اعلان
اعلان

"الخطم الجميل" سمكة بملامح مختلطة

سمكة “الخطم الجميل”

سمكة “الخطم الجميل” طلعتها تسر الناظرين. إنها سمكة الفيل البحري، ذات القرابة الوثيقة بأسماك القرش والراي، وتجدها متربصة في الأعماق، تغرس خطمها الكبير بعمق في الرمال بحثًا عن الفرائس، كما تستخدمه لاكتشاف المجالات الكهربائية الضعيفة، على غرار الخطم المنقاري لسمكة القرش.

يتألف جسم هذه الحيوانات من زعانف شبيهة بالأجنحة وأسنان ملتحمة، ما أشبه هذا النوع من الأسماك بأحزابنا الناشئة حديثًا، فالعديد من هذه الأحزاب لديه ملامح غير معروفة، البعض ينحاز للمصالح الشخصية، والبعض بملامح مختلطة ليس له شكل واضح متميز، وإنما يجمع بين كل التيارات، ويأخذ ما يراه يلائم المرحلة التي يعيش فيها، والبعض يعمل لصالح حزب آخر، يعمل لنشر أفكاره والترويج لها، وتراه في النهاية ليس له أية ملامح.

وتنقسم إلى أحزاب ذات مرجعية إسلامية وأخرى ليبرالية وثالثة إشتراكية، والبعض منها يجمع بين كل التيارات، لنرى مسخ غير مبرر وجوده، وبعيدًا عن هذا التصنيف، فالذي يبحث عن الحقيقة، يكتشف أن جميع هذه الأحزاب، سواءًا كانت إسلامية أو ليبرالية أو إشتراكية، تحمل وتدور حول نفس المعاني "التنمية وتحسين الاقتصاد والعدالة الاجتماعية، ومحدودي الدخل ومشروعات بسيطة ومتوسطة وبناء مجتمع وخلافه"، الكل تشابه في اللا معقول، في بلد تتمنى أن تستنشق هواء الحرية دون رياء أو نفاق، دون صراع على كراسي زائلة، الكل يتزين ويتباهي بفشله في أن يكون له طابعه الخاص، بل أن البعض يصدق نفسه وبرامجه ويعتقد أنه هو وحده القادر على حل ركاكة الصياغة لبرامجة المنقولة، ومهما كانت قدرات ومهارات تلك الأحزاب، نجد أن جميعها قد وقعت في مشكلة واحدة، هو أنها تناست الطفرة الهائلة في مجال المعلومات والاتصالات فقدت لغة الترجمة من اللغة القديمة إلى اللغة الحديثة، التي يعرفها الشباب، تناسوا أن اللغة الحية دائمة التغير، وأن هناك الكثير من الكلمات والتعبيرات الجديدة، أضيفت لهذا المجتمع، وأن الكثير من الكلمات والتعبيرات قد اندثرت بعد هذه الثورة.

يجب أن يكون هناك وعي بالفروق الفاصلة بين عصر وعصر جديد، أفكار تندثر وأخرى تولد ويولد معها عهد جديد شاب قوي، أصبحنا في عصر جديد ولكن لم تتبلور إلى الآن ملامحه ومازلنا نعيش في فوضي اختلط فيها الحابل بالنابل، تسبب فيها هذه الأحزاب التي لا تعرف من أين تبدأ وفي أي طريق تسير، لا تعرف غير ألا أن تكون بملامح مختلطة، أن البحث عن ما يتناسب مع هذا التطور الحادث على الساحه المصرية وجب أن يكون بعيدنا عن أفكار قديمة عفا عليها الزمن.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً