اعلان

"البوركيني" .. براءة اختراع "تعري" العنصرية

ثلاث قطع من القماش غيرت نظرة الكثيرين لعدة أمور اعتاد الناس تجاهلها، أبرزهم "الحرية" في بلاد تطالب بالمساواة وحقوق الإنسان، ذراعان مخفيان، وجسد لا يرى الشمس كفتاة ترتدي البكيني، وقطعة قماش صغيرة تلتف حول الرأس، أثارت حفيظة الغرب، حتى أن الشرطة الفرنسية أجبرت سيدة على خلعه على الشاطئ أمام الناس.

يطبقون عليه "البوركيني" يتكون من 3 قطع "قميص طويل وبنطلون وغطاء رأس" من بعيد يمكنك معرفة أن هذه الفتاة مسلمة لكنها تريد نزول البحر دون أن تكشف جسدها.

البوركيني، كلمة مكونة من جذئين أولهما "بور" وهي اختصار للبرقع، وهي كلمة متداولة في أوروبا وتعني النقاب الذي يُغطي الوجه كاملا، أما الجزء الثاني فهو "كيني" ويُحيل على "البكيني" لباس البحر المعروف.

اللبنانية عاهدة الزناتي، اللبنانية الأصل ومصممة الأزياء الأسترالية، صاحبة ابتكار البوركيني عام 2003، الذي حصل على براءة اختراع عام 2007، وتم اعتماده كزي للسباحة بديلًا للبكيني.و شهد البوركيني إقبالا منقطع النظير، وصارت النساء يرتدينه على الشاطئ وفي المسبح، وصارت له محلات في أوروبا ومواقع متخصصة لتسويقه على شبكة الإنترنت.

وذكرت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية أن الكاتبة المتخصصة بشؤون الأكل والتغذية، المذيعة البريطانية نايجيلا لاوسون، ارتدت "البوركيني" على أحد الشواطئ الأسترالية عام 2011 بمحض إرادتها.

وأثار البوركيني جدلًا واسعًا، حيث تزعّم عمدة مدينة "كان" الفرنسية عريضة وقعها عدد من العمد - أغلبهم من حزب الجمهوريين اليميني المعارض- تمنع ارتداء "البوركيني" على الشواطئ التابعة للبلديات، ورفعت منظمات حقوقية دعوى ضد القرار لكن المحكمة الإدارية أيدته، وقال أصحاب العريضة بأن "البوركيني" رمز ديني يُحيل على الإسلام، بل إنه يُحيل على تأويل معين للإسلام، مستدلين بشيوع السباحة بـ"البكيني" بين مسلمات في فرنسا."تناقض الحريات واختلاف المنظور"

اعتبر المتابعون العرب أن قرار الدول الأوروبية بحظر البوركيني، مخالفة لما تدعو له تلك الدول من احترام حرية الأشخاص في فعل ما يريدونه، معللين بأنه إذا كان يسمح بارتداء البكيني فلماذا يتم التضييق على ارتداء البوركيني، في مجتمعات تطالب بالمساواة وعدم التفرقة.

وندد مغردون على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد تداول صور للشرطة الفرنسية وهي تجبر سيدة مسلمة على خلع "البوركيني"على الشاطئ، معتبرين أن ذلك التصرف هو نفسه "عنصرية" ضد السيدات اللاتي لا يردن ارتداء البكيني.

فيما صرح رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس، بأنه يدعم قرار رؤساء البلديات، واعتبر أن البوركيني هو "ترجمة لمشروع سياسي ضد المجتمع مبني خصوصًا على استعباد المرأة".

وشدد على ضرورة "أن تدافع الجمهورية عن نفسها في مواجهة الاستفزازات"، كما دعا فالس السلطات للتنفيذ الصارم لقانون حظر النقاب في الأماكن العامة.

ورفض سياسيون فرنسيون ومنظمات مدنية حقوقية، قرار منع البوركيني، حيث أن فرنسا تركز على المسلمين و"البوركيني" أكثر من مشاكل الفرنسيين.«محاولات للتحايل»

ترى الدول الأوروبية التي تمنع البوركيني، أن سبب منعه لأنه "لباسًا دينيًا" يؤثر في المشهد العام للمجتمع، إلا أن ذلك السبب واجه عدد من الانتقادات حيث أن البوركيني يشبه "الحاجب" وكثير من الدول ومنها فرنسا لا تمنع ارتداء الحجاب.

ومع انتفاء تلك الحجة، بحثت الدول التي تريد حظر البوركيني عن أسباب أخرى، ولأن الصحة مهمة، تم تسويق فكرة أنه غير مطابق لشروط الصحة العامة في المسابح، لكنهم اصطدموا بحقيقة أن براءة اختراع البذلة والترخيص للماركة المسجلة (بوركيني) نصتا معا على مطابقته للشروط الصحية في المسابح العمومية.

ويواجه حظر البوركيني رسميًا في فرنسا، سن تشريع قانون جديد، ولكن الحكومة الفرنسية تخشى العمل على هذا التشريع لأن طرح الأمر سيُعزز موقع اليمين المتطرف.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً