اعلان

لا تدمروا نفسيات أطفالكم منذ الصغر دون أن تشعروا

صورة ارشيفية

هرعت من نومى وقمت ألمم شتات نفسى، عندما صحوت على صراخها، وتداركت أنها جارتى، وفتحت باب شقتى وسارعت بالصعود لأستكشف ماذا حدث ليصل صراخها إلى هذا الحد، لأجدها تعنف بناتها وتهدد بترك المنزل، وعدم تحملها لمسئوليتهم أكثر من هذا، وكأنها تنفث عن غضب داخلى ليست البنات السبب فيه بشكل مباشر.

فعلا إنها تخرج ما بداخلها من كبت من زوجها الذى تزوج عليها، وتعكسه على بناتها بصورة نفسية سيئة، فهى تشعر بأنها تفنى شبابها ورضيت بأن تكون لها "ضُرة"، حتى تربيهن، ولا تتركهن لزوجة أبيهم؟، تتحكم فيهن، أنا اللى بربى، وهو بيجى يومين ع الجاهز يأكل ويشرب ويحرق فى دمى، معدتش طايقة، هو يجى يتصرف مع بناته، مش هو يتهنى مع مراته التانية ويسبنى للقرف، أنا غلطانة إنى رجعت تانى علشان خاطركم" هكذا دائما تشكو وتصرخ فى وجه البنات، حتى جعلت ابنتها الكبرى منطوية قليلة الكلام، والأخرى جريئة تدافع عن نفسها بالردود السريعة حتى لو كانت على الأم نفسها.

كلما جلست معها نتجاذب أطراف الحديث، يكون هذا هو محور حديثها نفسيتها المدمرة بسبب "ضرتها"، إلا أنها لا تشعر بأنها تنقل حالتها إلى البنات أيضا، وتدمر نفسيتهم بسبب لا ذنب لهم فيه، فالاختيار اختيارها، سواء رضيت بالبقاء على ذمة زوجها حتى تحافظ على البيت وتنشئ بناتها فى أحضان أبيهم، ولا تترك "الجمل بما حمل" لتلك الأخرى.

وعن ذلك الوضع تقول دكتورة ميرفت جودة العمارى " عندما يتزوج الزوج على زوجته، تشعر بإهانة كبيرة لكرامتها، وتحاول التغلب على ذلك من خلال الغطاء الخارجى، الأولاد فهم من يلوون عنقها، ويكبلوا يدها، فى الانتفاض من أجل أخذ حقها من الزوج الغادر، وتشعر أنها كالمُعلقة، تغتصب حقوقها كل يوم، لذا فهى دائما تريد أن تُشعر الأولاد بأنها ضحت من أجلهم حتى تجتذبهم لساحتها".

وتؤكد العمارى على أنه يجب أن تخضع مثيلات تلك الزوجة إلى جلسات التأهيل النفسى، حتى لا تنتقل توتراتها وانتقاص حقوقها الذى تعانى منه، إلى نفسية الأولاد، خاصة أنهن بنات، فبهذا ستخلق فى نفوسهن عداء لأبيهن وللسيدة التى تزوج بها، وهم فى مرحلة لا تؤهلهم لإدراك مثل هذه الأمور.

وتابعت العمارى: علينا أن نتفهم وجود الزوجة الثانية، وعدم تصدير السلبيات فى العلاقة التى قد تكون بها مشكلات من الأساس بين الزوجين، وطغت على السطح بظهور تلك السيدة، وتصنيفها دائما على أنها خاطفة رجال، فلا تدمروا نفسيات أطفالكم منذ الصغر، دون أن تشعروا.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً