اعلان

قرى الأسياد والسحرة.. الأسعار تبدأ من 500 جنيه للحجاب وتصل لـ 20 ألف جنيه لفك الأعمال..وتأخر الزواج بـ 250 جنيها.. و2000 جنيه للإنجاب

لم يقف التطور التقني وانتشار التعليم العالي، ووجود مؤسسة عريقة مثل الأزهر الشريف في هزيمة الجهل والخوف والتعلق بالوهم والتصدي لمافيا الدجالين والمشعوذين الذين يستقطبون ضحاياهم مستغلين انقطاع الأمل بهم.

تحول السحر والشعوذة إلى تجارة رابحة تحقق أموالا طائلة لشيوخ النصب، ومافيا لها فروع وأذرع في كل زقاق وحارة، وفي الشوارع الفقيرة في قرى الصعيد راجت تجارة هؤلاء من جيوب الباحثات عن الإنجاب والراغبات في رد الحبيب، أو حتى هؤلاء الذين يريدون أن يؤذوا آخرين بعمل السحر لهم.

"أهل مصر" تبحرت في العالم المخيف للسحرة والمشعوذين؛ للتعرف عن قرب عن غيهم وحيلهم وأسعار علاجهم الوهمي.

ـــ قبائل الجن في أسيوط

السحر والشعوذة والدجل خرافات وجدت تربة صالحة للانتشار في قرى الصعيد منذ سنوات طويلة وترسخت مع زيادة نسبة الجهل والفقر بين المواطنين، حتى صارت مصدر رزق وفير للنصابين.

وأجرى المركز القومى للبحوث الاجتماعية، دراسات اثبتت ميول المصريين للدجالين والشعوذة، خاصة في الصعيد حيث أكثر من 29 خرافة يؤمن بها المجتمع الصعيدي ..والطبقة الوسطى بالمدن 42% يقابلها في الريف 47%..

وأشارت الدراسة إلى انسياق المواطنين وراء الدجالين والخرافات لعلاج مرضاهم.

محافظة أسيوط من بين المحافظات التي ترتفع بها نسبة الدجل والشعوذة، خاصة بعد حريق عزبة الجمايلة التابعة لقرية العفادرة بمركز ساحل سليم، واتهام الأهالى للجان بالتسبب بتلك الحرائق والمجهول الذي يشعل لهم بيوتهم بشكل غريب ومرعب أصاب الجميع بالهلع ودفعهم لمغادرة منازلهم والنوم في العراء؛ خوفا من اشتعال النيران ليلا بأطفالهم وذويهم في واقعة هي الأغرب من نوعها.

أحد الأهالى قال "فوجئنا باشتعال النيران بأحد أحواش الماشية وتمت السيطرة على الحريق بمشاركة الأهالي والاعتقاد ان الحريق بسبب لهو الأطفال، وفي اليوم الثاني وجدنا الأمر نفسه يتكرر ووجدنا النار أشد ضراوة من اليوم الأول فقمنا بالاتصال بالمطافئ والتي حضرت علي الفور وبدأ الأهالي في إخماد الحريق".

"الشرطة ألقت القبض علي الجيران بعد فترة بتهمة قيامهم بالتنقيب عن الآثار بالمنزل الذي يجاور الحوش وتطايرت الأخبار بأنهم قاموا بإحضار بعض الدجالين العرافين والروحانيين والذين قاموا بحبس جن وهو ما ترتب عليه هجوم قبيلته وقيامها بإشعال النيران بالمنزل والمنازل المجاورة".. هكذا استرسل المواطن.

وأضاف أنهم لم يهتموا بهذا الكلام لتناقضه مع العقل حتي فوجئوا بالنيران تشتعل للمرة الثالثة وأخبرهم رجال الحماية المدنية أنهم لن يحضروا مرة أخرى؛ لأن هذا الحريق غريب، خاصة أن الأشياء التي تشتعل فيها النيران مبللة وباتت مليئة بالماء ثم أخبرهم "شيخ" أن الأمور ستستقر تماما؛ لأنه تم عقد مصالحة مع الجن وتم استرضاؤهم، والغريب أن ما قاله هذا الشيخ تحقق حيث هدأت الأمور تماما وظلت الدهشة تتملكهم جراء ما حدث.

تناقلت أخبار الشيخ (ف.ط.و) الذى ينشر الدعايات بقدرته على العلاج الروحانى بمركز البدارى، وتوافد العشرات على منزله وأصبح الحجز قبل الزيارة بشهر، تناقل الناس سيرته لقدرته على اختراق الحواجز بأنه طبيب روحانى وليس دجالا.

"عندما تدخل الى حجرته فى الطابق الأرضى ينتظره عشرات المرضى كان المنظر غريبا وتتكدس الكتب الخاصة بالعلاج الروحانى وعلى الحوائط أرقام وطلاسم مخيفة وصور، وعندما تطلب منه توقيع الكشف الروحانى يصر على دفع رسوم الكشف أولا؛ لأنه لا يأخذ شيئا من هذه الأموال، وإنما تذهب إلى الجان الذين يعملون معه".. هكذا وصف أحد الأهالي منزل الروحاني.

وأكد أنه قادر على ربط الرجال وفك الربط الجنسى ومعالجته للمشاهير ورجال الأمن ويتردد عليه بشر من كل الأجناس.

ومن جانب آخر حكى أحد أولياء الأمور أنه اضطر للذهاب لدجال بعد معاناة ابنه في الامتحانات بالصداع الدائم، ولم يستجب لعلاج الأطباء فذهب للشيخ "عرفه"، الذي قام بقراءة بعض الكلمات وأعطاه حجابا يلازمه أثناء مذاكرته ومعه مسكا أبيض للتطيب منه طوال الوقت ودهانا للرأس والعين إذا شعر بأى إرهاق وأخذ 500 جنيه نظير ذلك.

ـــ مافيا بيع الوهم في قنا.. 300جنيه بداية لـ«الفيزيتا»

ينتشر العشرات من الدجالين في أنحاء متفرقة من مدن ومراكز محافظة قنا، وذلك بغية النصب على المواطنين الذكور منهم والنساء، للعلاج من المس والجن، والعلاج من العقم وتأخر الإنجاب، وذلك في مقابل أموال يحصلون عليها دون حق.

من جانبه يقول أنور علام، أحد اهالى مركز فرشوط شمال المحافظة، إن هناك العديد من الدجالين وأصحاب الشعوذة الذين ينتشرون في أنحاء متفرقة بالمحافظة، وذلك للنصب على المواطنين خاصةً السيدات منهم أملاً في الحصول على أموال بطريقة غير مشروعة.

ويضيف علام لـ"أهل مصر" إن انتشار الدجالين وأصحاب الشعوذة بسبب الجهل الثقافي لدى العديد من المواطنين خاصةً النساء منهم، منوهاً الى ان الدجالين لا يمتلكون شيئاً سوى النصب والكذب باسم الجان والشياطين على المواطنين.

فيما أشار عاطف المحمدي، أحد اهالى مركز دشنا شمال محافظة قنا، أن الدجالين والمشعوذين ينتشرون بالقرب من أضرحة ومقامات أولياء الله الصالحين بالمحافظة، خاصةً ضريح العلامة القناوي عبد الرحيم القناوي، ويحاولون إيهام المواطنين بطرق الدجل والشعوذة.

وتابع المحمدي أن مختلف المقامات الخاصة بأولياء الله الصالحين المنتشرة في قرى ونجوع محافظة قنا، تكتسي بالدجالين والمشعوذين الذين يعملون على إيهام المواطنين، لافتاً الى ان الدجالين يستخدمون عصابات يعملون معهم لإقناع المواطنين بأشياء ليس لها أي شيء من الصحة إطلاقاً.

وأكد أن الدجالين يعملون مثل الأطباء، حيث يقومون بالكشف الطبي على المواطنين، مثلما يفعل الأطباء، ويعتبر لهم أموالاً مخصصة للكشف الأولي تبلغ 300 جنيهاً، وذلك في بداية تعارفه علي المواطنين، ومن ثم يبدا النصب وبطلب مبالغ أكبر.

ونوه أن الدجالين يعملون أمام المارة والمواطنين، ولهم مناطقهم واماكنهم المعروفة سواء في مركز قنا أو مركز أبوتشت شمال المحافظة، أو مركز فرشوط، او مركزي دشنا والوقف، ومراكز نقادة وقوص وقفط جنوبي المحافظة.

محمود عاطف، موظف بمركز نجع حمادي شمال قنا، قال أنه منذ قرابة 10 أشهر ذهبت زوجته إلى أحد الدجالين من أجل العلاج من العقم وتأخر الانجاب، خاصةً أنه متزوج منذ قرابة 6 سنوات لكنه لم ينجب حتى الآن، وذلك بعدما عرفت زوجته أن هناك احد الدجالين يساعدون على العلاج من العقم.

وتابع عاطف لـ"أهل مصر" أن زوجته ذهبت الى الدجال الكائن في مركز أبوتشت، وفي أول اللقاء طلب منها 300 جنيه في مقابل الكشف عليها ، وبعد ذلك طلب 10 آلاف جنيه في مقابل أن يساعدها في الانجاب.

وألمح الزوج، أنه بعد الاتفاق معه على المبلغ المطلوب، وتسليمه المال، بالفعل بطنها حدث بها انتفاخ وذهبت إلى احد الأطباء لتلقي الكشف الطبي، لتكتشف انها ليست حاملا، ولكنه استخدم الجان والعفاريت لتكبير بطنها من أجل ايهامها انها حامل .

ــــ شيوخ "اللانجيري" بالبحيرة

في البحيرة تروج بضاعة الدجالين الذين يقصدهم أصحاب الحاجات من كل حدب وصوب، حتى وإن وقعوا ضحايا لمشعوذ عديم الضمير.

" مني. م. ع "إحدى الضحايا النصب من الدجالين قالت إنها كانت تعاني من عدم الخلفة، وظلت سنوات تتعالج حتى نصحها أحد الجيران بالذهاب إلى أحد الدجالين في قرية تابعة لمركز شبراخيت، مشيرة الى جارتها أكدت لها أن احدى قريباتها ظلت تعاني من عدم الانجاب 10 سنوات، حتى كرمها الله بعد ذهابها إلى الشيخ "سعدون"، المشهور بالتخصص للنساء فقط الذين يعانون من عدم الإنجاب.

وأكدت الزوجة أن الأمل عاد لها مرة ثانية بعد اتفاق جميع الأطباء أن إنجابها مستحيل الحدوث، لافتة أن جارتها أكدت عليها أن أهم شرط عند الشيخ سعدون عدم إخبار الزوج بالذهاب إليه حتى يتم الحمل. قائلة: "وافقت طبعا وبدأت اتفق مع جارتي على الميعاد المناسب مع مواعيد خروج زوجي للعمل"، لافتة أنها ذهبت للشيخ وكان يتجمع عند منزله سيدات والكل كان يشهد أن من يدخل لهذا الشيخ مكسور الخاطر يخرج حامل، فرحت الطفل في بطن والدته، بعد الانتظار لمدة أربع ساعات تم حجز موعد الدخول للشيخ بعد اسبوع.

تابعت السيدة الحديث، مشيرة أنه بعد مرور أسبوع قصدت منزل الشيخ مع جارتها وعند الدخول سألها بعض الاسئلة عن حياتها، لافتة أن الشيخ أجاب على معظم الأسئلة التي وجه إليها، ثم بعد ذلك كتب بعض الطلبات لكي تحضرها في المرة القادمة، و"كانت الطلبات غالية الثمن وصل المبلغ إلى 2000 جنيه" ولكن أثناء شرائها أكدت جارتها قائلة: " معلش الغالي ثمنه فيه المهم يجي بفايدة ".

عاودت منى زيارة الشيخ سعدون حسب الموعد وفي يدها طلبات الأسياد، حيثُ بدأ يصف لها بوضع مياه على أول منزلها، بالإضافة لوضع بعض الوصفات في الأكل.

وأكدت السيدة أن الدجال في آخر مرة طلب منها الذهاب بمفردها دون جارتها للبدء في مرحلة جديدة في العلاج، وقالت "بالفعل ذهبت إليه بمفردي، ولكن في هذه المرة كانت الاسئلة التي وجه الدجال إلى غريبة تخص حياتي الشخصية مع زوجي"، لافتة أنها قامت بالرد علي الاسئلة بكل حرج، حتى طلب منها أن تقوم بفعل أشياء محددة مع زوجها وارتداء لون معين من الملابس "لانجيري"، مشيرا لها الدجال بارتداء تلك الملابس اثناء ذهابها له المرة القادمة للبدء في المرحلة الأخيرة .

وأوضحت انها ترددت في البداية وقررت عدم الذهاب للدجال مرة ثانية، ولكن أمنيتها في الإنجاب اجبرتها بالذهاب له وتنفيذ ما طلبه منها، حتى تصطدم بالواقع وطلب منها خلع ملابسها والباقي مع الملابس التي ارتدتها مع زوجها، بعدما أكدت له بفعل ما قال عليه لها، حيثُ قال لها: " لا يمكنك الانجاب من زوجك بسبب وجود جن عاشق داخل الرحم، ولكي أخرجه منك يجب خلع ملابسك والبقاء بالملابس التي ارتديتيها لزوجك والجماع معك ."

"صدمت من طلب الدجال، رفضت وعلى الفور ارتداء ملابسها وخرجت من منزل الدجال، الى منزلي باكية على ماحدث.". هكذا أنهت منى قصة هتك حيائها في منزل الدجال.

واستكملت " رحمة. ر.ا " حكايات النصب من الدجالين حيثُ أكدت تواجد أكثر من دجال في المنطقة، مشيرة أن كل دجال متخصص في مجال معين، بالاضافة أن الأسعار تختلف طبقا للمجال، وقالت إن قراءة الكف 5 جنيهات، فك سحر 50 جنيها، عمل حجاب 100 جنيه، لافتة أن الأسعار تختلف باختلاف الطلب.

وأكدت رحمة انها قامت بالذهاب مع إحدى زميلاتها لأحد الدجالين لمعرفة تأخر زواجها،قامت الدجالة بوضع القلم على اصبعها وعندما كان القلم ليس بنفس طول أصبع زميلتها، أكدت الدجالة أن أحد الاقارب قام بعمل سحر لها، وتم دفنه في مقبرة، وطلبت منها أن تأتي المرة القادمة ومعاها طرحة جيل وورقة موضوع فيها تراب من أمام منزلها بالإضافة لمبلغ 250 جنيها لشراء مستلزمات الجن".

وأضافت رحمة أن زميلتها أصبحت لا يمكنها العيش بدون تلك الدجالة، قائلة "زميلتي كل يوم عند الدجالة ولازم تأخذ معها هدية، لدرجة انها بتقول لدجالة يا ماما ".

ـــ أسرار العالم السفلى بدمياط

أسماء وشخصيات لمعت في سوق الدجل فى محافظة دمياط، مع احترافهم بيع الوهم للناس وتقديم العلاج اللازم لكافة الحالات، عقب انتشار إعلانات الشيخ حسن المغربى، وأم خديجة المغربية، ظهر فى دمياط العديد من هذه النماذج، حتى أصبحت سوقاً تنافسياً يتبارى فيه هؤلاء .

وحل المشعوذون بدلا من الأطباء في سوق العلاج، أصبح لهؤلاء الدجالين تسعيرة، مثل الأطباء، فإذا كنت تريد التخلص من المشاكل أو تحتاج تيسير الرزق فعليك بدفع مبلغ يتراوح ما بين الـ 500 إلى 1000 جنيه، بينما إذا أردت موافقة الأهل الشريك أو جلب الحبيب فالسعر هنا يزيد إلى الضعف، أما الباحثون على الانجاب، فهؤلاء سيدفعون مبالغ طائلة فهذه الخدمة الأعلى سعراً بين الدجالين .

رد مطلقة، أو جلب الحبيب، أهم مطالب القاصدين، وفقا للسيدة ابتسام التي شارفت على الـ 50 من عمرها، التي تشير إلى قدرة هولاء الشيوخ على التأثير والاقناع.

وتقول "ن . هـ"، :أنا مطلقة وسبب الطلاق أننى كنت أريد الانجاب فتركت نصائح الأطباء وذهبت لأحدهم وبعد أكثر من عام ونصف اكتشفت أنى عاقر بسبب ضمور فى الرحم"، وأضافت قائلة ، "كان الدجال يعطيني أعشابا وتركيبات كدة عشان أخلف، وللأسف الأعشاب دى كانت بتساعد على زيادة الضمور لحد ما وصلت لحالة متأخرة ميئوس منها، وكانت النتيجة إنى طلقت".

بينما أضافت "م.س": "أنا كنت بتعب كتير ودايماً كنت بحس بالتوتر فى الأول ما كنتش بصدق فى أعمال الدجل دى، ولكن الألم بدأ يزيد فنصحونى إنى أدور على حد معالج بالقرآن، حظى وقعنى فى واحد نصاب وبعد 10 جلسات اكتشفنا إنه عملى سحر من أول مرة عشان أكمل معاه، وفى مرة طلب منى إنى أخلع هدومى شكيت فى الأمر حاولت أهرب منه وبلغت عنه لكنه للأسف هرب".

"سهام.ن"، زوجة في الثلاثينات بحثت عن الانجاب وبعد معاودة الدجالين، وقعت رغما عنها في غرام أحدهم، الذي تبين أنه سخر لها الجن لتكون تحت أمرته يمارس معها الجنس متى شاء.

نقلا عن العدد الورقي.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً