اعلان

عفوا سيدى الرئيس.. لم تصل الرسالة بعد!

لدينا مشكلة كبيرة حول علاقتنا جميعًا بالإعلام، إذ شاهدنا الرئيس وهو يتحدث عن ملف الإعلام بقوة ويشدد عليه، وبرأيى هو أكثر رئيس جمهورية يضع للإعلام مكانة خاصة فيما يتعلق بالمسار المتجهة له البلد وحربها على الإرهاب، منذ كان وزيرًا للدفاع، ثم فى حملته الانتخابية، ثم فى كل ما يخص القضايا التى عاصرتها مصر فى عهده، ففى بداية الشهر الماضى وخلال المؤتمر الذى شهده الرئيس حول موقف الدولة بشأن التعديات على أراضيها، وقف شاب مطالبًا بضرورة تدخل الدولة لوقف المهازل التى تعرض على الشاشات، حينها وجه الرئيس رسالة إلى الإعلاميين والقائمين على صناعة الإعلام فى مصر قائلًا: "يا ريت الرسالة تكون وصلت، فأنا لم أقل شيئًا، ومن قالها شباب مصر الخائف على بلاده".

عفوًا سيدى الرئيس فالرسالة لم تصل لهم بعد، فهم صمٌ بكمُ عمى لا يبصرون ولا يسمعون، بل يخاطبون الناس على غير قدر عقولهم، وأصبح الإعلام المصرى هو المتهم الأول والأخير فى تصدير حالة اليأس للجماهير، وفقد دوره البناء فى المجتمع مخالفًا ما يقوم به من رسالة سامية وبناءة فى الدول الأخرى، وبممارسات مقصودة أو غير مقصودة تبعد عن الرسالة الحقيقية للإعلام من بناء وتنوير المجتمع، وتجعل من الشاشات بيئة خصبة للشتائم والسباب والتخوين وتبادل الاتهامات، فهذا يصرخ، وذاك يشعلل، وتلك تولول، والمشاهد بينهم حائرٌ، حتى ضيوفهم ذوى رابطة العنق المزركشة يتنقلون بين برامجهم كفتيات الليل، اللاتى يبحثن عن ليلة حمراء يقضونها بين أحضان من يدفع أكثر.

عفوًا سيدى الرئيس، فالرسالة لم تصل لهم بعد، فما زالوا يبحثون هم وضيوفهم عن الإثارة والبلبلة والتهويل والتخوين، متناسين أصول المهنة وموضوعيتها، محطمين أمامهم قواعد اللعبة، ضاربين عرض الحائط برسالة الشاب الذى استنجد بك مؤخرًا لضبط إيقاع المنظومة، حتى مجلس مكرم الموقر وهيئتى زين وكرم المحترمتين لم يؤتوا ثمارهم بعد، ولا يزالون يبحثون عن دور وسط حطام الفوضى الإعلامية التى نعيشها حتى الآن.. فيا أولى الأمر ويا متخذى القرار ويا صناع الإعلام فى مصر.. أفيقوا يرحمكم الله وخاطبوا الناس على قدر عقولهم وعوا أصول اللعبة، فللمهنة أصول.. وبالأصول تحيا الأمم على طول.

[email protected]

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً