اعلان

"أهل مصر" ترصد المحاصيل المستهلكة للمياه.. زراعة "كيلو قطن" بـ20 ألف لتر مياه.. والقصب 8 آلاف لتر مكعب للفدان.. و"البحوث الزراعية": درسنا "العجز المائي" قبل أزمة "سد النهضة"

المحاصيل المستهلكة للمياه

في الوقت الذي تلوح فيه أزمة سد النهضة الإثيوبي في الأفق، ويزداد احتياجات المصريين لمياه نهر النيل، تعمل العديد من الجهات في مصر على تخفيض استهلاك مياه خلال الشرب أو الزراعة، ومع هذا مازالت وزارة الزراعة ووزارة الري لا تجرم أو تقنن مساحات زراعة المحاصيل المستنزفة للمياه، ومع كل عام عند زراعة محصول الأرز تصدر بيانات من الحكومة بتجريم الزراعة فى غير الأماكن المخصصة لها وتفرض غرامات على الفلاحين، ثم يتم رفعها، وكل هذا بسبب عدم وجود خطة استراتيحية بديلة لدى المسؤولين لتعويض الفلاحين مكسب وربح هذه الزراعات المرفوض زراعتها للحفاظ على مياه الرى.

وترصد "أهل مصر" من خبراء المحاصيل المستنزفة للمياه وكمية المياه المهدرة خلال زراعتها وعائدها المادي على الفلاحين والدولة، في التقرير التالي..

- زراعة كيلو قطن تحتاج إلى 20 ألف لتر مياه:

وقال الدكتور أسعد حمادة رئيس الحملة القومية للقمح ومدير معهد المحاصيل بوزارة الزراعة، إنه من المحاصيل الشرهة للماء نبات القطن، حيث أنه يستوجب لإنتاج كيلو جرام واحد من القطن، 20 ألف لتر من الماء، وعلى الوجه الآخر كيلو جرام من القطن يمكنه تصنيع قميص واحد، ويأتي في قائمة المحاصيل المستنزفة للمياه هو الأرز الذي يلزم لإنتاج كيلو جرام واحد منه استهلاك من 4 آلاف لتر ماء.

وأشار حمادة خلال تصريحات خاصة لـ"أهل مصر" إلى أن من ضمن المحاصيل المستهلكة للمياه بشراهة، هو نبات قصب السكر أو نبات البنجر، وكلاهما من المحاصيل الشرهة للماء، حيث يتم استهلاك 2 طن من الماء لإنتاج كيلو جرام من السكر بصورته النهائية التي يستخدمها المصريين في منازلهم، كما يأتي ضمن القائمة محصول العنب الذى يستهلك 116 لتر من المياه لإنتاج ذلك العنقود الصغير، وبخلاف هذا يستهلك محصول الذرة 2 مليون و400 ألف لتر من المياه لرى 4 آلاف متر مربع من أرض مزروعة بمحصول الأرز.

- "البحوث الزراعية" تستهدف سلالات ذات استهلاكات منخفضة:

وأكد الدكتور كميل متايوس، وكيل مركز البحوث الزراعية السابق، أن خريطة مركز البحوث تستهدف استنباط أصناف وسلالات وهجن للمحاصيل الزراعية ذات استهلاكات مائية منخفضة ومبكرة فى النضج لتوفير المياه، وكذلك تستهدف استنباط أصناف مقاومة للملوحة والجفاف وارتفاع درجات الحرارة والتغيرات المناخية مع إدخال محاصيل تساعد على خصوبة الأراضي وتحسن خواصها مثل البرسيم الفحل وغيره، هذه كلها أهداف لبرامج التربية فى كل المحاصيل الزراعية.

وأشار متايوس في تصريحات خاصة لـ"أهل مصر" أن الخطة البحثية لمركز البحوث الزراعية تضع في حسبانها قضية العجز المائى منذ زمن حتى قبل ظهور مشكلة سد النهضة وتأثيراته على حصة مصر من المياه القادمة إلى النيل،‮ ‬لافتا النظر إلى أن الأرز من المحاصيل المستهلكة للمياه حيث‮ ‬يحتاج الفدان إلى‮ 6 آلاف لتر مكعب لمدة ‬160‮ ‬ يوما بالأرض‮، وبفضل الأبحاث الزراعية تم إنتاج أصناف تمكث‮ ‬125 ‬يوما مما خفض الاستهلاك المائى إلى 6 آلاف لتر مكعب.

- احتياج فدان قصب السكر للمياه تراجع لـ8 آلاف متر مكعب:

‬ومن جانبه أكد الدكتور علي إبراهيم الخبير الزراعي، أن احتياجات فدان قصب السكر تراجعت من‮‬11‮ ‬ ألف متر مكعب إلى 8 ‬آلاف متر مكعب ‬حاليا نتيجة البحوث العلمية، وهذه الأصناف المنزرعة حاليا وفرت للدولة مليار متر مكعب مياه من خلال مساحة القصب التى تصل‮ ‬325 ‬ألف فدان.

وإضاف إبراهيم، أن زراعة مساحة هكتار واحد من محصول الموز تتطلب 62 ألف متر مكعب من المياه في حال تم الري بالغمر، بينما يحتاج إلى 24 ألف متر مكعب في حال تم الري بالتنقيط، وبخلاف هذا فإن العائد من محصول الموز لكل متر مكعب ماء تحت نظام الري بالغمر يبلغ من 100 إلى 200 جنيها، فيما يبلغ العائد المحقق تحت نظام الري الحديث بالتنقيط من 200 إلى 400 جنيها، وبهذا نكتشف أن العائد من كل متر مكعب من المياه المستخدم في الإنتاج تحت زراعة الموز قليل جدا.

وأشار إبراهيم إلى تأثير سد النهضة على الزراعة المصرية، وحرمانها من رى‮ ‬2 ‬مليون فدان، ليس صحيحا لأن إيراد النهر وميزانية بحيرة ناصر وتصريف مياه السد العالى ستكون تحت السيطرة بحيث تتفادى أى مخاطر متوقعة لسد النهضة أثناء فترة الملء والتشغيل حتى فى حالة إصرار إثيوبيا على‮ 3‮ ‬سنوات.

وقال الدكتور نادر نور الدين، خبير الزراعة والري، إن المشكلة الكبرى ليس فى الفلاحين الذين يزرعون هذه المحاصيل المستنزفة للمياه، بل المشكلة فى الوزارات المعنية التى لا توجد بديل للفلاحين لترغيبهم فى العزوف عن زراعة هذة المحاصيل.

وأكد نادر نور الدين خلال تصريحات خاصة لـ"أهل مصر" يجب أن تترابط الوزارات المعنية ببعضها لمنع زراعات هذة المحاصيل، وفى نفس الوقت رفع سعر شراء المحاصيل الأقل استهلاك للمياة ليتم إقبال الفلاحين على زراعتها نظرا للعائد المادى لها، ولابد من زيادات غرامات الزراعات المخالفة للأرز والقطن وخلافة.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً