اعلان

(وديع فلسطين).. المسكين

هل تعرفون صاحب هذه الصورة؟.. ليس متسولًا يطلب إحسانا، أو رجلًا فقد عقله وتاه في الزحام، أو عجوزًا ضاقت به صدور أبنائه العاقين فألقوه على جنبات الطريق.. إنه "وديع فلسطين"، أكبر صحفيي مصر وصديق الراحل "حسنين هيكل" بعدما دار به الزمان وصار عمره 95 الآن...

صدمتني صوره حينما رأيتها في حوار لأحد الزملاء على موقع "أهل مصر"، وزادت الصدمة حينما سرد لي بعضًا مما عاشه الرجل المسكين خلال حواره معه.. وكيف جرت به الدنيا ليصل لهذه الدرجة المأساوية.

كان سيرحل دون ضجيج وتدفن مأساته معه.. لولا أن القدر كان له رأي آخر فأبى أن يمر قبل أن يرسل رسالة لـ"الصحفيين" لخصتها الصورة.

البداية كانت حينما ذهبت سيدة -تعوله أو ترأف بحالته- لمكتب المعاشات تطلب منه صرف "معاش" المسكين "وديع".. فأخبروها بضرورة أن يأتي الرجل بنفسه ليتعرفوا عليه ويرونه بنفسهم ويتأكدوا أنه ما زال على قيد الحياة..

وحينما أصرت رئيسة مكتب التأمينات على ذلك حضر الرجل. ولم يكتفوا بذلك بل أصرت السيدة على أن يصعد للدور الثالث ليقدم لها نفسه، ثم تعاملت معه بطريقة خالية من الذوق والاحترام- بحسب الروايات المتداوله.

إليكم رؤوس أقلام وبعضا مما عاشه المسكين على لسان الزميل:

- أكبر الصحفيين سنًا في مصر الآن 95 عامًا.

- 65 سنة صحافة.

- له 40 كتابًا.

- سافر لـ 20 دولة.

- صديق شخصي لهيكل.

- مترجم لرؤساء ووزراء.

- معاشه الآن 1200.

- يسكن حاليا في فيلا لا يطاق رائحتها بحسب الزميل "تسد منخيرك أنت وداخل".

- ملوش أهل يسألوا عنه.

- هو أستاذ لويس جريسال كاتب الصحفي والناقد المعروف.

- كان دكتورًا بالجامعة الأمريكية بكلية الإعلام.

- أشهر مقالاته "ليتني كنت لقيطاً".. قصته بإختصار أنه جينما جاءه أخيه يسأله عن واسطة لتسهيل جواز سفره الذي تأخر بشكل يهدد رحلته الخارجية.. فرد عليه قائلا: "عندي قلمي" فكتب هذا المقال فاتصل به بعدها "وزير الداخلية بنفسه" يخبره بحل الموضوع.

- والثاني حمل عنوان لـ"هؤلاء تعلق المشانق".. قصته حينما انقطعت عن منطقته المياه، فاتصل به وزير الري بنفسه يخبره بحل الموضوع أيضا.

- في أيامه لم تكن هناك لجنة قيد، وإنما كان يرسل أوراقه لمحكمة الاستئناف وهى تقضى فى الأمر.

- عمل بجريدة المقطم قرابة العشر سنوات.

- رفض طلب وزير الثافة بأن يأتي لتكريم.. فجاء له الوزير "حلمي النمنم" بنفسه فهو لا يحب الشهرة- بحسب ما قال للزميل

ألف فيه بلال فضل كتابا.

- أما النصيحة التي وجهها للزميل قال له: "تأقلم مع صحيفتك التي أنت فيها مهما كانت سياستها التحريرية".. جملة تكشف عن مدى المرارة التي عاشها الرجل المسكين لأن قلمه كان "شريفا".

- القصة ذكرتني بمن رحل عن عالمنا منذ يومين الكاتب الصحفي الساحر "محمد حلمي" الذي غادر الحياة مديونًا بـ14 ألف جنيه، لمستشفى التيسير الدولي في الزقازيق.

لعل الرسالة يعيها "الصحفيين".. وتدركها "نقابة الصحفيين".. وسلام

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً