اعلان

ترامب يستعين بجنرالات العراق في إدارته.. هل يعود الجيش الأمريكي لبغداد من جديد؟

جيمس ماتيس وزيرا للدفاع وترامب

رغم أنه من المعارضين لحرب العراق، إلا أن توجهاته في اختيار مساعديه يسير نحو المؤيدين للغزو العراقي، وهو ما يطرح تساؤلًا حول ماهية التوجه الأمريكي في الفترة المقبلة، وتحت قيادة الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب، في الأراضي العراقية، خاصة مع وجود تنظيم داعش بالعراق.

ويعد اختيار الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب للجنرال جيمس ماتيس وزيرا للدفاع، إيذانا بعودة الخطاب التصعيدي الأميركي في العالم، فالجنرال الذي سمّاه ترامب "الكلب المجنون"، يوصف بأنه مولع بالحروب، وأثار كثيرًا من الجدل خلال مسيرته المهنية.ويحظى ماتيس القائد السابق للقيادة المركزية الأميركية الوسطى بشعبية كبيرة في الأوساط السياسية وأيضًا داخل الجيش، لكن على الكونجرس أن يتنازل عن قانون ينص على ضرورة مرور 7 سنوات من التقاعد من الجيش قبل شغل منصب وزير الدفاع.

جيمس ماتيس، جنرال متقاعد عسكري "شرس" قضى أكثر من 44 سنة في السلك العسكري، وكان الجنرال المتقاعد في قوات مشاة البحرية الذي رأس القيادة الأميركية الوسطى التي أشرفت على القوات الأميركية في العراق وأفغانستان.

ترأس ماتيس "الكلب المجنون" كتيبة قوات مشاة البحرية خلال حرب الخليج الأولى، وفرقة تابعة لقوات المارينز خلال حرب العراق في 2003، وفي 2010 رشح ماتيس، وهو من ولاية واشنطن، رئيسا للقيادة الأمريكية العسكرية الوسطى.

ومنحه ذلك سلطة على القوات في العراق حيث ساعد على وضع مقاربة ضد التمرد هناك قبل أن يشرف على الانسحاب الأميركي من العراق، وكذلك في أفغانستان حيث نفذ عملية زيادة لعديد القوات، ومنحه ذلك مسؤولية على منطقة تشمل سورية واليمن وإيران، ومثل الجنرال مايكل فلين الذي اختاره ترامب مستشارًا للأمن القومي، فإن ماتيس ينتقد الاتفاق الذي تم التوصل إليه مع إيران بشأن برنامجها النووي.

ورغم أن ترامب تحدث بشكل إيجابي عن العمل مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إلا أن ماتيس حذر من أن موسكو تريد "تقسيم حلف شمال الأطلسي".

واكتسب الجنرال لقب "الكلب المجنون" بسبب مشيته المختالة التي اكتسبها في المعارك، ولغته "الفظة" التي يشتهر بها عناصر قوات المارينز، ونقل عنه قوله "كن مؤدبا، كن مهنيا، ولكن لتكن لديك خطة لتقتل جميع من تقابلهم".

وواجه ماتيس بسبب تصريحاته اللاذعة بعض المشاكل، فقد قال خلال نقاش في سان دييغو في 2005: "تتوجه إلى أفغانستان، وتجد رجالا يصفعون النساء على وجوههن منذ خمس سنوات لأنهن لا يرتدين الحجاب..تعلمون، أشخاص مثل هؤلاء لم تعد لديهم أي رجولة، ولذلك فإنه من الممتع جدا إطلاق النار عليهم".

وأصدر "ماتيس" ائمة بالكتب التي يجب أن يقرأها عناصر مشاة البحرية الأميركية تحت قيادته، وقال لهم إن أهم منطقة في المعركة هي المنطقة "التي تقع بين أذنيكم"، وهو خبير في الشؤون الحربية، ويقال إن مكتبته الشخصية تحتوي على أكثر من 7000 مجلد، كما أنه لم يتزوج في حياته ما أكسبه لقب "الراهب المحارب".

وبعد اختيار ماتيس، يظهر أن ترامب يحيط نفسه بشخصيات عسكرية، إذ اختار الجنرال المتقاعد مايكل فلين مستشارا للأمن القومي، ويدرس تعيين الجنرال المتقاعد ديفيد بترايوس وزيرا للخارجية، وهو ما أثار مخاوف بعض المراقبين الذين أشاروا إلى أن الحكومات الأميركية تتألف من مدنيين عادة، فإن ماتيس المعروف بمناهضته لإيران، وخاصة الاتفاق النووي، وقد اختلف مع الرئيس المنتهية ولايته باراك أوباما بشأن إيران وسحب القوات الأميركية من المناطق التي كان مسؤولا عنها، وهو الخلاف الذي أزعج أوباما ودفعه للتخلي عنه.

وقالت صحيفة "وول ستريت جورنال" أن إدارة أوباما لم تضع ثقة كبيرة في ماتيس، لأنها كانت تنظر إليه كشخص متحمس جدا لمواجهة عسكرية مع إيران، وبالتالي يرى مراقبون إن ماتيس هو الاختيار الأمثل لترامب من أجل الضغط على إيران، فالجنرال يشارك الرئيس الجديد الموقف ذاته من ضرورة إعادة النظر في الاتفاق النووي الإيراني، وما يحمله من ضمانات حقيقية للولايات المتحدة.

وحدد ماتيس خمسة تهديدات إيرانية لأمن وتوازن منطقة الشرق الأوسط، أبرزها رعاية الإرهاب والتدخل العسكري في العراق وسوريا ولبنان، والتهديد المباشر لأمن الخليج العربي، ومحاولاتها إشعال الموقف في اليمن.

ورغم موقفه المعلن من غزو العراق، لم يكن ماتيس هو الرجل العسكري الأوحد في حكومة ترامب، حيث جاء ديفيد بتريوس الذي كان مرشحًا لتولي منصب وزير الخارجية، كما ورشح ترامب جنرال آخر متقاعد في مشاة البحرية جون كيلي الذي شارك بالقتال في العراق، وزيرا للأمن الداخلي، بالإضافة إلى اختيار رئيس المخابرات العسكرية السابق الجنرال، مايكل فلين، لشغل منصب مستشاره للأمن القومي، وعلى الرغم من استحالة توقع كيف ستتشكل السياسة الخارجية لترامب قال مسؤول أمريكي عمل في العراق إن المدافعين عن غزو 2003 ربما يكونون أكثر ميلا لإرسال قوات أمريكية إضافية لقتال تنظيم الدولة الإسلامية على الرغم من عدم وجود اتفاق بشأن وضع القوات يحمي الأمريكيين من التعرض لمساءلة قضائية في العراق.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً