اعلان

بعد ضبط روسي منتمي لداعش في مصر.. لماذا يلجأ التنظيم لتجنيد الأجانب؟

صورة ارشيفية

تجنيد الأجانب في داعش، أصبح سمة التنظيم الإرهابي في العالم، في مختلف البلاد التي ينفذ فيها التنظيم عمليات إرهابية، خارج إطار دول تمركزه القوي، بين سوريا والعراق وليبيا.

"تجنيد الأجانب" ظهر في مصر، حيث توصل أفراد النيابة بعد سلسلة من التحريات، أفضت إلى القبض على روسي متهمبالانضمام لداعش، حيث تم ضبطه يحمل اسمًا مستعارًا وهو " عبد الحميد رسلان " وتم العثور على سلاح ناري برفقته وبعد تفتيش المكان الذي يقيم فيه في التجمع الخامس تم ايجاد مجموعة من الملابس التي تنتمي إلى تنظيم داعش الإرهابي.

صحيفة "foreign affairs" قالت إن "داعش" على الرغم من تواصل تناقص الأراضي التي يسيطر عليها، إلا أن التهديد الذي يشكله لا يزال قائما، لأنه قدم نفسه كتنظيم قادر على التكيف إلى ما لا نهاية، باستخدام تدابير مبتكرة في حركته، ردا على الضغوط الخارجية.

مضيفة أنه كلما تقلصت الأراضي التي يسيطر عليها "داعش" وفقد قادته بفعل الضربات الجوية الأمريكية، سيعتمد أكثر فأكثر على أعضائه "الافتراضيين" الذين يعملون في فضاءات الإنترنت المظلمة، ويتم إلهامهم وإمدادهم بالتعليمات من الخارج، وهذا يفسر سبب اعتماد داعش على مقاتلين من الجنسيات الأجنبية، لتعويض خسائره.

وقد خطط تنظيم "داعش" منذ مطلع عام 2015 على الأقل لعمليات كبرى ضد الغرب، وخاصة في أوروبا التي تقف على مرمى حجر منه، وبمرور الزمن بات واضحا، بحسب المجلة، أن استراتيجية التنظيم الخاصة بالعمليات الخارجية في أوروبا ليست عشوائية في أساليبها وهي متعمدة، ونظمت بعناية تحت إشراف جناح "الأمن الخارجي" للتنظيم.

ضبط الروسي التابع للتنظيم في مصر، جاء بعد أن توصلت التحريات إلى المكالمات والرسائل التي أجريت من هاتف المتهم المحمول والحاسب المحمول الخاص به وتم التوصل الى انه كان على تواصل مع عدد من أعضاء التنظيم الإرهابي، كما كان يحمل هاتفه عدد من الفيديوهات المصورة للخليفة المزعوم للتنظيم الارهابي والذي يدعى " ابو بكر البغدادي " بالاضافة الى عدد من الصور له مع اعضاء اخرين بالتنظيم.

وبعد التحقيقات المكثفة مع المتهم روسي الجنسية تم التوصل الى انه تم تجنيده لصالح الجماعة الارهابية حيث كان قد سافر الى تركيا ومنها الى سوريا واقام فترة هناك حيث خضع لسلسلة من التدريبات العسكرية في معسكرات اعضاء الجماعة الارهابية للتمرن على الاعمال الوحشية المختلفة التي يقوم بها عادة اعضاء التنظيم، ثم سافر بعدها الى مصر واقام داخل شقة بالتجمع الخامس وذلك بهدف القيام بعدد من العمليات الارهابية داخل البلاد.

اعتماد تنظيم داعش على الأفراد لا يشمل فقط تجنيدهم، لكن يلجأ إلى استخدامهم في تنفيذ العمليات الغرهابية، حيث لجأ تنظيم "داعش" إلى طريقة "الذئاب المنفردة"، لكونه يصعب على الأجهزة الأمنية في مصر تتبعها، والوصول اليها، لاسيما أنها قائمة على فكرة الفرد الأوحد، الذي لا يعرف سوى نفسه، ولا يرتبط بتنظيم أو كيان، لكنه مجرد شخص يتلقى التعليمات لتنفيذ عملية بعينها، ثم يظل ساكناً في مكان لا يمكن كشفه، ولا يمكن التعرف عليه لأنه لا يتربتط بكيانات جهادية أخرى تسعى للتدريب في الصحراء أو الوديان والجبال، ولا يمكن تتبعه أو رصده مطلقاً، وإذا تم القاء القبض عليه فلن يستطيع الكشف عن أية معلومات أخرى، نتيجة عدم ارتباطه بأي عنصر جهادي آخر.

طريقة عمل الذئاب هي من أوائل مراحل العمل الجهادي التي تعمل بلا روابط تجمعها إلا رابطة الهدف الواحد، وهي خلايا كثيرة تعمل هنا وهناك يجمعهم هدف إقامة شرع الله في الأرض، على حسب قولهم، ن تجنيد "ذئاب منفردة" يجنب المخاطر المتعلقة بتدريب وإرسال عناصر من سوريا، وباتت هذه الاستراتيجية عنصرا حاسما لتنظيم "داعش" على المستوى الدولي، بل وحرص التنظيم على الطلب من مؤيديه البقاء في بلدانهم "لفعل شيء ما هناك" بدلا من دعوتهم إلى الانضمام لصفوفه في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

ويقول التقرير إن مثل هذه النصيحة صدرت من أحد أخطر مخططي داعش، وهو رشيد قاسم الذي نصح أتباع التنظيم في أوروبا، في شريط فيديو، بـ"تمزيق تذاكر السفر إلى تركيا"، محطة هؤلاء نحو سوريا، محرضا بقوله "الجنة تحت أقدامكم".

وذكرت تقارير صحفية أنه على الرغم من غموض أمن "داعش" الخارجي إلا أن محللين تمكنوا من تجميع سلسلته القيادية الهرمية، وبحسب شهادة "أبو خالد"، أحد المنشقين عن التنظيم، فأبو محمد العدناني (الذي قتل في 30 أغسطس الماضي خلال معركة بحلب) كان الرئيس الرسمي للأمن الخارجي، فيما يعرف مواطن فرنسي يدعى "أبو سليمان الفرنسي" أكثر من سابقة بأنه مدير العمليات الخارجية.

وتحت سلطة "أبو سليمان الفرنسي"، مجموعة رئيسة من القادة مسؤولة عن العمليات في أوروبا وجنوب شرق آسيا، تسند لهم المسؤولية عن منطقة محددة وفق قدراتهم اللغوية وجنسياتهم.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً