اعلان

اعتذار واجب.. وتوضيح لا بدّ منه

الاعتراف بالخطأ فضيلة، والإصرار عليه رذيلة، والكبار فقط هم الذين يقرون بأخطائهم، ويتراجعون ويعتذرون عنها، لذا أقر وأعترف أنا الموقّع أعلاه، أننى تورطتُ فى النيل من "بنات حواء" وانتقادهن على الملأ، وما كان لمثلى أن يرميهن بكل رزية، ويصفهن بكل قبيح، وما كان لمثلى أن يقطع بأن "البنت المصرية" أثقل ظلا من الجبال ، وأنها أكبر مصنع للنكد، وأضخم مخزن للأحزان، وأوسع مستودع للغلّ، وأقر وأعترف بأن ما ذكرته فى مقالى الآثم المعنون بـ"يا غول.. لن تجد بنتا دمها خفيف"، لم يكن أكثر من مجرد تخاريف، قد تكون بحكم السن، فأنا عجوزٌ مُسنُّ، ألامس عامى الأربعين، أو بسبب "عُقدة نفسية"، كما علّقت "إحدى المستظرفات"، وأتضامن مع مستظرفة ثانية وصفت المقال بأنه " بايخ وعُنصرى"، فهو بالفعل كان "مقالا بايخا وعنصريا ومُحرضا على الجنس الناعم مصدر السعادة والحنان فى حياتنا الدنيا وفى الآخرة"، وأعتذر أيضا لصديقاتى العزيزات اللاتى عاتبننى عتابا رقيقا أو غليظا، فأنا أقدرهن جميعا، وأقدر أن كل واحدة منهن أخف ظلا من جميع نجوم الكوميديا المتقدمين والمتأخرين ومن لم يبصروا النور بعد، أعتذر إليهن جميعا، خاصة أن التعميم فى مثل هذه الحالات لا يجوز ولا يصح، ولكنه يكون واجبا، ويكون فرض عين، لا يجب على رجل أن يتجاوز عنه، ينبغى على الرجال جميعا أن يضعوا النساء فى مكانهن الذى يليق بهن، ومكانتهن التى تناسبهن، فالنساء شقائق الرجال، ولولا النساء فى هذا الكون، ما مات الرجال كمدا، وما غيبهم الموت بأزمات قلبية مفاجئة، وما تناوبت عليهم أمراض الضغط والسكر والقلب، وما امتلأت عيادات الطب النفسى ومستشفيات القلب والمخ والأعصاب عن آخرها بالرجال، وما تشرد الرجال عرايا منكوشى الشعر فى الشوارع والميادين، وما تكسبت شركات الأدوية مما تضخه من علاج للأمراض المستعصية، أو من مقويات تحفظ لبعض الرجال وقارهم المفقود وهيبتهم الجريحة، ولولا النساء ما امتلأت قاعات محاكم الأسرة بالقضايا الوهمية الكاذبة، ولولا النساء ما اضطر الرجال إلى الذهاب طوعا إلى السجن، "السجن أحبُّ إلىّ مما يدعوننى إليه"، فالنساء إذن أصحاب فضل على الأطباء وعلى الصيادلة وعلى المحاكم وعلى المحامين وعلى السجون، وهذا فضل لو تعلمون عظيم، ومن دواعى سرورى أن فى جنة الآخرة ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر، وهو ما يعنى "قياسا" أن الجنة سوف تكون خاوية على عروشها من صنف المرأة المصرية تماما، وهذا فى حد ذاته يخلق داخلنا قدرا كبيرا من الأمل والتفاؤل داخلنا نحن – المعقدين نفسيا والعنصريين والساديين- فيكفينا فخرا وزهوا وسعادة أنه لن يكون فى الجنة "نساء مصريات"، فقد يتم الاعتماد عليهن فى العمل كـ"زبانية لجهنم بدرجاتها المختلفة"، أو معاونات لخزنة النار، وهن اهلٌ لذلك، ولذا أجدد اعتذارى على ما اقترفته يداى ولسانى وضميرى بحق "مصانع النكد والأحزان"، المعروفات إعلاميا بـ"النساء"، وتاريخيا بـ"الجوارى".

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
في حال اندلعت حرب عالمية ثالثة.. ما هي أكثر الدول أماناً في العالم؟