اعلان

ضريبة النصر

تفجير الكنائس - ارشيفية

والله أنا فى حيرة من أمرى، اكتب عن ماذا ولمن؟! ومافائدة ما أكتب؟ سيناريوهات تدمير الوطن منذ الخمسينيات واضحة وضوح الشمس، الكل يعلمها، وقد تحدث كل الرؤساء الذين تعاقبوا على حكم البلاد، وتحدث أيضا كهنة العصور وساسة العهود عنها، أعداؤنا فى الخارج معروفون، وفى الداخل منظمون وواضحون وضوح الشمس، وها نحن نرى من خلال ما أوصلتنا إليه الثورة المعلوماتية، ما يحدث فى العالم كله ليلا نهار، رأينا كيف يدار العالم ولصالح من؟! عرفنا من يحكم ويتحكم – من يشعل الثورات ويطفئها، من يهدم ويضرب ويخرب ويدمر، عرفنا أيضا من يتأمر على الوطن، عرفنا من تسبب فى هدم الدولة القومية لضرب الدولة العربية فى عضدها لصالح المشروع الصهيو أمريكى فى المنطقة، اكتشفنا من يحارب بالوكالة لإرضاء السيد الكاوبوى.

أبدا لن أحدثكم عن مخططات تقسيم الوطن فقد عرفتموها وعلم بها الجميع الحابل والنابل من أبناء الوطن الواحد الذين فرقتهم الأهواء والأيدلوجيات السياسية وراحو يكيلون الاتهامات لبعضهم البعض فى وصلات الردح على السوشال ميديا، اتهامات وصلت لحد التخوين - شتائم بأفظع وأقذر الألفاظ مستخدمين من تلك الوسائل منابرا لنشر معاركهم وتشرذمهم وأفكارهم الغريبة ورؤاهم العقيمة –اختلافات من باب المكايدة السياسية ليس إلا – شماتة حتى على أشلاء الوطن فأى شيء لايهم عندهم، سوى أن نرى الخراب لهذا البلد بأى ثمن وكأنهم من بلد أخرى، لايعترفون إلا بما يملى عليهم من سادتهم الممولين من أمراء وشيوخ الحرب.

وللأسف هناك فصيل كبير يؤمن بما يقولون وبما يعتقدون، يسحبون وراءهم جيوش جرارة من الجهلة و"المعاتيه" الذين ظنوا أنهم خبراء استراتيجيين، ومحللين ومنظرين، يفهمون فى كل شيء، وهو الأمر الذى أوصل البلاد إلى هذا الوضع المتردى فى كل نواحى الحياة، لذلك فالحل الوحيد من وجهة نظري الصبر على هذا الجيل من "المعاتيه" حتى ينتهى، لأنك لاتستطع تغيير بوصلة تفكيره، أو اللعب فى أدمغته، لأنه مستفيد بشكل كبير من الصراع الدائر، فهو فى مأمن ومعزل عن الخطر، بحكم مايصله هو ومن معه من مدد ودعم خارجى، فكيف تنتظر منه أن يكون معك؟!

عودة للحل من وجهة نظرى المتواضعة وقبل عرض الحل لابد وأن أذكر بأن ماحدث من تفجيرات، راح ضحيتها عدد كبير من "المصريين" ماهو إلا ضريبة نصر كبير حققته قواتنا المسلحة على مجموعات كبيرة سخر لهم التنظيم العالمى لتخريب واحتلال البلاد كل سبل الدعم لتوطينهم فى أغلى بقاع الأرض "سيناء" أرض الأنبياء ومهد الديانات، نصر- جعلهم يفرون إلى الدلتا والصعيد كى يثبتوا بقاءهم بأجندات استعمارية بحتة لم ترى سوى توجيههم نحو استهداف الإخوة المسيحيين بغرض النيل من وحدة الشعب واستقراره بهدف ضرب السياحة والاقتصاد، وأيضا - زعزعة الأمن والاستقرار الداخلى وإحداث فوضى فى الجبهة الداخلية، وإثارة غضب الإخوة المسيحيين من أجل إشعال نيران غضبهم على مؤسسة الرئاسة التى يستهدفها أعداء الخارج والداخل معا، لكن ماحدث لن يزيد المصريين بجميع طوائفهم إلى الإصرار والعزيمة، ومواصلة الزحف نحو بناء وطن عربى كبير من المحيط إلى الخليج، ويؤكد على أن الحل يكمن فى مشروع جامع لمواجهة الدعشنة والعربدة الدولية المساندة للإرهاب، هذا المشروع لابد وأن يدار بشكل مؤسسى، كما أعلنت مؤسسة الرئاسة عنه، فإنشاء المجلس القومى لمكافحة الإرهاب حل يراد له آليات عمل وأيضا قادة على أعلى مستوى من التفكير العلمى المدروس بحيث تنتشر لجانه فى كل أرجاء الوطن لدراسة الظاهر ووضع الحلول غير التقليدية، حتى ننقذ الوطن بأكمله من الاستنزاف الصهيونى لمقدراته وخيرت شبابه.

أخيرا.. الاهتمام بالتعليم وتنشئة الأجيال وعودة التربية الوطنية للمدارس وحسن اختيار المعلمين الوطنيين أهم من كل الحلول.

عاشت مصر حرة مستقلة.

[email protected]

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً