اعلان

صحف عالمية: ماكرون يصنع التاريخ وتنتظره تحديات صعبة

ماكرون
ماكرون
كتب : وكالات

تصدر فوز إيمانويل ماكرون بولاية ثانية كرئيس لفرنسا عناوين أبرز الصحف الصادرة صباح اليوم الإثنين، وجرى وصف الرئيس المعاد انتخابه بأنه يصنع التاريخ، في حين كشفت تقارير أخرى بأن الوسطي البالغ من العمر 44 عاما سيواجه العديد من التحديات والمعارضة قبل الانتخابات التشريعية المقررة في يونيو المقبل.

من ناحية أخرى، حذرت الصحف من التداعيات الكارثية للحرب في أوكرانيا وسط تقارير تتحدث عن تأثيرات بيئية طويلة المدى قد تستمر لسنوات عديدة.

ماكرون يصنع التاريخ

وصفت مجلة ”الإيكونوميست“ البريطانية فوز إيمانويل ماكرون بولاية ثانية بـ“التاريخي“، مشيرة إلى أنه أصبح أول رئيس فرنسي في منصبه يتم إعادة انتخابه منذ 20 عاما، كما أنه أصبح الآن الرئيس الوحيد في عهد الجمهورية الخامسة الذي أعيد إلى منصبه بالاقتراع العام المباشر بينما كان يتمتع بأغلبية برلمانية.

ورأت المجلة أن نتيجة الانتخابات – التي أسفرت عن فوز ماكرون على حساب القومية الشعبوية مارين لوبان – تُعد انتصارا شخصيا لماكرون (44 عاما)، الذي خاض الانتخابات مرتين فقط في حياته تكللتا بالنجاح.

وقالت المجلة في تحليل لها ”كان الاقتراع أيضا، على الأقل جزئيا، انتصارا للسياسات الوسطية والليبرالية على نطاق واسع والموالية لأوروبا على قوى الشعبوية، حيث صاغ ماكرون انتخابات الإعادة على أنها تصويت مع أو ضد التسامح والحرية والاحترام والاتحاد الأوروبي.“

وأشارت المجلة إلى أنه قبل الجولة الأولى من التصويت، كانت المؤشرات في صالح لوبان، إذ وصفت نفسها بصوت ”الشعب“، وقادت حملة ذكية ركزت على المناطق الريفية وشبه الريفية والأماكن التي تضررت من التدهور الصناعي، وركزت على تكاليف المعيشة التي هي الشغل الشاغل للناخبين.“

وذكرت المجلة ”لكن في الفترة التي سبقت الجولة الثانية، غيرت استطلاعات الرأي طريق ماكرون. وخلال مناظرتهما المباشرة، كشف عن صلات لوبان بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، كما كشف النقاب عن تناقضاتها حول الضرائب وأوروبا وسياسة الطاقة والمزيد.“

وأضافت ”كان انتصار ماكرون حاسما، لكنه يحمل أيضًا تحذيرات. وقد يأتي الخطر الأكبر لولاية ماكرون الثانية من الشوارع.“

حماية هشاشة فرنسا

من جانبها، اعتبرت صحيفة ”فاينانشال تايمز“ البريطانية أن انتصار ماكرون يمحي ”هشاشة“ فرنسا، إلا أنها أشارت إلى أن الرئيس الذي أعيد انتخابه يواجه انقسامات قبل الانتخابات البرلمانية المقررة في يونيو المقبل.

وذكرت الصحيفة ”سُمعت الصعداء من حلفاء فرنسا الأوروبيين ودول حلف شمال الأطلسي (الناتو) بعد فوز ماكرون المقنع على منافسته اليمينية المتطرفة في الجولة الأخيرة من الانتخابات الرئاسية أمس، الأحد،“ معتبرة أنه تم ضمان مكانة فرنسا كعنصر أساس في الاتحاد الأوروبي ومُسهم قوي في ”الناتو“ في دعمها لأوكرانيا ضد روسيا لمدة خمس سنوات أخرى.

وأضافت الصحيفة ”ومع ذلك، في الداخل في فرنسا، فإن الانتصار الانتخابي – حيث تشير التوقعات إلى فوز ماكرون على لوبان بنحو 58% من الأصوات مقابل 42% – يظهر حقيقة أن اليمينية المتطرفة القومية، والمتشككة في أوروبا، والمناهضة للهجرة، أصبحت أقوى من أي وقت مضى منذ الحرب العالمية الثانية، وذلك في وقت لا يزال فيه المجتمع الفرنسي منقسما بشدة.“

وتابعت ”من جانبها، أقرت لوبان بالهزيمة، لكنها ظلت تنتقد بشدة ماكرون، وتعهدت بمواصلة القتال مع حزب التجمع الوطني الذي تنتمي إليه في انتخابات يونيو للجمعية الوطنية، والتي يحتاج ماكرون للسيطرة عليها إذا كان سيحكم بشكل فعال على مدى السنوات الخمس المقبلة.“

ونقلت الصحيفة البريطانية عن تارا فارما، من المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية قولها ”إن التحدي الأكبر الذي يواجه ماكرون هو خلق شعور بالتماسك في بلد مجزأ للغاية، حيث ستبذل لوبان قصارى جهدها للاستفادة من نتيجتها في الانتخابات البرلمانية في يونيو.“

التحديات والأولويات المنتظرة

وفي هذا الصدد، رأت صحيفة ”الغارديان“ البريطانية أن ماكرون سيواجه ولاية رئاسية أخرى قد تكون أصعب بكثير من فترته الأولى على الأقل، مشيرة إلى أن الرئيس المعاد انتخابه ينتظره بعض التحديات والأولويات المعقدة.

وذكرت الصحيفة في تحليل لها ”أن التحدي الأول والرئيسي لماكرون هو تأمين الأغلبية وتعيين الحكومة، إذ تجرى الانتخابات البرلمانية في فرنسا يومي الـ12 والـ19 من يونيو، ويحتاج حزب (الجمهورية إلى الأمام) – الذي أسسه ماكرون – وحلفاؤه إلى أغلبية 289 نائبًا في مجلس النواب المكون من 577 مقعدًا.“

وتحت عنوان ”أزمة تكلفة المعيشة“، قالت الصحيفة ”اشتكى عدد كبير من الناخبين من أنهم واجهوا صعوبة في تغطية نفقاتهم. ووعد ماكرون أنه سيبقي على الحدود القصوى لأسعار الغاز والكهرباء وأسعار الوقود. كما حدد المزيد من التدابير بما في ذلك دعم أكبر لذوي الأجور المنخفضة والعاملين لحسابهم الخاص.“

أما عن المعاشات والمدارس والرعاية الصحية والجريمة، فقد أضافت ”الغارديان“: ”وعد ماكرون بإصلاح معاشات التقاعد والتي فشل في تنفيذها في ولايته الأولى – رفع سن التقاعد تدريجيا إلى 65 بحلول عام 2031 باستثناء أولئك الذين يعملون في وظائف بدنية صعبة – وأوضح أنه سيتم تطبيقها بحلول الخريف.“

وأشارت الصحيفة إلى أن ماكرون يهدف أيضاً إلى إطلاق مشاورات أولية مع النقابات وأرباب العمل قبل الصيف، وأنه وعد بعدم المضي قدمًا في الخطط بموجب مرسوم رئاسي، قائلا ”إنها ضرورية اقتصاديا.“

وقالت الصحيفة أيضاً إنه من المقرر أن يطلق ماكرون مشاورات مبكرة حول إصلاحات نظام التعليم المركزي في فرنسا، وإدخال مزيد من الاستقلالية للمدارس والجامعات، ونظام الرعاية الصحية، بهدف تحسين الخدمات في المناطق الريفية على وجه الخصوص.

وأضافت الصحيفة في تحليلها ”أن الشؤون الخارجية لفرنسا هي آخر التحديات لماكرون، إذ يجب عليه خلال رئاسة بلاده للاتحاد الأوروبي لمدة ستة أشهر، أن يركز على إعداد إستراتيجية يمكن تطبيقها خاصة بأولوية باريس المتمثلة في تأمين الحدود الخارجية للتكتل والسيطرة على الهجرة السرية، وتعميق التعاون الدفاعي وتطوير نموذج نمو اقتصادي أوروبي قائم على الاستثمار في التكنولوجيا الفائقة.“

وتابعت ”لا تزال الحرب الروسية على أوكرانيا مستعرة ومن المقرر أن تعقد قمة الناتو الحاسمة في يونيو. وأظهر ماكرون، الزعيم الأكثر وضوحا في الاتحاد الأوروبي، منذ انتخابه عام 2017 رغبته في أن يكون مدافعا صريحا عن القيم الغربية.“

الحرب.. والتأثير البيئي الطويل

من ناحية أخرى، ذكرت صحيفة ”وول ستريت جورنال“ الأمريكية أن الحرب في أوكرانيا ستؤدي إلى تسمم الهواء والماء والتربة في البلاد، إذ يقول خبراء الصحة البيئية إن الملوثات التي خلفها الهجوم المستمر قد تستغرق سنوات لتنظيفها مع زيادة خطر الإصابة بالسرطان وأمراض الجهاز التنفسي بالإضافة إلى تأخر النمو لدى الأطفال.

وقالت الصحيفة إنه بالإضافة إلى الخسائر الهائلة في الأرواح جراء الصراع، يشعر الخبراء بالقلق إزاء الآثار الصحية للتعرض للمعادن الثقيلة والغازات السامة والجسيمات الناتجة عن الانفجارات والحرائق وانهيارات المباني.

وأضافت أنه وفقًا للخبراء، يمكن أن تمتد التأثيرات الصحية المحتملة إلى ما وراء حدود أوكرانيا، حيث تنتقل الملوثات في اتجاه الريح وفي اتجاه مجرى النهر، حيث تشير الحروب التاريخية إلى أن هذه الانبعاثات قد يكون لها تأثيرات بعيدة المدى.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً