اعلان

عن عاصمة "الشهداء" والمتحدث الرسمي

مهما كتبت الأقلام وأبدعت لن تستطيع وصف اللحظات الإنسانية الحزينة و المريرة التي عشناها جميعاً يوم 21 أكتوبر 2017 جراء حادث "الواحات البحرية"،الذي إستشهد فيه 17 بطل من أبطال الشرطة المصرية أثناء مداهمة مركز تدريبي مجموعة من العناصر الإرهابية،بالكيلو 135 بطريق الواحات فعقب إصدار وزارة الداخلية بيانها الأول عن قيامها بمداهمة دون ذكر أية معلومات أو تفاصيل سادت مصر حالة من الفزع والخوف الممزوجة بالترقب والتساؤل في إنتظار أية معلومات توضح ماذا جري خاصة وبعد صمت وسائل الإعلام وصفحة وزارة الداخلية وكأن شيئاً لم يحدث فهرول الجميع لمواقع التواصل الإجتماعي بحثاً عن معلومة واحدة تغني من جوع حتي أصدرت الداخلية بعدها بيان توضيحي .

لست خبيراً أمنياً أو محلل إستراتيجي لكي أقوم بتحليل موقعة "الواحات" أو حتي أية عملية بطولية تقوم بها الدولة بشكل عام في حربها علي الإرهاب ولست أيضاً الأكثر خوفاً وحرصاً علي أبناء وزارة الداخلية أو حتي أكثر فهماً ولا أريد أن أحمل الدولة أو وزارة الداخلية أكثر من طاقتها ولا أريد أن أخوض في صحة معلومات كارثية تم تداولها علي مواقع التواصل الإجتماعي وإجتهاد البعض في الحصول علي تفاصيل ومعلومات بعد البيان "المبهم" ونشرها لتحدث حالة من الحزن والألم المضاعف فأنا مجرد مواطن مصري له قلب يشعر وعين تري وأذن تسمع ويتفاعل مع ما يحدث حوله في المجتمع،وما حدث في ذلك اليوم ألمني بشدة ككل المصريين.

جعلني أتساءل وأيضاً أطالب أين المتحدث الرسمي لوزارة الداخلية وهل في ظل الحرب الإعلامية الموجهة ضدنا من الخارج وحرب المعلومات والجيل الرابع وسرعة نقل المعلومات لا تستوجب وجود هذا الدور ليكون هو المصدر الأول المنوط به إصدار البيانات والتعامل مع وسائل الإعلام كالمتحدث الرسمي للقوات المسلحة بدلاً من حالة التضارب والإجتهادات الإعلامية لبعض الأشخاص التي فتحت الباب علي مصراعيه للجميع للإدلاء بدلوه دون حساب لضرر المعلومة التي ينشرها أو التحليل و"الفتي" وعواقبهما

ستظل تلك الفترة من عمر مصر محفورة في الذاكرة فقدر الله لمصر أن تخوض حرب ضروس ضد الإرهاب ولكنها ستظل صامدة بتضحيات أبناءها من شهداء الشرطة والجيش وإخلاص كل فرد يعمل بجهد وأمانة من أجلها ومهما زادت المحن ومهما تألمت ستنتصر في نهاية المطاف فمن جعلها متماسكة شامخة وسط منطقة تتساقط فيها الدول واحدة تلو الأخري سيجعلها تنتصر في نهاية المطاف لذلك أطالب بتسمية العاصمة الإدارية الجديدة بإسم "عاصمة الشهداء" تخليداً للشهداء وعرفاناً بما قاموا به من بطولات وربما بعضها لا نعلم عنها شيئ لتكن في المستقبل رمز لوطن ضحي وحارب وإنتصر وقام ببناء مدينة حضارية بجهود وتضحيات أبناءه المخلصين.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً