أكد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدرسات الأثرية والنشر العلمى بسيناء ووجه بحري، أن العلاقات الثقافية المصرية الألمانية فى مجال حفائر الآثار عن طريق بعثة آثار المعهد الألمانى بالقاهرة برئاسة الدكتور بيتر جروسمان منذ عام 1986 كشفت عن العديد من الآثار البيزنطية بمصر عامة وسيناء خاصة.
ويضيف الدكتور ريحان أن من ضمن هذه الاكتشافات -من خلال عدة مواسم حفائر عام 1986 وعام 1992 وعام 1995- أقدم كاتدرائية بسيناء أنشئت قبل إنشاء دير سانت كاترين بوادى فيران على بعد 60 كم شمال غرب دير سانت كاترين وتقع هذه الكاتدرائية داخل مدينة بيزنطية متكاملة بتل محرض المجاور لدير البنات الحديث التابع لدير سانت كاترين.
تحوى المدينة آثارًا من القرن الرابع إلى السادس الميلادى شهدت قدوم المسيحيين إليها من أوروبا آمنين مطمئنين على أرض الفيروز ومنهم الراهب كوزماس عام 535م والراهب أنطونيوس عام 565م ولقد التجأ النسّاك إلى وادى فيران وبنوا قلايا من الحجر (مساكن الرهبان) ولجئوا لعدة مواقع بوادى فيران منها وادى سجلية وبه موقع الكرم الذى يرتفع 1200م فوق مستوى سطح البحر وبه دير صغير يحوى أربع قلايا كما تجمع الرهبان بأحد الجبال بالوادى يسمى جبل البنات يحوى دير يطلق عليه دير البنات يعود للفترة من القرن الخامس إلى السادس الميلادى.
ويوضح د. ريحان أن فيران احتضنت فى القرن الرابع الميلادى مدينة أسقفية حولها العديد من القلايا وبها مقعد الباباوية وكان فيها عدة أديرة وكنائس، كما كشفت البعثة الألمانية برئاسة الدكتور بيتر جروسمان وتحت إشراف منطقة جنوب سيناء للآثار الإسلامية والقبطية عن كنيستين كبيرتين وثلاث كنائس صغيرة على جبل شهير بوادى فيران كان مقرًا للنساك الأوائل بسيناء منذ القرن الرابع الميلادى يطلق عليه جبل الطاحونة فى مواجهة تل محرض يرتفع 886م فوق مستوى سطح البحر وقد استخدم فى بناء هذه الكنائس الحجر الجرانيتى الأحمر والحجر الرملى الأحمر المتوفر بوادى فيران مما يدل على التفاعل بين الإنسان والبيئة.
وكشفت البعثة الألمانية عن كنيسة تعود للقرن السادس الميلادى أعلى قبة جبل موسى بالوادى المقدس طوى وقد استكملت هذه الاكتشاف بعثة يونانية كشفت عن جامع فاطمى يجاور الكنيسة.
ويشير د. ريحان لاكتشافات البعثة الألمانية برئاسة د. بيتر جروسمان لآثار دير أبو مينا بمنطقة مريوط 75كم غرب الإسكندرية 60كم جنوب مدينة برج العرب القديمة وهو أول مركز للمقدّسين المسيحيين القادمين من أوروبا لرحلة التقديس إلى سانت كاترين ومنه إلى القدس والدير مسجل كأثر بالقرار رقم 698 لسنة 1956 وسجل كتراث عالمى باليونسكو عام 1979 كما كشفت البعثة عن العديد من الكنائس البيزنطية فى صعيد مصر.
ويطالب د. ريحان بحسن استغلال طريق الرحلة المقدسة للمسيحيين من دير أبو مينا حتى دير سانت كاترين وطول الرحلة فى سيناء وحدها 575كم يمثلها طريقان مشهوران للرحلة المقدسة إلى القدس الطريق الشرقى هو للمسيحيين القادمين من القدس إلى جبل سيناء ويبدأ من القدس إلى أيلة (العقبة حاليًا) إلى النقب إلى عين حضرة ثم وادى حجاج وبه تلال من حجر رملى بها نقوش نبطية ويونانية وأرمينية للمقدّسين المسيحيين حتى سفح جبل سيناء بطول 200كم والطريق الغربى ويبدأ من القدس عبر شمال سيناء وشرق خليج السويس إلى جبل سيناء بطول 375كم وقد كشفت بعثات آثار مناطق سيناء والبعثة الألمانية عن محطات هذا الطريق
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
