اعلان

حكايات "رجالة بتاكل عيش" في عربات السيدات بالمترو.. "مصطفى": "أنا على باب الله ومبجيش جمب حد".. و"محمود" بعد طرده: "ببيع مش بعاكس" (معايشة)

على أكتافهم حقائب ممتلئة بأنواع البضائع المختلفة، ما بين ملابس وأدوات تجميل ونظافة، تختلف نياتهم، ولكن ظاهرهم واحد، السعي في طلب الزرق، متخذين عربات المترو سوقًا متنقلًا لهم، فينتقلون من عربة لأخرى، ولكن في عربة السيدات يختلف الأمر، فالزحام داخل العربة يدفع السيدات إلى التذمر من وجود رجال، حتى لو كانوا بائعين.ترصد "أهل مصر" في هذا التقرير، عددًا من المواقف التي يتعرض لها البائعون الرجال، داخل عربات المترو المخصصة للسيدات..يلصق محمد مصطفى جسده النحيل بباب إحدى عربات السيدات بالخط الأول لمترو الأنفاق "المرج - حلوان"، خوفًا من إزعاج الراكبات من وجوده في العربة المزدحمة.. ينادي بأعلى صوته: "فوط للمطبخ يا مدام.. قطن والسعر ٧ جنيه بس"، فتنظر سيدة طويلة القامة ترتدي ملابس فضفاضة، وتحمل في يدها اليمنى حقائب كثيرة، إلى"الفوط" التي يتحدث عنها البائع، وتقول" وريني كده نوعية الفوط دي"، فيسرع محمد الذي يبلغ من العمر ٢٩ عامًا بإعطاء "الفوط" إلى سيدة بجانبه لتعطيها لأخرى إلى أن تستقر في يد المرأة صاحبة الملابس الفضفاضة، لتبدأ في فحصها، وتقول بعد دقائق: " ماشي هشتري ٣". يحاول "محمد" الذي يحمل بين ذراعيه علبة كبيرة من "فوط المطبخ" أن يمر بين السيدات، أملًا في عرض بضاعته على أكبر عدد منهن، فتعلق فتاة في العشرينيات من عمرها على فعله هذا وتقول: "أنا مش عارفة إيه قلة الذوق دي وراجل بيعمل إيه وسط الحريم"، ليرد عليها: " أنا على باب الله يا آنسة ومجتش جمبك.. ربنا يحفظ طريقك"، فتخجل الفتاة من دعوة البائع وتدعه يمر.وفي عربة سيدات أخرى يستقر عبد الباسط محمد، الرجل صاحب اللحية الخفيفة والبشرة القمحية، يحمل في يده أنواع مختلفة من "الإكسسوارات"، يوزعها على الراكبات فور دخوله العربة، ويظل يتنقل بين راكبة وأخرى عارضًا بضاعته التي يقول إنها من تصميمه، ويحاول أن يقنع الكثير منهن بالشراء." الـ٣ أساور بعشرة جنيه بس.. والبضاعة من تصميمي"، تلك هي الجملة التي اعتاد على تدرديدها في عربات السيدات، فمرة يجني من ورائها مئات الجنيهات خلال اليوم الواحد.. ومرات أخرى لا يوفقه الحظ.أما عن عفيفي أحمد، صاحب العشرين عامًا، الذي يحمل سماعات للهواتف الذكية، ويقف في عربة سيدات شبه فارغة، وينادي قائلًا: "سماعات يا آنسة.. سماعات يا مدام.. ده بـ١٠ جنيه بس"، فتلتفت له العديد من الفتيات، منهن من تنظر إلى السماعة التي تستقر في يده، ثم تعاود النظر في هاتفها، ومنهن من تطلب منه تجربة السماعة لشرائها.يسارع "عفيفي" الذي يظهر على وجهه الملامح الأوروبية، إلى فتاة جالسة على إحدى مقاعد عربة السيدات بالمترو، واضعة ساقًا فوق الأخرى، بمجرد أن نطقت قائلة: "وريني كدة السماعة الصفراء لو سمحت"، لتبدأ في فحصها ثم تجربتها إلى أن تأكدت أنها مطابقة لهاتفها، فتخرج من حقيبتها التي تشبه جلد النمر 100 جنيه، لكن رد "عفيفي" كان: "ممعيش فكة والله يا آنسة".قرر "عفيفي" الذي أصابته رعشة في يده اليسرى من كثرة حمل الحقائب، أن ينادي بأعلى صوته داخل عربة السيدات، ويقول: "حد معاه فكة"، ولكن الصمت هو الرد الوحيد الذي وجده، فاسترد بضاعته من الفتاة ورد اليها أموالها، وتوجه سريعًا خارج عربة المترو الذي قد وصل إلى محطة غمرة، دون أن يبيع أي شئ، حاملًا هم مصاريف زوجته وطفله الذي لم يتعدي عمره الشهرين.وفي عربة كتب عليها من الخارج "للسيدات فقط"، يقف محمود عبد الخالق، وهو يحاول أن يوازن نفسه أثناء سير المترو، خوفًا من الميل على الراكبات، يحمل في يده "أكياس" من الشيكولاته، ويحاول أن يبيعها إلى السيدات، ولكن الحظ لم يحالفه طويلًا، فتمايل جسده على سيدة يظهر عليها الوقار وكبر السن، فاعتدل في وقفته مرة أخرى فور إحساسه بما حدث."بيع باحترام وإلا هبهدلك"، تلك هي الكلمات التي علقت بها السيدة التي تقف في عربة السيدات بالمترو، بعد تمايل محمود عليها، ليرد عليها قائلًا: " أنا آسف يا أمي"، ويعود لمباشرة عمله، ولكن الحديث تناقل بين السيدات داخل العربة عما حدث، ووجد "محمود"، أن نظرات السيدات له تحولت إلى اتهام بعد أن كانت عطف."اتفضل أنزل حالًا دي عربية سيدات"، بتلك الكلمات التي وجهتها فتاة، ترتدي فستان أخضر اللون، إلى "محمود"، أصبح وجوده داخل العربة، مثير للقلق، فقرر أن يخرج على الفور ويبيع في عربة الرجال، ويقول: "مين من الرجالة هيشتري شيكولاتة.. ده حاجات الستات هي اللي بتحبها.. لكن يلي أروح أبيع في عربية الرجالة ورزقي على الله".

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً