اعلان

المعارضة الغوغائية.. دعم المشير والأمن القومي

  المعارضة مصطلح يمكن أن يصطف تحته فئات عدة من الشعوب عامة، غير أن الذين يختبئون وراء هذا المصطلح الذي يتحول في بعض الأحيان إلى شعارات زائفة يتحولون في بعض الأحيان إلى "غوغائيين" وإلى إرهابيين ومتآمرين ومخربين في بعض الأحيان، وهو ما يلحق الأذى بصورة المعارضة البناءة التي تعارض الخطأ من أجل التصحيح والإصلاح لا من أجل الهدم، ربما أن اختلاط تلك الفئات كلها في الفترة الأخيرة أعطى صورة غير حسنة عن فكرة المعارضة ذاتها وتحول كل من يعارض إلى هدام في نظر المؤيدين خاصة وأن شريحة كبيرة منهم تحولت إلى التأييد المطلق نكاية في المعارضة المطلقة وكل منهم يشوه فكرة التأييد أو المعارضة من خلال منح نفسه الصدق المطلق والحق المطلق والحقيقة المطلقة فكل منهم تحول إلى الرجل اليقيني الذي لا ينطق عن الهوى، فيما تتحمل الحكومات والانظمة جزء من هذا وذاك إزاء سياساتها المتبعة.

مشهد جرى في الأيام الأخيرة قد يوضح الصورة أكثر وهو الهجوم الذي شنته بعض الفصائل المسماة بالمعارضة إزاء التعاون المصري مع الجانب الليبي ودعم قوات المشير خليفة حفتر لقيام جيش ليبي قوي قادر على فرض السيادة الليبية على الأراضي المجاورة، وبعيدا عن الاختلافات الداخلية بين فئات الشعب الليبي، فإن الهدف الأول من دعم جيش قوي يصب في صالح أمننا القومي وبلغة المصالح السياسية والأمنية فإن الأمر يستوجب هذا، وبلغة الأمن القومي العربي فإن دعم الجيش الليبي يقف في وجه ما يسعى له الغرب من ابقاء الدولة الليبية دولة هشة ومتنازعة ليستصدر قرارات أخرى من مجلس الأمن بإنشاء قواعد عسكرية على الأراضي الليبية تحت مزاعم حماية المدنيين والحفاظ على السلام والأمن، وقد اتضح ذلك جليا بعد سيطرة قوات المشير خليفة حفتر على الموانئ النفطية وتسليمها للمؤسسة الوطنية للنفط وما تلاه من إدانات من الدول الغربية هي فرنسا وألمانيا وإيطاليا وإسبانيا وبريطانيا والولايات المتحدة، وبعد إمعان النظر في سياسة هذه الدول تحديدا تجاه الدولة الليبية ستكتشف أن الخطوة الذي قام بها اللواء خليفة حفتر تتعارض مع عمليات التهريب التي كانت تتم لصالحهم وتتعارض مع اجنداتهم هناك لذا خرجت مسرعة ومحذرة قوات نظامية تابعة للدولة من السيطرة على مقدرات شعبها والبدء في العمل.

هذا المشهد جزء من الصورة عارضه فريق كبير من المصريين تحت مسمى المعارضة غير أنهم لم يدركوا خطورة التواجد الغربي في ليبيا والتحكم في مقاليد الأمور التي ينتشر معها الإرهاب، فإن كان منهم من معارض واعي فليخبرني بدولة دخلها الغرب ولم ينتشر فيها الإرهاب وتحطم بنيتها التحتية وتحولت إلى جماعات وفرق سياسية وإرهابية وطائفة تحارب بعضها البعض.

نعم نتفق جميعا أن هناك خللا في النظام الداخلي ونسعى لإصلاحه من أجل بناء دولة قوية وحين تكون هناك خطوات في هذا الاتجاه خارجيا أيضا ندعمها وبصوت عال حتى يعي المسؤولين أن المعارضة من اجل البناء لا من أجل الهدم، وليعلم كل معارض أن وقوفه إلى جانب الصواب وبصوت عال هو أول دليل على صدق معارضته حين يدين السلبيات، مع التأكيد على أن الأنظمة لا يجب أن تستند إلى نظرية المؤامرة طوال الوقت لتبرير سياساتها الخاطئة.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً