اعلان

بدء تخفيف قيود كورونا في شنجهاي.. والإغلاق يدفع صينيين إلى الهجرة

متحور كورونا EX
متحور كورونا EX
كتب : وكالات

أعلنت السلطات الصينية الأحد، أن مدينة شنغهاي، ستبدأ تدريجاً، الاثنين، في إعادة فتح قطاع الأعمال، مثل مراكز التسوّق وصالونات تصفيف الشعر، بعد إغلاق صارم استمر أكثر من 6 أسابيع، لمكافحة فيروس كورونا، في حين قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" إن قيود الإغلاق في المدينة، تسببت في موجة للهجرة خاصة في الطبقى الوسطى.

وسجّلت شنغهاي، السبت، 1203 إصابات محلية جديدة بكورونا بلا أعراض، مقارنة بـ1487 في اليوم السابق. وأظهرت بيانات نُشرت الأحد، تراجع الإصابات الأكيدة، المصحوبة بأعراض، إلى 166 من 194 في اليوم السابق، حسبما أفادت وكالة "رويترز".

ولم تُسجّل أيّ إصابات خارج مناطق الحجر الصحي، بعد تسجيل إصابة واحدة في اليوم السابق. وسجّلت شنغهاي 3 وفيات جديدة مرتبطة بكورونا، في مقابل وفاة واحدة في اليوم السابق.

ونقلت "رويترز" عن نائب رئيس بلدية المدينة، تشين تونج، أن مراكز التسوّق والمتاجر ستستأنف عملياتها داخل المتاجر، وستسمح للزبائن بالتسوّق بـ"طريقة منظّمة"، فيما ستُفتح صالونات تصفيف الشعر وأسواق الخضار بقدرة محدودة.

وخلال الإغلاق في شنغهاي، لم يشترِ السكان بشكل أساسي سوى الضروريات، وجُمّد إلى حد كبير التسوّق العادي على المنصات الإلكترونية، علماً أن المدينة تُعتبر المركز المالي والصناعي في الصين، ويقطنها 25 مليون نسمة.

وقال مسؤول في شنغهاي، إنها ستعلن قريباً، "قائمة بيضاء" ثالثة، تضمّ أكثر من 820 شركة تنشط في مجال الاستيراد والتصدير، يمكن أن تستأنف عملياتها.

إقبال على الهجرة

القيود الحدودية المستمرة منذ أكثر من سنتين، وإغلاق شنغهاي، لكبح كورونا، دفعت مواطنين صينيين إلى التفكير في الهجرة، معظمهم من الطبقتين الوسطى أو العليا، وهذا احتمال لم يكن يتخيّله كثيرون منهم في أكثر مدن البلاد ازدهاراً، حسبما أوردت صحيفة "وول ستريت جورنال".

وأشارت الصحفية إلى أن إحدى سكان شنغهاي كانت على وشك نيل تصريح إقامة في المدينة، لكن الإغلاق جعلها تخطّط للهجرة إلى الولايات المتحدة، حيث مقرّ الشركة التي تعمل فيها.

أما تشيستر يو، وهو مقيم آخر في شنغهاي، فبدأ يفكّر بمغادرة الصين في مطلع عام 2020، بعد الموجة الأولى لكورونا. في ذلك الوقت، أغلقت السلطات المحلية المجمّع السكني الذي يقيم في والداه، في مقاطعة آنهوي وسط الصين، فيما كان يزورهما، وبقيت العائلة محجورة في المجمّع لثلاثة أشهر.

وقال يو البالغ من العمر 26 عاماً، وكان يدرس آنذاك لنيل درجة الماجستير في جامعة بشنغهاي: "شعرت وكأنني في سجن. كان في إمكاني أن أدرك إلى أين تتجه الصين في ذلك الوقت".

وبمجرد رفع الإغلاق، قدّم يو طلباً للحصول على جواز سفر، ودفع في العام الماضي نحو 440 دولاراً لوكالة هجرة، لمساعدته على تقديم طلب لدى مدرسة لغات في اليابان، ونال تصريح إقامة ياباني في أكتوبر الماضي.

وأشار يو، وهو الآن في حجر بشقته في شنغهاي، فيما يستكمل دراسة الماجستير، إلى أنه يشعر بشلل بعدما عاين المعاناة في كل أنحاء المدينة، حيث أُدخل أفراد قسراً إلى مراكز حجر صحي، وأُرغم عمال مهاجرون على النوم في الشوارع، لأن مجمّعاتهم تحرمهم من الدخول. وينتظر يو رفع القيود، بشكل يمكّنه من تقديم طلب للحصول على تأشيرة في القنصلية اليابانية، والمغادرة بعد تخرّجه الصيف المقبل.

استحضار حقبة 1949

وذكرت "وول ستريت جورنال" أنها تحدثت في الأسابيع الأخيرة إلى أكثر من 12 صينياً، يفكّرون في مغادرة بلدهم، أو يسرّعون خططهم في هذا الصدد، فيما يؤكد القادة الصينيون التزامهم باستراتيجية "صفر كوفيد".

وأشار محامون وموظفون في مكاتب تؤمّن تأشيرات للهجرة، إلى أنهم شهدوا زيادة في الاستفسارات خلال الشهر الماضي. وانتشرت مجموعات دردشة تركّز على الهجرة، على تطبيقَي "وي تشات" و"تليجرام".

وقالت ينج كاو، وهي محامية هجرة في نيويورك، إن الاستفسارات من الصينيين الأثرياء والمهنيين من الطبقة المتوسطة، زادت خلال الشهرين الماضيين بمقدار 10 أضعاف، مقارنة بالعام السابق. وأضافت: "إنهم يشعرون وكأننا في عام 1949 مجدداً"، في إشارة إلى نزوح أكثر من مليوني صيني إلى تايوان وهونج كونج، بعد سيطرة الحزب الشيوعي على الحكم في الصين. وتابعت: "ثمة شعور مشترك بالخوف والحاجة الملحّة للخروج" من البلاد.

بحلول 15 مارس، بحث المستخدمون الصينيون أو شاركوا محتوى يتضمّن كلمة "الهجرة"، 16 مليون مرة، بحسب بيانات "وي تشات". وفي 15 أبريل، بلغت عمليات البحث والمشاركة 72 مليوناً.

تقييد إصدار جوازات سفر

لكن مغادرة الصين باتت أمراً أكثر تعقيداً، حتى بالنسبة على القادرين مادياً، إذ شدّدت السلطات الضوابط الحدودية وكثّفت إجراءاتها لمنع هروب رؤوس الأموال.

ويواجه الساعون إلى الهجرة، عراقيل تبدأ بالحصول على جواز سفر. ففي أغسطس الماضي، اقتصر إصدار إدارة الهجرة الوطنية الصينية لجوازات السفر، وتجديدها، على المواطنين الذين يمكنهم تقديم وثائق توضح أنهم يغادرون من أجل الدراسة، أو العمل أو لأغراض تجارية، مشيرة إلى الحاجة لتقليل أخطار أن ينقل المسافرون عدوى الفيروس.

وفي الأشهر الستة الأولى من عام 2021، أصدرت الصين 335 ألف جواز سفر، أيّ 2% فقط من تلك التي أصدرتها في الفترة ذاتها من عام 2019.

وأعلنت سلطات الهجرة الصينية قبل أيام، أنها ستنظّم بشكل أكثر صرامة، الموافقة على تصاريح الخروج، في محاولة للحدّ مما سمّته "السفر الخارجي غير الضروري".

وذكرت "وول ستريت جورنال" أن مسؤولاً تنفيذياً صينياً في قطاع التكنولوجيا، عمره 39 عاماً، انتقل إلى شنغهاي في عام 2020، حيث اشترى شقة وأرسل ابنه إلى مدرسة دولية، وكان مستعداً لأن يقضي بقية حياته في المدينة.

لكن ذلك تبدّل في أبريل الماضي، بعدما جعله الإغلاق يواجه صعوبات في تأمين حتى مواد البقالة الأساسية. وسأل: "كيف يمكنني العيش في مكان لا يمكن فيه ضمان ضروريات المعيشة الأساسية؟". وقرّر الهجرة مع أسرته إلى سنغافورة.

كما أن زوجين، هما شريكان تجاريان في شركة تكنولوجية ناشئة تتخذ شنغهاي مقراً، غادرا المدينة إلى سان فرانسيسكو في الولايات المتحدة، حيث استقرا الآن.

WhatsApp
Telegram