اعلان

الدبلوماسية لا تسمن ولا تغني من جوع.. هل يسعى "السيسي" لخلق تحالف إفريقي لحل أزمة سد النهضة؟

كتب : أحمد سعد

في زيارة استغرقت يوما واحدا.. عقد الرئيس عبدالفتاح السيسي لقاءا جمعه مع الرئيس الكيني أوهورو كينياتا، لبحث سبل التعاون بين البدلين في كافة المجالات، إلى جانب استمرار مناقشات سد النهضة الأثيوبي والتوصل إلى حلول فعالة لتجنب المخاطر الناجمه عنه، والتعبير عن الحرص المصري لدعم سبل التنمية بالبلاد الأفريقية.

وكان قد صرح السفير علاء يوسف، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، بأن زيارة الرئيس السيسي إلى كينيا تأتى تلبيةً للدعوة الموجهة له من الرئيس الكيني أوهورو كينياتا، وتهدف إلى التباحث مع الرئيس كينياتا وكبار المسؤولين الكينيين حول سبل تعزيز العلاقات الثنائية على كل الأصعدة، وذلك في إطار حرص مصر على التواصل والتنسيق المستمر مع أشقائها من القارة الأفريقية، وتدعيم التعاون والتنسيق معهم في جميع المجالات.

وتابع يوسف، أن الرئيس سيعقد جلسة مباحثات مع الرئيس كينياتا بالقصر الجمهورى في نيروبي، ومن المنتظر أن تتناول المباحثات مناقشة سبل الارتقاء بالتعاون الثنائي في مختلف المجالات، لاسيما على الصعيد الاقتصادي، والتباحث حول الإمكانات المتاحة لزيادة التبادل التجاري بين البلدين.

وذكر السفير علاء يوسف أنه من المقرر أن تتناول المباحثات كذلك التشاور حول آخر المستجدات فيما يخص الأوضاع في منطقة القرن الأفريقي والبحيرات العظمى، وسبل تعزيز السلم والأمن في هذه المنطقة، فضلًا عن التشاور حول سبل تطوير التعاون بين مختلف دول حوض النيل.

وأشارت عدة تقارير صحفية، منذ يومين، إلى أن التخوفات المصرية إزاء احتمال تأثير بناء سد النهضة الإثيوبي على حصة مصر من مياه نهر النيل لا تزال مستمرة، بالرغم من الجهود الدبلوماسية لحل الموقف، على الرغم من تطمينات الجانب الإثيوبي لمصر بشأن عدم تأثر حصتها من مياه النيل، إلا أنها لا تزال قلقة من أن يتأثر حجم الإنتاج الزراعي ببناء السد.

وتابعت، أن الرئيس عبد الفتاح السيسي التقى رئيس الوزراء الإثيوبي، هيلا ماريام ديسالين، في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا الشهر الماضي، على هامش قمة الاتحاد الإفريقي، حيث أثار اللقاء تكهنات حول احتمال تأثير تحسن العلاقات بين البلدين على بناء السد.

وفي إطار متصل يقول الدكتور نادر نور الدين، أستاذ الموارد المائية بجامعة القاهرة، إن زيارة الرئيس السيسي إلى كينيا، تمثل تطورا جديدا في ملف سد النهضة الإثيوبي، وزيادة مساع الدولة المصرية لضمان عدم التأثر بالمخاطر الناجمة عنه، نظرا لأن إثيوبيا وضعت مصر في موقف الدفاع عن النفس فيما يتعلق بأزمة سد النهضة، وعدم جدوى محاولات مصر للحصول على تعهدات كتابية بعدم المساس بحصتها من مياه النيل.

وتابع نور الدين، في تصريحات خاصة لـ"أهل مصر"، إن مصر تحاول كسب دعم ومساندة دول حوض النيل، وهو مايحرص عليه الرئيس السيسي من خلال زياراته المستمرة للدول الأفريقية، كما أن استمرار أثيوبيا في بناء السد وبدء تشغيل أجزاء منه، يضع أعباء ومخاوف جديدة على مصر، وبالتالي تحاول مصر تعزيز الجهود الدبلوماسية لإقناع إثويبيا بالتخلى عن فكرة وجود السد من الأساس، أو للحصول على ضمانات مكتوبة وتعهدات تضمن حق مصر وحصتها من النيل.

وأكد نور الدين، على أن الأيام المقبلة ستشهد زيارات أخرى للرئيس السيسي لدول حوض النيل، للضغط على إثيوبيا في ملف سد النهضة، والتأثير على قراراتها في الأيام المقبلة، مشيرا إلى ضرورة اتخاذ مصر اجراءات أكثر صرامة في هذا الشأن، حتى وإن كان التدخل العسركي الحل الوحيد، محذرا من تخزين المرحلة الأولى للمياه في سد النهضة الأثيوبي والتي تعرض نهر النيل للجفاف، على حد قوله.

وفي سياق متصل، قال الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية، أن زيارة الرئيس السيسي إلى دول حوض النيل، تأتي في إطار التخطيط لتكوين تحالف أفريقي للضغط على الجانب الأثيوبي، ويوجه تهديدات حقيقية لها حول إمكانية التدخل العسكري لإنهاء أزمة سد النهضة، مشيرا إلى أن التخدل العسكري في أثيوبيا سيكون المحطة الأخيرة بعد إثبات عدم جدوى المفاوضات والنقاشات الدبلوماسية، والتأكد من تأثر حصة مصر من مياه النيل.

وتابع فهمي، في تصريحات خاصة، إن الرئيس السيس سبق وتواصل مع دول خليجية، منها السعودية، للضغط على إثيوبيا في ملف سد النهضة، حيث سبق وصرح دكتور مصطفى الفقي، الدبلوماسي السابق، والمقرب من دوائر صنع القرار، إنه أبلغ أحد أبناء الأسرة الحاكمة في السعودية، أن عليهم الضغط على إثيوبيا وتنظيم وفد رفيع المستوى للذهاب هناك وإبلاغ قياداتها بكل وضوح أن خنق مصر بالمياه اعتداء على الخليج كله.

ويقول الدكتور مختار غباشي، نائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن هناك أطرافًا إقليمية ودولية تلعب فى هذه الموضوع على رأسها إسرائيل، موضحًا أن ملف سد النهضة وأزمة المياه تُستخدم بدرجة كبيرة ضد مصر، إما للضغط على المصريين سياسيًا أو التأثير علينا اقتصاديًا، مؤكدا أنه على مصر اتخاذ اجراءات أكثر جدية، بعيدا عن الدبلوماسية المزيفة التي لاتسمن ولاتغني من جول.

وتابع غباشي، أن مصر لو نجحت في إقامة تحالف أفريقي للضغط على أثيوبيا، سيحمل بالتأكيد نتائج أكثر فاعلية وإيجابية على قضية السد، مشيرا إلى أن زيارة الرئيس لكينيا من شأنها التوصل لحلول جزية في ملفات عدة، على رأسها سد النهضة والتنمية الإقتصادية.

يذكر أن الرئيس السيسي كان قد وجه كلمة خلال جلسة نقاشية مع مجموعة من شباب الصعيد بالمؤتمر الثالث للشباب المنعقد بأسوان، عن أزمة سد النهضة، قائلا "أطمئن المصريين بأن الأمور تسير على ما يرام فيما يخص سد النهضة بالتعاون مع أثيوبيا. لا أحد يستطيع العبث بحصة مصر في مياه النيل لأنها مسألة حياة أو موت".

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
بث مباشر مباراة الهلال والعين (1-0) في نصف نهائي دوري أبطال آسيا (لحظة بلحظة) | جووووووووووول الأول للزعيم