اعلان

بالأصول تحيا الأمم

رقم كبير قد يصل لمليار ونصف المليار هو ميزانية إنتاج مسلسلات رمضان هذا العام، والنتيجة النهائية من وجهة نظرى لم ينجح أحد، فالساحة الدرامية فى رمضان 2017 تحولت لأعمال فنية رفعت شعار "للكبار فقط "، وهو ما دفع القنوات الفضائية لوضع لافتة +18على تلك المسلسلات، لتنويه العائلات إلى أن هناك ما يعرض، ومن الممكن أن يؤثر على الأطفال، فلا الأسر التزمت، ولا الأطفال عن المشاهدة امتنعت، ولا الرقابة لدورها مارست، وملئت مسامعنا جميعًا بوابل من الألفاظ الخارجة، وعميت عيوننا بالمشاهد الخليعة، وكأن الكل رفع برقع الحياء.

فكان زنا المحارم "لأعلى سعر"، وبالألفاظ والمشاهد الخارجة "لا تطفئ الشمس"، وبجرأة الملابس لن تكون أبدًا "الحرباية"، فالحرباء تغير جلدها ولا تعرى جسدها، وبالإساءة لبعض المهن المحترمة لن تصعد كصاروخ "أرض جو"، فكل المهن والحرف الشريفة لها احترامها وتقديرها، وبالحيل والخديعة والاستعانة بالمشعوذين والدجالين لا تستطيع إصلاح الكون ولو بــ "عفاريت عدلى علام".

بينما ارتبط عدد آخر من الأعمال الدرامية فى رمضان هذا العام بأحداث الواقع الذى نعيشه من أحداث إرهابية متلاحقة، ف"غاربيب سود" كان يجسد شكل الحياة داخل تنظيم داعش الإرهابى، و"الجماعة 2" كان استكمالًا للجزء الأول، يكشف فكر الإرهابية ونشأتها، ويبدأ مسلسل "وضع أمنى" بعمل إرهابى خسيس تفخيخ مستشفى بمرضاها، وفى مشهد حشو فى منتصف حلقات مسلسل "كلبش" تظهر جماعة متطرفة.. وغيرها من الأعمال الأخرى، وكأن المؤلفين كانوا مجتمعين على "ريش كافيه" مثلًا يحدثون أنفسهم أو بعضهم البعض، فأرى أن معظم صُنّاع الدراما أدمغتهم محدودة ويقتبسون أفكارهم من البوتقة نفسها، وكأن مجتمعاتنا العربية غير ثرية بمواد صالحة لتقديم أفكار جديدة خارج الصندوق غير تلك التى “اتهرست” عشرات المرات.

فيا أولى الأمر ويا متخذى القرار ويا صناع الدراما.. ارحمونا يرحمكم الله، فالبذاءة والخلاعة والتكرار والنمطية والتشابه قد يعصف بصناعة الدراما فللعبة أصول.. وبالأصول تحيا الأمم على طول.

[email protected]

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً