اعلان

بطل من سيناء (3).. "حكاية ضابط زفته الملائكة".. نبوءة الشهيد "أبو شقرة" تحققت.. وآخر رسالة لوالدته: "ادعيلي أخلص مصر من اللي عايزين يوقعوها" (صور)

الشمس حارقة والعرق يتساقط من جبينه، ولكنه قرر أن يحمي وطنه مهما كلفه الأمر، تمسك بسلاحه وخاض معركة مع عناصر إرهابية، في شمال سيناء، مع مرور الدقائق وجد أن الإرهابيين يحاصروه من كل مكان، وبدأت رصاصات الغدر تغزو جسده ليسقط شهيدًا، في يوم التاسع من يونيو عام 2013.

ترتفع درجات الحرارة أيضًا، بينما تسابق خطيبة الشهيد محمد أبو شقرة، الزمن للتحضير للزفاف الذي طال انتظاره، فلم يتبقي إلا عشرين يومًا على زواجها من النقيب محمد أبو شقرة، الضابط بمكافحة الإرهاب الدولي بجهاز الأمن الوطني، فقررت أن تتصل بها لتطمئنه أن تجهيزات الفرح تمت على أكمل وجه، ولكن هذه المكالمة حطمت حلم زوجها من حبيبها، عندما رد عليها شخصًا آخر، وأخبرها أن حبيبها سقط شهيدًا. 

البطولات لا تنتهي في سيناء، هي مسلسل طويل أبطاله رجال القوات المسلحة، يسطرون حلقاته بدمائهم من آن لآخر، وفي الوقت الذي يسود فيه الصمت ويشتد فيه سواد الليل، تعلو أصوات المدافع والأسلحة الثقيلة، معلنة عن بطولة جديدة لأحد قوات الجيش المصري، تقوي عزيمة الشعب المصري في حربه ضد الإرهاب، وتنال من الروح المعنوية لما تبقى من فلول الإرهاب بسيناء.وتنشر "أهل مصر" على مدار عدة حلقات، حكايات لأسود من الجيش المصري في سيناء، قدموا دمائهم رخيصة، وسجلوا بطولات لن تمحى من الذاكرة بمرور الوقت."على أد ما فرحت إني خلفتك وربنا رزقني بيك عشان تكون سندي في الدنيا على أد ما قلبي اتوجع لما اتحرمت منك".. لم يكن هذا جزءًا من سيناريو فيلم حزين، لأم فقدت ابنها، بل لأم وضعها القدر أن تعيش يومًا لم ترى في قسوته، حينما حضرت جنازة ابنها الشهيد، ولم تكن قادرة إلا أن تعبر عن حزنها الشديد بهذا الكلمات.وتروي والدة الشهيد أبو شقرة، أن ابنها كان مثالًا للشهامة والطيبة وحب الوطن، معبرة عن خسارتها له في الدنيا ولكن فاز بالآخرة، داعية الله أن يغفر له ويحتسبه من الشهداء، لأن الله أرحم عليه منها، قائلة: "يارب أنت أرحم على ابني مني.. صبرني وارزقه الجنة من أوسع أبوابها".وتابعت "سعاد" والدة الشهيد "اللي مصبرني أنه شهيد.. ومحدش فينا هيسيب حقه مهما عدت الأيام.. بس كفايا أن مصر فيها ناس بتحبها ومستعدة تضحي بنفسها عشان تحميها"، مضيفة: "محمد كان حاسس أن هيحصله حاجة، وفي الفترة الأخيرة كان على طول يقولي خدي بالك على نفسك يا أمي وادعيلي أعرف أخلص مصر من الناس اللي عايزين يوقعوها"."ربنا اختار ابني عشان يحمي البلد من ناس قلوبها متعرفش الرحمة"، بهذه الجملة أثبتت والدة الشهيد تماسكها وصبرها على فراق الشهيد أبو شقرة، الذي استشهد على يد مجموعة من العناصر الإرهابية في مدينة العريش.وعبرت سعاد عن أن حياتها أصبحت بدون فرحة أو هدف منذ أن استشهد البطل محمد أبو شقرة، قائلة: "أنت دبحتني يا محمد لما مشيت وسبتني ومش عارفة أعوض غيابك"."نفسي في يوم أحلم بيك عشان وحشتني يا نور عيوني"، بهذه الجملة افصحت سعاد والدة الشهيد عن ما تتمناه يومًا من الله، مضيفة: "مفيش يوم بيعدي إلا وبفضل ادعي أشوف ابني محمد.. مكنش ليا غيره وموته كسرني.. أنا مش زعلانة أن ربنا اختاره عشان يستشهد، أنا بس الفراق هو اللي مخلي قلبي مش عارف يهدأ.. الضنا غالي ومحمد كان كل حاجة ليا في الدنيا".ويروي اللواء سيد عبد العزيز، والد الشهيد، طبيعة عمل نجله قبل استشهاده، ويقول: "محمد مكنش تبع سيناء هو ضابط في الأمن الوطني في وحدة إنقاذ الرهائن، وكان لازم يروح مع الفرقة اللي راحت عشان يحرروا الـ7 جنود اللي اتخطفوا".وتابع والد الشهيد: "ابني استشهد قبل فرحه بـ20 يوم بس، أنا اتكسرت لما اتحرمت منه، كان نفسي أحضر فرحه وأشيل أولاده زي أي أب بيتمني يشوف أحفاده ويفرح بيهم بس حرموني من كل حاجة لما قتلوه"."خطبية محمد كلمتني الساعة 12 ونص بالليل وقالت يا بابا أنا كلمت محمد وواحد رد عليا قالي إنه اضرب بالرصاص وفي المستشفى.. اللحقنى مش عارفة اعمل إيه"، بهذه المكالمة بدأت عائلة الشهيد محمد أبو شقرة تواجه حقيقة استشهاده.وعاد سيد أبو شقرة بذاكرته إلى اللحظة التي وجد نفسه فيها أمام المشرحة لمعاينة جثه نجله الشهيد، فيقول والحزن يحطم فرحته بنجله: "محمد اضرب 3 رصاصات في كتفه اليمين و3 رصاصات غيرهم في ضهره وواحده في جنبه".ويروي أحد أصدقاء الشهيد محمد أبو شقرة جزء من حياة الشهيد المدنية، قائلًا: "محمد عمري ما شوفت واحد بيحب الخير زيه.. كان بيوزع شنط رمضان وبيزور دور الايتام والمسنين"، مضيفًا: "محدش فينا هيسيب حقه لحد ما نموت لإنه كان بطل بجد".

لقراءة الحلقات السابقة

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
وزير الخارجية: التوترات الإيرانية الإسرائيلية حولت أنظار العالم عن معاناة غزة