استعرض الدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، أمس الأربعاء، تجربة مصر في تحقيق التنمية المستدامة في مجال التعليم لتحقيق رؤية مصر 2030، وذلك خلال جلسة "تأثير التكنولوجيا على التعليم"، بمنتدى شباب العالم بمدينة شرم الشيخ.
الجيل الجديد جيل تكنولوجي
وأوضح وزير التربية والتعليم، أن التكنولوجيا لم تصبح اختياريا فالجيل الجديد جيل تكنولوجي بطبعه، ونحو المقارنة بين مصر والدول المتقدمة في مجال التنكولوجيا أكد الدكتور طارق شوقي أن مصر بها نظام جيد جدًا في مجال البنية التحتية التكنولوجية ومجال الاتصالات، موضحا، أن نظام الثانوية العامة الجديد، سوف يبدأ تطبيقه على الطلاب الملتحقين بالصف الأول الثانوي في سبتمبر 2018.
وقال الوزير خلال كلمته، أن التقييم في نظام الثانوية الجديد سيكون نظامًا تراكميًا على 3 سنوات، مشيرًا إلى أن كل طالب بالصف الأول الثانوي سيتسلم تابلت مصنوع في مصر بتكنولوجيا الـــ 4G وسيكون متاحًا لها أعمال صيانة بشكل دوري، مزوّد عليه المحتوى الدراسي المربوط ببنك المعرفة المصري.
وقال الوزير: "مافيش طالب في أولى ثانوي هايشيل ولا ورقة في إيده، ومافيش ورقة هاتدخل الفصل، ومافيش بوكليت في النظام الجديد".
وأعلن الوزير أن امتحانات الثانوية العامة في النظام الجديد ستتم بطريقة الكتاب المفتوح وستكون إلكترونية على التابلت الموجود في يد الطالب وسيكون تصحيح هذه الامتحانات إلكترونيًا.
وقال الوزير: لقد انتهينا من إعداد النظام الالكتروني الجديد الخاص بالتصحيح الإلكتروني لامتحانات الثانوية، مشيرًا إلى أن هذا النظام الجديد سيضمن نزاهة التصحيح والتقييم، وقال: "مش هايبقى في تظلمات تاني لأن نظام الثانوية الجديد مافيهوش خيار وفاقوس".
وأكد الوزير أن امتحانات الثانوية العامة في النظام الجديد لن تكون لها إجابات نموذجية يمكن لمعلمي الدروس الخصوصية تحفيظها للطالب وبالتالي فهذا النظام سيضرب سوق الدروس الخصوصية.
وقال: إن المعلم الذي سيدرس لطلاب الثانوية العامة لن يكون هو نفس المعلم الذي سيضع الامتحان، ولن يكون هو مُصححه.
كما أعلن الوزير أن مكافآت مُعلمي الصف الأول الثانوي ستحدد وفقًا لمدى مستوى الطلاب الموجودين في الفصل الذي يدرس له كل معلم، وبالتالي سيتحمس المعلمون للاهتمام بأداء دورهم لطلاب الثانوية العامة داخل المدارس من جديد بلا دروس خصوصية.
كما أكد الوزير خلال حديثة، أن نظام التعليم هو أمر يخص وطن بأكمله ولابد ألا يرتبط بشخص وزير ولا حتى بشخص الرئيس، ولهذا يتم العمل حاليًا على وضع منظومة متطورة للتعليم في مصر لا تتغير بتغيير الأشخاص.
وقال شوقي: إن المشروع القومي الجديد تتطوير لتعليم يحتاج إلى جهاز مالي وإداري ومدرسين، مشيرًا إلى أن هناك خطوات تم اتخاذها بالفعل لبدء إطلاق النظام التعليمي الجديد بدءا من العام القادم.
وتابع الوزير قائلًا: لو بدأنا تطبيق نظام التعليم الجديد من عام 2018، سيتم تخريج أول دفعة منه في عام 2030، وبالتالي حرصنا على أن نقدم في هذا النظام كافة المهارات التي ستكون مهمة للطلاب في 2030، وأكد أنه يتعهد بأن يتخرج من النظام الجديد طالب مفكر ومبدع وقائد ومؤمن بقيم العمل.
وتحدث "شوقي" عن الاتهامات التي توجه له قائلا: في ناس بتتهمنا بأننا "جايين من المريخ أو بنحلم مع اننا لا كدة ولا كدة"، مشيرًا إلى أن هناك عددا من المستشارين يعملون ليلًا ونهارًا داخل الوزارة من أجل انجاز مهمة إعداد نظام التعليم الجديد على أكمل وجه ليتم تطبيقه على أرض الواقع من العام القادم، كما انه يتم وضع مصفوفة المناهج وتحديد مخرجات التعلم والمحتوى الدراسي الجديد.
وبالنسبة لنظام التعليم الجديد قال الوزير: المواد ستقدم للطلاب في شكل مجموعات ولن تكون كل مادة مستقلة بذاتها مثلما هو معتاد، مشيرًا إلى أن المواد ستتكامل وتتداخل، كما ستكون هناك مواد اختيارية لطلاب الاعدادي، أما طالب الثانوي فسيحظى بدراسة علوما إنسانية وأنشطة كثيرة.
وأعلن الوزير عن طرح كتاب جديد لطلاب المرحلة الإعدادية، بدءا من يناير المقبل، يهدف لتوعية الطلاب بتاريخ أجدادنا من العلماء، الذين شاركوا فى صناعة المعرفة وتصديرها لدول أوروبا، قائلا: "عايزين نعرّف أولادنا إن أجدادهم كانوا جامدين".
وأوضح أن الكتاب اسمه "ألف اختراع واختراع"، وأن دولة الإمارات العربية الشقيقة وفرت مليونى نسخة من الكتاب لطلاب المرحلة الإعدادية، وسيتم ربط الكتاب بالمناهج الحالية من أجل تعليم الأبناء تاريخ الأجداد.
تحديات التعليم المعاصرة
كما استعرض الوزير تحديات التعليم المعاصرة، والمهارات المطلوبة هذه الأيام، وأكد وزير التربية والتعليم، أن التعلم هو انتقال المعرفة من خلال مصدر المعرفة إلى متلقي المعرفة عبر صناعة المحتوي المعرفي وتقنيات نقل المعرفة.
وأوضح وزير التربية والتعليم أن من أهم الخطوات الرئيسية لتطوير التعليم المصري باستخدام تكنولوجيا المعلومات هي المحتوي الرقمي.
وحول المشروع القومي لتعليم مصري جيد، قال الدكتور طارق شوقي: "هل نعيد التفكير في التعليم الكلاسيكي أم نخلق تعليمًا جديدًا يستهدف ثورة علمية فى كل الاتجاهات والمهارات المطلوبة للشباب المصري فى المراحل التعليمية المختلفة وتحديد عناصر بناء الشخصية المصرية والهوية القومية بالإضافة إلى اختيار الاستغلال الأمثل للتقنيات الحديثة.
وضع خاص لطلاب الدمج بالنظام الجديد
وحول ما تقدمة وزارة التربية والتعليم لطلاب الدمج قال "شوقي": إن الدكتورة إنجي مشهور معاون الوزير تعمل على هذا الموضوع بالتعاون مع إدارة الاحتياجات الخاصة، مؤكدا أنه تم تغير القانون الخاص بطلاب الدمج والقوانين التي كانت تعذبهم هم وأولياء الأمور.
مضيفًا قمنا بتدريب المعلمين وإحضار اخصائيين نفسيين، لدراسة حالة الطلاب النفسية، فهم لهم وضع خاص جدا في النظام الجديد، ولكن في النظام الحالي هناك جهاز كامل يعمل من أجلهم، وهناك اولمبياد لمن لديهم احتياجات خاصة ليمارسوا الانشطة مثلهم مثل أي شخص، كما أننا نحاول تثقيف الأهالي لكي يعلموا كيفية التعامل معهم بجانب المعلمين وزملاءهم داخل الفصل لكي يتخطوا المشاكل النفسية.
واستكمل الوزير حديثه قائلًا: نحن نسابق الزمن، وقررنا انه في سبتمبر 2018 سنبدأ استعادة قيمة التعلم في مدارسنا، وسنبدأ بتطبيق النظام الجديد على تلاميذ رياض الأطفال الجدد الملتحقين بالتعليم، وطلاب الصف الملتحقين بالصف الأول الثانوي العام القادم سيطبق عليهم نظاما جديدًا للثانوية العامة.
واختتم "شوقي" أنه بالنسبة للتعليم الفني، فقد تم إعداد نسخة جديدة لنظام التعليم الفني في مصر، مشيرًا إلى أن هذه النسخة ستعتمد أيضًا على استخدام التكنولوجيا، والتعاون مع القطاع الخاص، والتوأمة مع مصادر التعلم الأجنبية.
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
