اعلان

وكيل الأزهر: نحتاج إلى مواقف مشتركة من أجل إسعاد البشرية

الدكتور عباس شومان

قال الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر الشريف، إننا نحتاج إلى مواقفَ جِديةٍ مشتركة من أجل إسعاد البشرية، لأن العالم اليوم يعلق آمالًا كبيرة على المؤسسات الدينية الرسمية من أجل نشر الخير وتعزيز السلام، والأزهر الشريف يعمل بجميع هيئاته التقليدية وآلياته المستحدثة على نشر وسطية الإسلام، ويبذل مبتعثوه المنتشرون فى أنحاء العالم جهودًا حثيثة من أجل تحقيق السلام، وترسيخ القيم الإسلامية السمحة، ومواجهة الفكر المتطرف.

وأشار شومان فى ختام مؤتمر دور المؤسسات الدينية فى عمليات بناء السلام والحوار بلبنان، إلى أن الأزهر الشريف يوفد بالتنسيق مع مجلس حكماء المسلمين "قوافل سلام" تجوب العالم، وتخاطب الناس بلغاتهم، من أجل تصحيح المفاهيم المغلوطة، وتوضيح الصورة الحقيقية للإسلام فى مواجهة ظاهرة الإسلاموفوبيا، فضلًا عن جولات الإمام الأكبر شيخ الأزهر التاريخية فى أوروبا وآسيا وأفريقيا من أجل تعزيز السلام، وترسيخ قيم التسامح والتعايش بين مختلِف الشعوب، وحماية الإنسان - على اختلاف دينه أو عِرقه أو ثقافته - من العنف والتطرف، والقضاء على الفقر والجهل والمرض، وإقناع صناع القرار العالمى بتبنى ثقافة الحوار لحل المشكلات العالقة أو الناشئة، وتعزيز ما من شأنه نشرُ هذه الثقافة بين أتباع الأديان، ومن أجل ذلك فقد منح فضيلته صلاحياتٍ واسعةً لمركز الأزهر لحوار الأديان لتعميق ثقافة الحوار وقبول الآخر، وفتح قنوات اتصال مع المراكز المهتمة بالحوار فى مختلِف دول العالم، بهدف تعزيز التفاهم وتعميق التعاون وتكثيف الحوار البنَّاء مع أتباع مختلِف الأديان والثقافات فى العالم.

ويجرى العمل الآن على إصدار دورية عن مركز الأزهر لحوار الأديان باللغة العربية والإنجليزية والفرنسية والألمانية، لتصحيح المفاهيم المغلوطة، وتوضيح الصورة الحقيقية للإسلام.

وأضاف وكيل الأزهر، إن الأزهر الشريف قد حقق نجاحاتٍ كبيرةً داخلَ مصرَ وخارجَها، من خلال إقامة حوارات دينية حضارية حقيقية، راعت الضوابط العلمية، وحافظت على ثوابت الدين، وكان لها نتائج ملموسة على الصعيد الوطنى والعالمي.

ومن هذه الحوارات على سبيل المثال (الملتقى الدولى الأول للشباب المسلم والمسيحي)، الذى عُقد فى أغسطس الماضى بمشاركة وفد من شباب الأزهر الشريف ووفد من مجلس الكنائس العالمي، يضم نحو أربعين شابًّا وفتاة يمثلون طوائف وجنسيات مختلفة، وقد تحاوروا لمدة يومين فى قلب مشيخة الأزهر حول دور الأديان فى بناء السلام ومواجهة التطرف.

وكان لمركز الأزهر لحوار الأديان دور رائد فى هذا الإطار سيتوج نهاية هذا الشهر بتوقيع ميثاق السلام بين الأزهر والفاتيكان خلال الزيارة التاريخية المرتقبة للبابا فرانسيس، وهو ما يعد خيرَ شاهدٍ وأوضح دليلٍ على أهمية التعاون والترابط بين المؤسسات الدينية فى تعزيز السلام.

وتساءل شومان، في ختام مؤتمر دور المؤسسات الدينية في عمليات بناء السلام والحوار بلبنان: "كيف نعمق التواصل والترابط بين المؤسسات الدينية الرسمية فى عالمنا العربى والإسلامى بما يسهم فى تحقيق السلام، وحماية شبابنا من الانخراط فى أفكار جماعات التطرف أو الإلحاد، ووقف مخططات دولية خبيثة تهدف لتدمير مستقبل شعوبنا، وتهديد أمن أوطاننا، وزعزعة استقرار مجتمعاتنا؟".

وأضاف: "في اعتقادي، إن ذلك لن يتحقق إلا بإنكار الذات، وإعلاء المصلحة العامة على المصالح الخاصة، والبناء على ما هو قائم اليوم من التعاون والتواصل بين المؤسسات الدينية الرسمية المعتبرة فى عالمنا العربى الإسلامى وفى العالم كله للوصول إلى ما ننشده من ترابط وتكامل، مع الالتزام بمنهجنا الإسلامى القائم على الوسطية والاعتدال، والفهم الصحيح لنصوص الأديان، وترسيخ قيم التعددية وقبول الآخر، وتحقيق المواطنة الكاملة بين أبناء الشعب الواحد".

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً