اعلان

السجاد اليدوي مهدد بالانقراض بالفيوم.. "دسيا" تحدت الصناعة الإيرانية.. والمهارة شرط الزواج من فتياتها.. ودمرتها الثورة وجشع التجار (فيديو وصور)

السجاد اليدوي بالفيوم

"سيدات.. رجال.. أطفال.. بنات صغيرات" كل منهم يجلس أمام مغزله وبيده خطوط متعددة الألوان، لينسجوا أجود أنواع السجاد الصوف والحرير اليدوي، التي ازدهرت بالقرية منذ عام 1981، حتى أصبحت محرابًا لصناعة "السجاد اليدوي"، وجذبت أنظار العالم وأصبحت ثاني مكان يصدر السجاد بعد إيران، ولكن عقب ثورة يناير تدهورت صناعتها بعدما أهمل المسؤولون التسويق لها فبدأ يهجرها العاملون بها ويبحثون عن فرص عمل جديدة.

السجاد اليدوي بالفيوم

الركود يضرب المهنة منذ 9 أعوام 

"دسيا" التابعة لمركز الفيوم، تشتهر على مستوى الجمهورية بصناعة السجاد بنوعيه الصوف والحرير، بألوان مُبهجة ورسوم مُتقنة ودقة عالية، وما بين الحزن والحسرة يشتكي العاملون بصناعة السجاد من حالة الركود التي ضربت مهنتهم منذ 9 أعوام، خصوصًا بعد احتكار التجار لهم فأصبحوا يأخذون منتجاتهم بثمن بخس في حين أنهم يبيعونها بضعفي الثمن للعملاء.

السجاد اليدوي بالفيوم

معوض طرخان، صاحب الـ 40 عامًا، يؤكد في حديثه لـ"أهل مصر" أنّه ورث صناعة السجاد أبًا عن جد، وأنها كانت في أزهى عصورها في الثمانينات وحتى عام 2010 ولكن بعد الثورة وانعدام السياحة أوشكت على الاندثار وتركها العاملون بها واتجهوا للعمل في النجارة والبناء والحدادة للحصول على قوت يومهم.

السجاد اليدوي بالفيوم

وكشف أنّ الطفل في القرية يبدأ تعلم صناعة الفخار منذ سن السادسة، وعندما يبلغ الثالثة عشر من عمره يكون قد أتقن صناعة السجاد اليدوي كأنه يعمل بها منذ عشرات الأعوام، ولكن الشباب أعرضوا عنها الآن، وأصبحت الفتيات هن فقط من يعملن بها منذ نعومة أظافرهن ليربحن منها أموالًا يستغلونها في تجهيز أنفسهن للزواج بدلًا من تحميل أسرهن أعباء جهازهن.

إقرأ أيضًا.. "المحولات الكهربائية" تهدد قرية "جبلة" بالفيوم.. الأهالي: حوادث صعق كل عام والماشية لم تسلم من الكارثة.. قدمنا العديد من الشكاوى والمسؤولون "ودن من طين وودن من عجين" (صور)

السجاد اليدوي بالفيوم

صناعة السجاد مهر للزواج 

وأشار "طرخان" إلى أنّ القرية كانت بها عادة غريبة منذ الثمانينات في الزواج حيث كانوا يرفضون تزويج بناتهن من الموظفين ويشترطون على زوجها أن يعمل في صناعة السجاد لأنّ من كان يعمل به في ذلك الوقت كان من أغنى أغنياء القرية والقرى المجاورة، حتى أصبحت 15 ألف أسرة بالقرية لا يخلو منزل فيهم من شخص أو أكثر يعملون في السجاد، حتى توقفوا عن إنتاج السجاد الحرير منذ 8 أعوام بسبب عدم وجوده في مصر إثر اختفاء أشجار التوت ودودة القز وأصبح يتم استيراد الحرير من الصين وروسيا بأسعار عالية وجودة ضعيفة وذلك ساهم في زيادة تكلفة صناعة السجاد كثيرًا فلم تعد تدر عليهم أرباحًا جيدة.

السجاد اليدوي بالفيوم

أمّا عن السجاد الصوف، يوضح "طرخان" أنّه شديد السهولة في صناعته كما أنّ المواد المستخدمة في صناعته متوفرة لديهم بكثرة وهي صوف الأغنام، والذى يقومون بشرائه وتوزيعه على السيدات لتقوم بغزله وصبغته بصبغة صناعية أو طبيعية مثل "الرمان والملوخية والرجلة" ثم يتم نسجه على "النول" باستخدام العقد الواسعة والضيقة.

السجاد اليدوي بالفيوم

المصنعون يشكون سوء التسويق 

وبينّ أن سعر متر السجاد الصوف يبدأ من 1000 جنيهًا وحتى 2500 جنيه حسب نوع العقدة، بينما سعر متر السجاد الحرير يبدأ من 5 آلاف جنيهًا وحتى 8 آلاف، ولكن مؤخرًا تدهورت الصناعة كثيرًا وأوشكت على الاندثار بسبب سوء التسويق، الأمر الذي يجبرهم على بيع منتجاتهم لتجار الجملة الذين يشترون منهم بثمن بخس يكاد يغطي تكلفة الصناعة ثم يبيعونها بأسعار عالية رابحين آلاف الجنيهات دون تعب.

السجاد اليدوي بالفيوم

وطالب "طرخان" المسؤولين بتسهيل المشاركة لهم في المعارض الكبرى بالقاهرة والأندية الكبرى، ليتمكنوا من البيع للمستهلك مباشرة ويعيدوا إحياء صناعة السجاد مرة أخرى، حيث إنهم حاليًا لا يشاركون إلا في مهرجان تونس السنوي للحرف اليدوية فقط، مُعبرًا عن أمله في أن تُقيم محافظة الفيوم معرضًا دائمًا لهم وتساعدهم في تصدير منتجاتهم دون وسيط مثلما حدث مع صانعوا الفخار، وبذلك يتم إحياء الحرفة مرة أخرى ويتم توفير العملة الصعبة للدولة، وإعادة مصر مرة أخرى إلى منافسة إيران في صناعة السجاد اليدوي وتصديره.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً