اعلان

آخرها مقبرة "تونا الجبل".. 6 اكتشافات أثرية هامة في عام واحد

صورة ارشيفية
كتب : أحمد سعد

تواصل وزارة الآثار جهودها، للكشف عن مزيد التماثيل والمقابر والمقتنيات الأثرية من حينِ لآخر، ليس لمجرد عودة السياحة إلى ما كانت عليه، بل لتحقيق قفزة هائلة في الثروة السياحية ومردوداتها المالية التي ما زالت تتضاءل منذ العام 2015 بسبب توالي الحوادث الإرهابية.

وأعلن وزير الآثار المصري خالد العناني عن تفاصيل الكشف الأثري الجديد في منطقة تونا الجبل بالمنيا، وذلك خلال مؤتمر صحفي حضره سفراء صربيا، والبرازيل والمجر، وبلجيكا.

وتمكنت بعثة الآثار المصرية بجامعة القاهرة بالتعاون مع وزارة الدولة لشؤون الآثار، من كشف النقاب عن واحدة من أهم مقابر الآثار التي تعود للعصر اليوناني الروماني ومحتوياتها.

وتعتبر المقبرة المكتشفة من العصر اليوناني المتأخر وهي لكهنة الإله "جحوتي"، خاصة أن ما عُثر فيها يدل على أن المدفونين بها من طبقة كهنوتية ومن علية القوم.

وأشار وزير الآثار المصري إلى أن أهمية الكشف ترجع إلى أنه الأول في المنطقة منذ أعمال التنقيب التي تمت في الفترة من 1930 وحتى 1950 والتي كشفت حينها عن جبانة الطيور والحيوانات.

كما وصف العناني الاكتشاف بأنه إضافة جديدة إلى مجموعة الاكتشافات الأثرية التي شهدتها مصر في الآونة الأخيرة وكان آخرها محتويات مقبرة "أوسرحات" بمنطقة ذراع أبو النجا بالأقصر".

بدوره أوضح صلاح الولي أستاذ الآثار بجامعة القاهرة ورئيس البعثة المصرية أن الكشف في منطقة تونا الجبل بالمنيا أظهر وجود مجموعة من الدهاليز تؤدي إلى سراديب عثر بداخلها على 17 مومياء بالإضافة إلى عدد من التوابيت الحجرية غير المنقوشة وتابوتين من الفخار بهيئة آدمية، أحدهما كامل والآخر به كسور، كما عثرت البعثة على برديتين بالخط الديموطيقي، إضافة إلى شريحة من الذهب.

وترصد "أهل مصر" أبرز اكتشافات وزارة الآثار خلال العام الحالي، ومنها..

_أعلنت وزارة الآثار، مارس الماضي، اكتشاف غرفة دفن كاملة وبحالة جيدة لشقيق أحد حكام جزيرة "إلفنتين" جنوبي البلاد، تعود إلى أكثر من 3800 عام.

وقال محمود عفيفي، رئيس قطاع الآثار، في بيان، إنه "تم اكتشاف غرفة دفن كاملة وسليمة لشقيق أحد أهم حكام جزيرة ألفنتين (لم يحدده) من عصر الأسرة الثانية عشرة (1991 - 1783 ق.م)".

وأضاف أنه تم العثور على الغرفة الأثرية "أثناء أعمال الحفائر التي تقوم بها البعثة الإسبانية التابعة لجامعة خايين في منطقة قبة الهوى الأثرية، غرب مدينة أسوان".

ووصف "عفيفي" الكشف الأثري بـ"الهام ليس فقط لثراء الدفن، ولكن لأنه يلقي الضوء على الأفراد الذين كانوا تحت ظل السلطة والذين لا تتوافر عنهم الكثير من المعلومات".

من جانبه، أوضح نصر سلامة، مدير عام منطقه آثار أسوان، أن "القطع التي عثر عليها داخل حجرة الدفن فريدة، لأنها تحتوي على جميع الأثاث الجنائزي للمتوفى".

_في منتصف مارس الجاري، كشفت البعثة الفرنسية بالتعاون مع منطقة آثار الدقهلية، بقعة ثقافية، بمنطقة تل السمارة، تعود لعصر المعادن، وبوتو ونقادة، من 5 آلاف سنة قبل الميلاد.

وقال سالم البغدادي، مدير منطقة الآثار بالدقهلية، إنه تم اكتشاف أدوات صيد، ومطحنة حبوب، وبعض أحجار العقيق، وهى من أقدم الآثار، وتعد أصل الحضارة المصرية، وعمرها 5 آلاف سنة قبل الميلاد.

وتابع البغدادي، إنه جاري تحليل الحفريات والأحجار لمعرفة عمرها بالتحديد، خاصة أنه تم اكتشف أداة الهامور، والتي تعود للأسرة الفرعونية الأولى، وسوف يعقد مؤتمر صحفي للكشف عنها.

_في العاشر من مارس الجاري، أعلنت وزارة الآثار، عن كشف أثري كبير في منطقة سوق الخميس في حي المطرية الشعبي في القاهرة.

ويتمثل الاكتشاف في العثور على تمثالين ملكيين يرجع تاريخهما لنحو 3250 عاما قبل الميلاد، ويعتقد أنهما أكبر تمثالين مكتشفين بالمنطقة حتى الآن.

ويعود أحد التمثالين للملك سيتي الثاني، وهو مصنوع من الحجر الجيري بطول 80 سنتيمترا، ويتميز بجودة الملامح والتفاصيل.

أما التمثال الثاني للملك بسماتيك الأول، وهو من الأسرة 26، وحكم مصر لمدة 54 عاما.

ويباشر فريق من باحثي الآثار الإيطاليين، المرحلة النهائية مما يمكن أن يكون الكشف الأثري الأكبر في القرن الحادي والعشرين، وهو الوصول إلى قبر الملكة الفرعونية نفرتيتي في منطقة وادي الملوك الأثرية بمصر.

وأعرب فرانكو بورسيلي مدير فريق الآثار في جامعة تورين، عن قناعته بأنهم دخلوا المرحلة النهائية في المشروع، وأن عملية تصوير قبر توت عنخ آمون الابن ستنتهي خلال فترة قصيرة، ما يمكن أن يكشف السر الذي طال البحث عنه، وهو قبر الملكة نفرتيتي.

وقال بورسيلي إنهم "يجرون الآن عملية البحث الراداري على عمق 32 قدمًا في الصخر، وأن عملية البحث الحالية تختلف نوعيًا عن عمليتين سابقتين جرتا خلال القرن الماضي وفشلتا في التوصل لقبر الملكة التي كانت قبل 3300 سنة ساعدت على ما وصف بأنها الثورة الدينية الأولى".

وذكر موقع "ديلي بيست" الإخباري، أن "الوصول إلى قبر نفرتيتي سيمحو ما بقي عالقًا من جملة أسرار بشأن الأسرة الثامنة عشرة في التاريخ الفرعوني، والتي احتلت فيها نفرتيتي موقعًا أساسيًا أختلف المؤرخون في تحديده بدقة".

وأفادت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، بأن "العثور على قبر نفرتيتي سيمنح مصر قفزة هائلة في الثروة السياحية ومردوداتها المالية".

_اكتشاف مقبرة أثرية تعود للعصر الفرعوني بقنا

وفي الخامس من فبراير الماضي، اكتشفت منطقة آثار محافظة قنا، مقبرة أثرية تعود للعصر الفرعوني بقرية حمرة دوم التابعة لمركز نجع حمادي شمال المحافظة.

وقالت مصادر صحفية، إن المقبرة وجد بداخلها ممياوات تماسيح، ورؤوس حيوانات ولفائف كتان وبعض الأدوات المستخدمة في التحنيط.

أضافت المصادر، أن المقبرة ترجع للعصور القديمة، ضمن آثار الملك فاوتو والملك أيدو، وتم إعداد قائمة بما تم العثور عليه داخل المقبرة، ويعكف رجال منطقة الآثار على إرسالها لوزارة الأثار بالقاهرة.

_مطلع فبراير الماضي، كشفت بعثة أثرية يابانية عاملة في مصر، عن مقبرة جديدة في منطقة الخوجة بالبر الغربي في الأقصر، تعود إلى عصر الرعامسة، لشخص يُدعى (خونسو) كان يشغل منصب الكاتب الملكي.

وعصر الرعامسة هو تسمية لفترة في تاريخ مصر القديمة، وتحديدًا في عصر الدولة الحديثة، تضم الحقبة الزمنية للأسرتين التاسعة عشرة والعشرين، وتسمي ملوكها باسم رمسيس.

وقالت وزارة الآثار المصرية في بيان لها، إنه تم اكتشاف المقبرة أثناء أعمال المسح والتنظيف الأثري التي تقوم بها البعثة إلى الشرق من الفناء الأمامي لمقبرة (أوسرحات)، أحد كبار رجال الدولة في عهد الملك أمنحتب الثالث.

ونقل البيان عن مدير البعثة "جيرو كوندو" قوله: "أثناء القيام بتنظيف الجزء الشرقي من الفناء الأمامي لمقبرة (أوسرحات)، تبين وجود فتحة كبيرة منحوتة في الجدار الشمالي، الأمر الذي دفع أعضاء البعثة للدخول في هذه الفتحة، حيث اتضح بعد ذلك أنها تصل للجدار الجنوبي من الصالة المستعرضة للمقبرة الجديدة التي تخص (خونسو)".

وأضاف أن هذا الكشف ينبئ أنه لا تزال هناك مقابر أخرى بالموقع تخص كبار رجال الدولة الحديثة لم يتم الكشف عنها بعد.

وتحتوي المقبرة المكتشفة على عدد كبير من المناظر والنقوش الهامة، منها منظر موجود على الجدار الشمالي من باب المدخل، يصور مركب الشمس للمعبود (آتوم رع)، ويتعبد له أربعة من قردة البابون، وأمامه يوجد عمود رأسي من الكتابة الهيروغليفية.

وأشار "كوندو" إلى أنه من المرجح الكشف عن مزيد من المناظر في الحجرة الداخلية للمقبرة والمغطاة الآن بكتل حجرية كبيرة.

_في الثاني عشر من يناير المنصرم، اكتشفت بعثة سويدية علمية مجموعة من 12 مقبرة أثرية منحوتة في الصخر، تعود إلى عهد الملكين "تحتمس الثالث" و"أمنحوتب الثاني" في عصر الدولة الحديثة في تاريخ مصر القديمة.

وأتي الاكتشاف خلال أعمال حفائر أثرية تجريها في منطقة جبل السلسلة بمحافظة أسوان جنوبي مصر.

وأشارت وزارة الدولة لشؤون الآثار المصرية إلى أن المقابر المكتشفة تحتوي على رفات حيوانية، وبقايا هياكل عظمية بشرية لأفراد من عائلة واحدة على الأرجح، مع اختلاف العمر والجنس.

ويفيد الاكتشاف في تعميق الدراسة حول مدى التقدم الطبي والرعاية الصحية الذي توصلت إليه مصر القديمة في ذلك الوقت، وكذا الكشف عن معلوماتٍ جديدةٍ بشأن المنطقة المكتشف فيها المقابر وأهميتها التاريخية.

وتتكون المقابر من غرفة أو غرفتين، اكتُشف بداخلها أيضا أجزاء من توابيت حجرية وفخارية، وأخرى من الكارتوناج، لحفظ المومياوات، فضلا عن وجود بعض الحلي والتمائم القديمة.

كما استُخدمت المقابر المكتشفة كمدافن للحيوانات، إذ عُثر بداخل بعضها على هيكل عظمي كامل لتمساح، وبقايا عظمية لخراف، وماعز، وأسماك من نوع البلطي النيلي.

وقالت مديرة البعثة الأثرية التابعة لجامعة لند السويدية، ماريا نلسون، إن دراسة هذا الكم المكتشف من الرفات والعظام البشرية أظهرت وجود ثلاثة أساليب مختلفة متبعة في الدفن، وهي طريقة الدفن داخل قبو منحوت في الصخر، أو داخل مقبرة تغطيها الأحجار، أو وضع المتوفى ملفوفا بمنسوجاتٍ داخل تابوت خشبي.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً