثة خلال عام واحد لأول مرة في تاريخها، مما يؤدي إلى إطالة حالة الجمود السياسي الذي أصاب الحكومة بالشلل وقوض ثقة الكثير من مواطنيها في العملية الديمقراطية، وذلك مع قرب انتهاء المهلة المحددة لتشكيل حكومة جديدة بحلول منتصف هذه الليلة، وذلك في وقت يرى مراقبون أنه ليس هناك مؤشرات أبدا على أن إجراء انتخابات ثالثة قد يكسر الجمود وعدم الاستقرار السياسي الذي هز البلد المدعوم من أوساط دولية كثيرة على رأسها الولايات المتحدة، وكل ذلك وسط مخاوف من تعميق الأزمة أكثر خاصة مع استمرار الحكومات المؤقتة غير المخولة باتخاذ القرارات المصيرية، كتنفيذ التشريعات الرئيسية أو اعتماد الميزانيات، وفقا لخبراء إسرائيليين.

وبحسب تقرير لصحيفة "الجارديان" البريطانية، فإن كلا من رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، ومنافسه الرئيسي، بيني جانتس، أصرا منذ أسابيع على أنهما يريدان تجنب حملة انتخابية مكلفة أخرى من المتوقع أن تسفر عن نتائج مماثلة للجولتين السابقتين في إبريل وسبتمبر الماضيين. لكن لم يكن أي منهما على استعداد لتقديم تنازلات بشأن مطالبهم الأساسية للتوصل إلى اتفاق لتقاسم السلطة. فيما أضافت لائحة الاتهام التي صدرت بحق "نتنياهو" مؤخراً على خلفية اتهامات بالفساد شكلاً قانونيًا غامضًا إلى هذه القصة.

بعد انتخابات سبتمبر الماضي، فشل كلا الرجلين، خلال وقت تكليفهما الرسمي، في تشكيل ائتلاف حاكم بمفردهما. بعد ذلك، وفي مهلة مدتها ثلاثة أسابيع، لم يتمكنوا أيضا من توحيد صفوفهم لتجنب انتخابات أخرى. وزعم الطرفان أنهما كانا يعملان حتى اللحظة الأخيرة لإيجاد طريقة للخروج من الطريق المسدود.

ومع قرب انتهاء تلك المهلة بحلول منتصف ليل اليوم الأربعاء، قدم الجانبان تشريعا لحل البرلمان وتحديد موعد انتخابات جديدة في 2 مارس المقبل. وإذا لم يتم تمرير مشروع القانون هذا بحلول الموعد النهائي، فسيتم إجراء انتخابات جديدة تلقائيًا في 10 مارس المقبل.

ووفقا لـ"الجارديان"، فبالنظر إلى دولة إسرائيل المنقسمة، وانعدام الثقة العميق بين المعسكرات المعارضة، ليس هناك ما يضمن أن إجراء انتخابات أخرى سوف تكسر الجمود وعدم الاستقرار الذي هز البلاد خلال العام الماضي.

وبحسب الصحيفة البريطانية، فإن حملة انتخابات أخرى، وعطلة يوم الانتخابات الوطنية، ستكلف الاقتصاد الإسرائيلي مليارات الدولارات.

وقال يوهانان بليسنر، رئيس معهد إسرائيل للديمقراطية غير الحزبي: "سيكون هناك كلفة أكثر حدة بسبب ما يقرب من 18 شهرًا من الحكومات المؤقتة التي لا يمكنها تنفيذ التشريعات الرئيسية أو تحديد المواعيد أو اعتماد الميزانيات".

وأضاف: "لقد توقفت عملية صنع القرار بالكامل، والتي لها آثار كبيرة على جميع المجالات"، لافتا إلى أن "الإسرائيليين محبطون نتيجة لعدم وجود نتيجة حاسمة. لكن هناك أيضًا فهمًا بأننا في وضع فريد وغير مسبوق؛ حيث يتم توجيه اتهام لرئيس وزراء يتمتع بشعبية كبيرة في دائرته الانتخابية بجرائم خطيرة للغاية".

والطريقة الأكثر وضوحا للخروج من هذا المأزق هي قيام حزب جانتس، "أزرق أبيض" الوسطي بتشكيل حكومة وحدة مع حزب "الليكود" بقيادة نتنياهو؛ لأنهم بذلك سيسيطرون معاً على أغلبية قوية في الكنيست المؤلف من 120 مقعدًا. وفقا لـ"الجارديان".

ولكن حزب "جانتس" يرفض الجلوس مع "نتنياهو"، الذي اتُهم الشهر الماضي بقبول الرشاوى والاحتيال وخيانة الأمانة. فيما يتشبث نتنياهو، وهو أطول قادة إسرائيل خدمة على الإطلاق، بقوة يائسة بالسلطة لخوض معركته القانونية؛ حيث أصر على تولي القيادة أولاً حال التوافق على رئاسة الوزراء بالتناوب مع "جانتس"، ورفض التخلي عن تحالفه مع الأحزاب اليهودية القومية والأرثوذكسية الأخرى.

وقال "جانتس" إنه سيبرم صفقة مع "الليكود" حال تنصيب زعيم آخر له غير نتنياهو". لكن نتنياهو نجح حتى الآن في صد تمرد متزايد داخل حزبه، فلم يتجرأ شخص على تحديه علانية سوى "جدعون سار"، وزير الداخلية الإسرائيلي الأسبق و عضو الكنيست عن حزب الليكود.

وأكد "سار"، أمس الثلاثاء، نقلا عن استطلاعات الرأي أنه من المرجح أن يكون قادرا على بناء ائتلاف مستقر، قائلا: "إذا انتخبت رئيسا لليكود فسأقوده إلى النصر"، مضيفا "من الواضح جدًا، من ناحية أخرى، أننا إذا حافظنا على المسار الحالي فلن نحقق أي مكان أفضل مما أحرزناه في الانتخابات الأخيرة".

ولكن، ومع كل كبار مسؤولي "الليكود" الآخرين الذين يصطفون خلفه، من المتوقع أن يتغلب "نتنياهو" على "سار" في أي انتخابات أولية.

قانونيًا، "نتنياهو" ليس مجبرًا على التنحي بعد توجيه هذا الاتهام إليه، لكن القانون الإسرائيلي غامض بشأن ما إذا كان يمكن إعطاؤه سلطة تشكيل حكومة جديدة بعد الانتخابات المقبلة. وسيُطلب من المدعي العام، أفيخاي مندلبليت- الذي تعرض لانتقادات شديدة من الجانبين خلال العملية المطولة التي قام بها للدفع باتجاه توجيه التهم- الحكم في هذه المسألة وكذلك قبل الطعن المحتمل أمام المحكمة.

وتنبأت استطلاعات الرأي الأخيرة بوجود مأزق مماثل في حالة إجراء انتخابات جديدة.

اقرأ أيضاً: مفاوضات حزبي "الليكود" و"أزرق أبيض".. تشكيل الحكومة حائر بين نتنياهو وغانتس

برز "أفيجدور ليبرمان"، وهو حليف سابق لنتنياهو، كصانع ملوك عنيد، ورفض تأييد أي من المرشحين، كذلك فشل في إقناعهم بتشكيل حكومة وحدة.

اقرأ أيضاً: جانتس يتهم نتنياهو بجر إسرائيل إلى انتخابات ثالثة

وحصل السياسي المنشق، الذي يتخذ موقفًا متشددًا ضد الفلسطينيين، على دعم جديد في الأوساط الليبرالية من خلال اتخاذ موقف حازم ضد الأحزاب الأرثوذكسية المتطرفة التي لها تأثير كبير في حكومات نتنياهو. لكنه واجه أيضا انتقادات بسبب المأزق غير المنتهي.

اقرأ أيضاً: الكنيست الإسرائيلي بصدد حل نفسه استعدادا لانتخابات ثالثة في غضون عام

وكتب "ماتي توت شفيلد" في صحيفة "هيوم إسرائيل" اليومية: "إن التصويت لصالح "ليبرمان" هو طريق أكيد إلى انتخابات رابعة"؛ فيمكنك أن تحبه، تتفق مع آرائه، ليس هناك أى مشكلة، لكن عليك أن تعرف أن التصويت بالنسبة له هو تصويت لاستمرار الفراغ السياسي وحكومة انتقالية دائمة".

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً