اعلان

سبوبة الدين

  كل شئ فى هذا الكون، يمكن توظيفه فى إطار "السبوبة والاسترزاق والظهور فى صورة مثالية قد تناقض حقيقة الإنسان وجوهره"، والدين يأتى فى صدارة هذه الأشياء، الدين فقد ماهيته عند الكثيرين، لم يعد ذا بال أو قيمة، أصبح مثل إكسسوار يمكن ارتداؤه فى أوقات مناسبة، لأغراض معينة، حقا الدين أفيون الشعوب، من خلاله يمكن خداعها والكذب عليها، وتضليلها، وتوصيل رسائل واهية لا وجود لها، الآية القرآنية التى كان يرددها الممثل حسن البارودى فى أهم أدواره فى فيلم "الزوجة الثانية" وهى: "وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولى الأمر منكم"، تعكس "التوظيف المختل" للدين، وهو الأسلوب الذى يجعل من الدين "عبئا ثقيلا" على الإنسانية والحياة، فى فيلم "الزوجة الثانية" قهر رجل الدين الماكر، فقيرا مغلوبا على أمره، لم يجد من يدعمه أو يؤازره فى مُصابه الأليم، حتى السماء اكتفت بالمشاهدة، ولم تربت أو تحنُ على "أبو العلا"، الذى لم يكن له من اسمه أدنى نصيب، التطور السلبى لتوظيف الدين تفاقم وتراكم مع مرور السنين، ورغم مرور 5 عقود بالتمال والكمال على إنتاج هذا الفيلم، إلا أن الدين لا يزال مطية للمنافقين والمرجفين ومن فى نفوسهم فى مرض من المشتغلين بالدين ومن سلك مسلكهم، ودار فى فلكهم، الدين أقصر الطرق لكبار الساسة لخداع شعوبهم، فما إن يتقدم الرئيس "أى رئيس" صفوف المصلين، حتى لو لم يكن يجيد قراءة الفاتحة، أو يُحسن الصلاة، لقبوه بـ"الرئيس المؤمن"، و"الرئيس المتدين"، و"إمام المؤمنين"، و"خليفة المسلمين"، أما لو وظّف بعض العبارات الدينية فى خطاباته المرتجلة أو المُعدّة سلفا، فسوف نجد من يصفه بأنه يستحق "درجة النبوة"، لولا أن محمدا –صلى الله عليه وسلم- آخر الأنبياء، وما أكثر القادة و المديرين الذين يخدعون رؤساءهم ومرؤوسيهم بتدين ظاهرى، ثم سرعان ما تكشف الأيام أنهم كانوا "عناتيل"، أو "لصوصا كبارا"، وفى الفن مثلا، هناك مطربون ليسوا فوق مستوى الشبهات، سلوكا وفنا، ولكنهم بين الحين والآخر، يقدمون كليبا دينيا ساذجا يخدعون به جمهورهم السطحى والساذج، حتى الأمراء من أصحاب المليارديرات الذين يعاقرون المحرمات بكرة وعشية، منهم من يخصص فضائية لتلاوة القرآن الكريم، على مدار الساعة، نظير حزمة أخرى من القنوات المتخصصة فى بث أغانى وأفلام العُرى والدعارة، وفى موسم الحج، تحزم الراقصات وبطلات أفلام الجنس حقائبهن للأراضى المقدسة، قبل أن يعدن مجددا لاستكمال المسيرة الفنية الحافلة بكل قبح، ولا أدرى إن كان الدين جانيا أم مجنيا عليه، هل بقاء الدين ضرورة فى الحياة، أم لا!

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً