اعلان

طارق شوقي ومجانية التعليم.. محاولات حثيثة لإلغائها.. وخبراء: يعتبر نفسه وزيرًا للأغنياء فقط

دائما ما ينسى الدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، المدارس الحكومية وما تمر به من كوارث بسبب عدم الاهتمام من قبل الوزارة وبسبب سوء الحالة التعليمية بها مع وجود كثافات عالية مع إهمال في الصيانة وعدم المتابعة، بجانب عدم النظر للمناهج التعليمية وما يوجد بها من أخطاء.

إلا أنه لا ينسى الحديث عن مجانية التعليم وما تسببه بجانب عدم مقدرة الوزارة بدفع ما يحتاجه التعليم من تطوير في ظل وجود تلك المجانية، الأمر الذي أصاب أولياء الأمور بحالة ذهول بسبب ما يجدوه من اهمال في المدارس الحكومية وعدم اهتمام أو بسبب عدم النظر إلى مشاكل التعليم الحكومي إلا أنهم يجدوا الأمر في أولويات الوزير عندما يرغب أن يثبت للجميع أن مجانية التعليم هي سبب ما وصل إليه حال التعليم في مصر، بجانب اهتمامه المبالغ فيه بالمدارس الاستثمارية والتي تخدم من يستطيع ان يدفع فقط حتى أصبحت لدينا طبقة بلا صحة ولا تعليم طبقة أصابها الفقر فباتت فريسة سهلة للجميع ينتقص حقهم دون أن يستطيعوا الحديث.

من جانبه قال خالد صفوت مؤسس جروب ثورة أمهات مصر على المناهج التعليمية" أحد الجروبات التعليمية على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك": إن الدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم من قبل توليه الوزارة لديه مخطط لم يطرحه على المجتمع ولم يطلعنا إلا على مجموعة أفكار حول رؤيته لتطوير، وفكر الوزير في التطوير يعتمد اعتماد كلي على التكنولوجيا فهو يرغب في أن يقوم بعمل دمج ما بين التعليم والتكنولوجيا، فعليه أن يحول التعليم الكتابي إلى تعليم رقمي وذلك يحتاج إلى مبالغ كبيرة جدا ومصر في ظل تلك الظروف الاقتصادية غير مهيأة لمثل هذا النظام، فلا يوجد ميزانية متوفرة لتطبيق هذا النظام.

وأضاف صفوت: كان هناك مشاجرة بين أعضاء لجنة التعليم بمجلس النواب ومع المهندس شريف إسماعيل رئيس الوزراء بسبب إقرار ميزانية التعليم كاملة وفقا ما يقره الدستور بأن تكون الميزانية بنسبة 4% من الناتج القومي للدولة، الأمر الذي قوبل بالرفض من رئيس الوزراء، فما يخصص للوزارة كان لا يتعدى الـ1.5 % وتم التوصل في نهاية الأمر إلى رفع ميزانية الوزارة إلى 100 مليار جنيه بدلا من 80 مليار وذلك بداية من العام المالي القادم.

من الصعب تنفيذ فكر طارق شوقي

وتابع مع هذا الرقم يصعب تنفيذ فكر الدكتور طارق شوقي، مما جعله يفكر في طرق بديلة، وكيف يوفر هذه الأموال دون أن تتحملها الدولة، وفي إحدى الجلسات التي يحضرها الدكتور طارق شوقي في مجلس النواب وتم دعوتنا لحوار مجتمعي داخل المجلس، تم توجيه سؤال لنا من قبل الدكتور جمال شيحة، قال هل مستعدين تساعدوا كأولياء الأمور في التطوير؟ وكان جوابنا عليه " مش جميع أولياء الأمور يستطيعون المساعدة والدفع"، فقال لنا ماذا ينقصكم للمساهمة في العملية التعليمية، فكان الرد ينقصنا الثقة الغائبة ما بين المسئول وولي الأمر، فنحن كأولياء أمور نفقد الثقة فيما بيننا وبين المسئولين فبالتالي لا نستطيع المساهمة إلى إذا كان هناك جسور ثقة بيننا.

وأشار مؤسس الجروب التعليمي إلى أن من ضمن الأفكار البديلة لدى الوزير لتنفيذ خطته، من خلال توفير النفقات والتقشف داخل الوزارة وصل إلى درجة حديثة عن توفير الأموال من خلال عدم طباعة الكتب التي تكلف 2 مليار جنيه كل سنة، من أجل توجيههم إلى نوعية أخرى من التعليم، بالإضافة إلى تصريحاته أنه لا يستطيع توفير تابلت لكل طالب، قائلا لو نظرنا إلى أن كل طالب يحتاج إلى تبلت يبقى مش هنعمل حاجة، وهنا الوزير يقصد أن يتحمل الطالب نفقة تلك الأدوات سواء كان تبلت أو أي جهاز أخر.

الوزير رفض مجانية التعليم بالمدارس اليابانية

ولفت صفوت إلى أن الوزير قام برفض مجانية التعليم بالمدارس المصرية اليابانية والتي تم إنشاءها بمنحة كاملة من دولة اليابان، حيث اشترطت اليابان أن يكون التعليم بتلك المدارس بشكل مجاني كامل، إلا أن الوزير خالف ذلك مما تسبب في وجود مشكلة بين ممثلي الجايكا اليابانية وبين الوزير على تحديد مصروفات لهذه المدارس، الأمر الذي انتهى إلى تحديد مصروفات دراسية من 2000 إلى 4000 جنيه، مما جعلها تتحول من مدارس مجانية إلى مدارس استثمارية.

المدارس الحكومية بيهرب منها المدرسين

فيما بدأت سمية سمير مؤسس جروب "نبني بلدنا بتعليم ولادنا" أحد الجروبات التعليمية على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" حديثها بالعديد من الأسئلة موجهة لوزير التربية والتعليم، قائلة: الدكتور طارق شوقي نريد أن نعلم عن أي تعليم مجاني تتحدث؟ عن المدارس الحكومية التي تصل كثافة طلابها ل100 طالب ويهرب منها المدرسين وإن لم يهرب فهو يهين ويضرب الطلاب مما يضطر الطلاب بأخذ الدروس الخصوصية لديه؟.

وأضافت أن الوزير يتحدث عن المدارس التجريبي التي تقارب مصروفاتها 1000 جنيه ولا ندري ماهو مصير تلك المصروفات في مباني متهالكة وفصول مكدسة والمدرسين غير كفء ويعملون بوظائف إضافية داخل المدرسة كشئون طلبة وشئون إدارية + تحمل الأهالي تكلفة الزي والتعاقد علي التوصيل لأبنائهم.

معاون الوزير الأسبق: التعليم حق مجاني للجميع

من جانبه قال طارق نور الدين، معاون وزير التربية والتعليم الأسبق، إنه لا ينكر أحد أن دستور 2014 أكد أن التعليم حق مجاني للجميع، وعلى الدولة أن تكفل تعليم مجاني لكل طفل، ومن هنا على الحكومة ومسئوليها أن يلتزموا بمادة الدستور التي تؤكد على المجانية وأن تكون متاحة للجميع بتعليم عالي الجودة.

وأضاف نور الدين في تصريح خاص لـ"أهل مصر"، "رؤيتي الشخصية خلال الفترة الماضية لوزارة التربية والتعليم كانت ترتكز حول علاج وتطوير المدارس الدولية والمدارس الخاصة، مشيرا إلى أن هناك ابتعاد ملحوظ عن المدارس الحكومية على الرغم من أننا لدينا ما يقرب من 53 ألف مدرسة حكومية بالمقارنة بنسبة ضعيفة جدا من المدارس الخاصة والدولية.

وأوضح، أن الدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، محق في جزء ومخطئ في جزء أخر، فهو محق في أن التعليم الأن ليس مجاني، ويقصد بذلك أن أولياء الأمور يدفعون مليارات الجنيهات في الدروس الخصوصية وبالتالي التعليم أصبح غير مجاني، ولكن التقصير الموجود لدى الوزير أنه ترك الأصل وانشغل بالفروع، فترك أصل التعليم و90 % من المجتمع والمدارس الحكومية وانشغل مع الاستثمار والمدارس الدولية والخاصة وخلافه.

علينا أن نلتزم بالدستور

وتابع معاون وزير التربية والتعليم الأسبق، لكي تكون هناك حالة رضى من الشعب ويكون هناك التزام بالدستور، علينا الوقوف مع الطبقة المتوسطة والفقيرة ويجب علينا أن نجعلهم يلاحظون التغير، فجميع قرارات الوزير على أساس أن جميع طبقات المجتمع عالية وذات اقتصاد عالي، حديثه دائما يدور حول أن جميع المدارس مدارس دولية وهذا غير صحيح، فالحديث عن بنك المعرفة أو نظام الثانوية العامة الجديد يعتمد على التكنولوجيا والحاسب الآلي، فعلى الوزير أن يعلم أن هناك أطفال تذهب إلى المدارس بدون حذاء، عليه أن يعلم بأن هناك أطفال لا تجد مقاعد بالمدارس للجلوس عليها، هناك فصول بها 120 طفل داخل فصل واحد هناك مدارس بلا كهرباء أو مياه، تلك الأمور جميعها تحتسب على الوزير فيجب عليه أن يؤكد لنفسه وللحكومة أن هناك مجانية للتعليم وذلك من خلال الاهتمام بتلك الطبقات.

خبير تربوي: الوزير ضد مجانية التعليم

بينما أكد الدكتور كمال مغيث الخبير التربوي، أن الدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، ضد مجانية التعليم، ولكنه يبحث عن صيغة لكي يجعل من يستمع إليه يتقبل كلامه، مؤكدا على أن ذلك نموذج للرأسمالية المتوحشة، والتي لا تراعي عقد اجتماعي ولا قوانين ولا عدالة اجتماعية ولا توزيع الأعباء المعيشية بالعدل، وهذا يعد نموذج للرأسمالية المتوحشة والتي تتخذ شعارا رئيسيا لها "اللي ممعهوش ميلزموش".

وأشار الخبير التربوي في تصريحات خاصة لـ"أهل مصر" إلى أن وزير التربية والتعليم قال في وقت سابق "مفيش حاجة ببلاش"، مضيفًا أنه لن يستطيع أن يكون ضد مجانية التعليم بسبب نص الدستور والذي يعطي الحق لكل مواطن في أن تكفل له الدولة الحق في التعليم دون مقابل، ولكن ينتهي الأمر إلى وجود نوعان من التعليم، الأول تعليم جيد بشكل فعال يوصل الطالب إلى الجامعة، وهذا لمن يمتلك المال سواء من خلال المدارس الخاصة أو الدولية أو يستطيع الذهاب للدروس الخصوصية، أما النوع الثاني، وهو لعامة الشعب، الذين لا يقدرون على تكاليف التعليم فلا يجدوا أمامهم إلا التسرب من التعليم أو يحصلوا على مجموع ضعيف في الثانوية العامة فيبحثوا عن المعاهد الخاصة أو التعليم الفني، وهذا الأمر يخلق لدينا طبقتين طبقة متعلمة وطبقة أمية.

وتسائل "مغيث"، قائلا الوزير بيقول الأهالي بتصرف، نريد أن نعلم بيصرفوا من فين؟ واحد دخله في الشهر 2000 جنيه ميكفوش فول وطعمية، موضحًا وزير التربية والتعليم وزير للأغنياء فقط، ومشفنهوش بيتكلم عن المدارس الحكومية لكنه دائما يتحدث عن المدارس اليابانية، ومدارس النيل ومدارس التكنولوجيا والعلوم ويكتفي بذلك.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً