اعلان
اعلان

ولا عزاء للشعب....

إن الدور الاجتماعي والسياسي المبدع الذي قام به الشعب المصري منذ ثورة يناير، هذا الشعب الذي تعرض للنقد الغربي اللاذع من كونه مستكين ومتكاسل وضعيف ولا يقوى على تحرير نفسه من ذل الحكم وذل العيش، والقهر الذي كان يمارس عليه يومياً من قبل أنظمة عاشت واغتنت علي دمائه .. الشعب الذي ظل مؤمناً بقيم ومبادئ فردية سكنت داخله لم يستطيع أن يعبر عنها، وبين هذا وذاك، وفي لحظة تحول كبرى ارتبطت بحلم النهوض بدولة تستحق، وصوت عالي تمتزج به آهــــــــات لمسحوقين لا صـــــــــوت لهم، تشكل الموقف السياسي والاجتماعي للطبقة الكادحة في مصـــــر .

وفي ظل معارك خاضها هذا الشعب سواء كان ذلك في حقبة الحكم السابق مع الجوع والبحث عن الحقوق والحريات، أو في حقبة الدولة الإخوانية التي أيدها وآزرها وانتقدها وتصادم معها وأزالها في النهاية، ظهر حلم يمس مجتمع كامل هُمش وصودرت أحلامه الكبيرة وتقلصت، حلمٌ بدأ يتجسد للارتقاء بمعايير الدولة الحديثة كما يجب أن تكون، وسرعان ما علم هذا الشعب أن السبيل الوحيد لتحقيق حلمه هو العدالة الاجتماعية الناجزة.

لقد عاش الشعب فترة صعبة تحمل فيها أن يري تمركز القوة في المجتمع المصري في أيدي عصابة من المنتفعين تقف بجانب وأمام التيار الرئيسي الذي يمثل الأغلبية العظمي، جعل الطبقة المتوسطة هي الوقود المستخدم لادارة هذا المجتمع بطريقة فجة، ومع ما تبذله من جهد وعرق في سبيل النهوض ببلدهم للأسف يتم تهميشها ولا تستطيع التقرب من الحكم، بل ولا تحصل إلا علي الفتات من حقوقها المشروعة.

إن صراعات الوجود سياسيا واجتماعيا، التي تدور حالياً هو أمر طبيعي ولكن الغير طبيعي أن يقوم تيار بعينه كان سبباً في الكثير من إفساد الحياة السياسية والاجتماعية بإرتداء ثوب الطهارة وثوب البطولة القومية في محاولة لاعادة أنظمة بائدة لا تعرف حتى القليل من القيم المؤثرة في حياة الشعب وهما العدالة الاجتماعية وثانيهما الديمقراطية، ومع استمرار الشعب في المطالبة بتلبية احتياجاته الملحة.. نشعر جميعاً وكأن تلك القيم الراسخة في عقول ووجدان هذا الشعب وليدة اليوم ونحارب لإرساءها أمر مضحك حقيقةً ومبكي علي بلد تريد النهوض وشعب صابر داوب علي المطالبة بحقوقه المشروعة.

ان هذا البلد يحتاج الى صناع حقيقين للمستقبل وشركاء في تأسيسه وعودة إلي مبدأ سيادة الأمة، نحن في حاجة إلي من يتعامل مع الأمة ليس بكونها قطيع غفير يقاد عبر نخبة زائفة .

لا يجب أبدا أن يظل تحقيق مطالب هذا الشعب مجرد حبر على ورق وكلمات يتغنى بها المطربين إننا نريد مستقبل حقيقي لأولادنا.. مستقبل يستند على قيمه ومبادئه الحقيقة .. نريد بلدًا ذات تقاليد وقيم وأخلاق سياسية واجتماعية سليمة.

ان نضال هذا الشعب للوصول إلى الحرية والديمقراطية والذي كلفه ثمنا باهظاً، يعطيه الحق في الحصول علي أعلى الخدمات الأساسية حتى تكفل له حياة كريمة وتحرره من قيوده التي فرضت عليه عبر حقب تاريخية مظلمة قتلت فيه طموحه وآماله وخلفت له فقط أوجاعاً وآلاماً وأمراضاً تفشت في مجتمع يستحق حياة كريمة.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
أمريكا "غيرت موقفها" من اجتياح رفح.. كواليس مباحثات غالانت مع مسؤولي البيت الأبيض