اعلان

رغبة في التحرر وخوفا من العنوسة.. فتيات يتزوجن بدون أزواج

رغبة في التحرر من العادات والتقاليد الخانقة أو ربما بسبب الضغوط المجتمعية أو للتخلص من قصة حب فاشلة، تعدد الأسباب التي دفعت العديد من الفتيات في مناطق مختلفة حول العالم من الزواج من أنفسهن، وإقامة حفل زفاف بعضها أسطوري بدون زوج.

العديد من وقائع هؤلاء الفتيات استوحيت أسباب زواجهن من أنفسهن، بعد مشاهدتهن لإحدى حلقات مسلسل " فريندز" حينما كانت مونيكا وراتشيل وفيبي يرتدون فستانين الزفاف البيضاء.

انتشرت في مصر في أواخر العام الماضي دعوة فيسبوكية تجاوبت معها العشرات من الفتيات تدعوهن لإقامة حفل زفاف جماعي لهن مرتديات الفستان الأبيض، بدون زوج، بعدما وجدت العديدات منهن علاقات عاطفية فاشلة في حياتها وزيادة في القناعة أن الحياة بدون شريك أفضل كثيرات.

وهي القصة التي أوحت منذ أيام قليلة للبريطانية "لين جولوجي" 39 عاما، وقررت من فورها الزواج من نفسها قبل أن تقترب من عيد ميلادها الأربعين مع تشجيع والدتها لها وترى أنها فخورة بما تفعله لين وتطلع لحضور زفافها.

والسبب الذي دفع لين للإقدام على هذه الخطوة هو فشلها في العثور على الشخص المناسب، وانتفاء وجود رغبة لديها للدخول في علاقة مع أحدهم، ولأنها حسب موقع ميرور البريطاني وتشعر بالسعادة مع نفسها وتخطط لين لإقامة حفل زفاف في أبريل القادم، وستظهر بفستان زفاف أبيض، وستقضى شهر العسل في مدينة روما الإيطالية.

لين تعمل محللة اقتصادية في ساوث يوركشير البريطانية، قالت إنها لم تعد مهتمة بأية علاقة تجمعها برجل، وهي سعيدة جدًا بأن تكون على طبيعتها ومع نفسها، وأضافت "لن أبقى جالسة أنتظر أي شخص فقط لإرضاء المجتمع، لقد بقيت عازبة لوقت طويل ولم يعد لدي أي اهتمام بأية علاقة".

وفي أكتوبر من 2014، أقدمت بريطانية أخرى على الزواج من نفسها وأقامت حفل زفاف كبير بعد أن أتعبتها حياة العزوبية. وكان الحفل على مستوى عال ولم ينقصه سوى وجود العريس.

جريس جيلدر، أصبحت أول بريطانية تتزوج بهذه الطريقة الغريبة، بعد أن قررت أن تبني علاقة عاطفية مميزة مع نفسها، وأتمت كامل مراسم الزفاف بحضور 50 فردا، بعدما تقدمت لنفسها بطلب الزواج في أحد الحدائق العامة في لندن.

وقالت جريس، إنها فقدت الأمل في العثور على شريك حياتها المناسب، ولم تعد قادرة على تحمل حياة العزوبية، ولم تجد شخصا يستحق أن تمضي معه بقية حياتها سوى نفسها.

واشترت جريس لنفسها ثوب الزفاف، وخاتم الزواج، ورددت عهود الزواج التقليدية مع نفسها، بحضور شقيقتها ومجموعة من أصدقائها، واكتملت المراسم بتقبيلها لنفسها في المرآة. وقالت جريس، لصحيفة الجارديان": "ما فعلته يظهر بشكل كبير حب الإنسان لنفسه واعتزازه بها، وأشعر بالراحة للقرار الذي اتخذته".

وفي يناير من عام 2009 كانت مراهقة هولندية تبلغ من العمر 19 عام اسمها جينفر هويس على موعد زفافها من نفسها لتثبت للناس عشقها للمناحي المختلفة من شخصيتها وأقامت مراسم زفاف كاملة بما فيها فستان الزفاف وشهادة الزواج من نفسها التي تعشقها وقالت: أردت اشراك الاخرين في فرحتي بالزواج من نفسي والانفراد بها الى الابد حتى لا يطمع طامع في منافستي على نفسي التي اغار عليها حتى من نفسي ".

وأضافت أنها تعتبر هذا الزفاف مكافأة للسنوات التي قضتها في صراع بين الجوانب العاطفية والاجتماعية والعملية من شخصيتها، لافتة أنها استطاعت مؤخراَ توحيد النواحي المتأخرة من شخصيتها بعد ان اكتشفت ان الزواج من نفسها هو افضل وانسب وسيلة منطقية للمحافظة على تماسك تلك الاجزاء المتصارعة".

وقد وافق حاكم المدينة على تمثيل دور المأذون رغم ان هذا الزواج لم يتم تسجيله رسميا في السجلات الحكومية وقالت الفتاة انها لا تعتزم الزواج من غير نفسها في مقبل ايامها واضافت "لن اطلق نفسي مهما حدث منها ولا اريد من احد التدخل بيني وبين نفسي لفض النزاعات العائلية فقد آليت على نفسي ان اكون مطيعة لها وان اعمل على ارضائها بكل السبل وفي جميع الظروف".

وفي أكتوبر 2010 وقفت تشين وي ييه التايوانية لالتقاط مجموعة من الصور لها بفستان أبيض فضفاض وتعاقدت مع منظم حفلات زفاف، كما استأجرت قاعة احتفالات لإقامة حفل زواج بمشاركة 30 من الأصدقاء، لكن لا يوجد عريس إذ ستتزوج تشين من نفسها، لعدم انجذابها لأي من الرجال الذين قابلتهم في الوقت الذي تواجه فيه ضغوطًا اجتماعية من أجل أن تتزوج ستقيم تشين (30 عامًا)، وهي موظفة في العاصمة تايبه الحفل الشهر المقبل على شرف شخص واحد.

وقالت تشين "سنّ الثلاثين فترة رائعة بالنسبة لي عملي وخبرتي في وضع جيد، لكنني لم أعثر على شريك فماذا يمكن أن أفعل، لست ضد الزواج آمل فقط أن أتمكن من التعبير عن فكرة مختلفة في إطار التقاليد".

ويأتي حفل زفافها الذي يتكلف 5675 دولارًا بعد دعاية عبر الإنترنت جذبت 1800 تعليقًا تعاطف أغلبها معها. وقالت تشين التي سافرت لقضاء شهر عسل بمفردها في أستراليا إن أمها أصرت في البداية على وجود عريس لكنها قبلت في ما بعد بفكرة "الزواج من نفسها".

وفي يناير 2015 في نيويورك، هذه المرة كانت معلمة أمريكية تدعى "ياسمين إلبي" رفضت أن تظل حبيسة الحلم، حيث قررت الزواج من نفسها، مبررة تصرفها هذا لأنها بلغت الأربعين ووعدت نفسها ألا تكون عازبة بحلول الأربعين حتى لو اضطرت للزواج من نفسها، وفعلًا قامت بتنفيذ وعدها، واحتفلت بحفل زفافها على نفسها في حفل حضره الأهل والأصدقاء.

ولم تغفل ياسمين عن أدق التفاصيل التي تكون موجودة في حفلات الأعراس، بدءًا من وجود الوصيفات، وقيادة والدتها لها في الممشى، وغير ذلك من الأمور المتعارف عليها، ولم يكن ينقص هذا الحفل إلا وجود العريس، وكذلك ارتداء العروس للفستان الأبيض، حيث ارتدت “ياسمين” فستانًا أرجوانيًّا.

الأسباب والحلول

1-بعض الفتيات يتخذن القرار بعدم الزواج بمحض إرادتهن بناء على طريقة تفهمهن للحياة وما يفضلن بها، بينما يتعرض البعض الآخر له بسبب ظروف خارجة عن إرادتهن تحرمهن من هذا الحق الطبيعي.

2-تفقد المرأة أحيانا القدرة على الزواج بسبب ما لديها من توقعات غير واقعية، تحلم بأشياء حالمة في مخيلتها مع أن التعايش بين الزوجين في الحقيقة شيء صعب، وأحيانا يتسم بأنه كريه لما به من جوانب عملية يجب توقعها والقدرة على التعامل معها.

3-المرأة الرومانسية التي تتخيل العلاقة بين الرجل والمرأة مثل علاقات الحب التي تقرأها في الروايات وتشاهدها في الأفلام الغرامية، مما يصعب عليها تقبل الواقع، والحقيقة المؤلمة هنا أن العلاقة بين اثنين لن تكون أبدا مثالية وبنفس الطريقة التي توصف بين سطور كتبها المفضلة مما يصيبها بنوع من اليأس الذي قد يجعل موضوع الزواج هذا شيئًا مستحيلًا بالنسبة لها.

4-تصبح المعادلة بين حياة صحية وتوقعات غير واقعية شيئا يصعب تحقيقه للغاية، وكنتيجة لذلك تواجه هذه المرأة صعوبات البقاء في علاقة زوجية غير ملائمة لتفكيرها ونظرتها الخيالية ويكون أمامها خياران أسوأ من بعضهما: إما أن تتخلى عن الزواج تماما وهذا صعب، وإما أن تتزوج فتواجه مشكلات عدم التكيف وينتهي الحال بها إلى الانفصال وهذا أصعب.

5-البحث الدائم عن عيوب الشخص والشخصية من العادات السيئة، فكلما تقدم لها إنسان واكتشفت به عيبا ما سرعان ما تتركه وتبحث عن غيره ومن هو أفضل منه.

6-تتمتع معظم نساء هذا العصر بالاستقلالية والحرية حيث تملك عملها الخاص ومنه تحصل على مالها الخاص أيضا، لديها شقتها المستقلة وتعيش الحياة بالطريقة التي تحلو لها، وهذا السعي لتحقيق الاستقلال يجعل المرأة تفكر في الزواج من الناحية العاطفية المطلقة؛ لأنها ليست بحاجة إلى من يؤمن لها المال ولا السكن إنما هدفها يكون تأمين الحب والحياة المثالية.

7-كما تلعب هذه الظروف دورا هاما في تخويف المرأة من الزواج حرصا منها على المحافظة على حريتها المطلقة بدلا من أن توقع نفسها ضحية تقديم المبررات وتقيد نفسها حتى تنجح زواجها.

8-تفضل بعض النساء بدء علاقة رومانسية والانتظار حتى تتطور تطورا تدريجيا لتصل إلى مرحلة الزواج، وبهذا يصبح الزواج آخر ما تفكر به وقد يطول الأمر كثيرا ويفقد معناه وأحيانا لا يتم من الأساس.

9-فى أحيان كثيرة يرجع سبب ابتعاد المرأة وخاصة العاطفية عن فكرة الزواج نتيجة لتعرضها أو وقوعها في أخطاء معينة تسببت في فشل علاقتها بمن تحب وبهذا تخشى تكرار تلك المأساة.

10-تهرب بعض النساء من الزواج خوفا من أن تختار الرجل الخطأ وتقع في خطأ فادح والدليل وجود الكثير من قصص الحب التي مررنا نحن أو من هم مقربون لنا بها وانتهت بالفشل الذريع.

11-تعشق بعض النساء الوحدة والانعزال عن الآخرين وتكون متعتهن في قضاء معظم الوقت على انفراد، وعندما ترتبط بشخص ما ترغب في قضاء يوم أو يومين معه ثم تغلب عليهن الطبيعة والرغبة في شيء من الخصوصية، فخصوصيتها بالنسبة لها نوع من الحرية والاستقلال والمرونة.

12-تصيب الزيجات المتعددة المرأة بنوع من البرود نحو الزواج، لما تتعرض له المرأة من خيبة أمل بعد ذهاب زهوة الزواج ومعاناة آلامه التي لا تنتهي.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
سلسلة ألماس للأوائل.. مدرس رياضيات يثير الجدل بحفل تكريم طلابه في كفر الشيخ (صور)