اعلان

مستشفى "العباسية"..الداخل لم يعد مفقودًا.. جولة ميدانية في العالم البديل.. هنا تعالج الأرواح أولًا.. "عبدالعظيم": الحقوق محفوظة.. والمرضى يمارسون هواياتهم بانتظام (صور)

لافتة كبيرة معلقة على باب حديدي ضخم كتب عليها "مستشفى العباسية للصحة النفسية"، ارتبط الاسم بالعديد من الذكريات المؤلمة لدى بعض المصريبن.

تنفصل البوابة الرئيسية التي يتمركز بها 7 أفراد أمن عن مباني المستشفى، تفحص بطاقات الزائرين، مصحوبة بأسئلة عن أسباب الدخول، ثمة استثناء وحيد لأهالي المرضى، غير أنهم يخضعون لتفتيش حقائبهم قبل الدخول.

لكن في حالة وجود أشخاص يرغبون في دخول المستشفى دون الأسباب السابقة، يتم تسجيل بياناتهم الشخصية ويقول فرد من الأمن بمرافقتهم أثناء تواجده في المستشفى ويتركهم في لحظة خروجهم، كما يقول أحد أفراد الأمن لـ"أهل مصر": "حياة المرضى أمانة في أيدينا ولازم نحافظ عليها".

10 دقائق كاملة مسافة السير من البوابة إلى مباني المستشفى، التي تحاوطها حديقة ضخمة، مليئة بالأزهار المتفتحة، على أبواب أحد المباني، تستقر لوحة "نفسية" ضخمة باللون الذهبي اللامع، تحمل عدة رسومات تبعث الأمل في كل من تدب قدمه بالمستشفى.السكون عنصر مفقود داخل أروقة مستشفى العباسية للصحة النفسية، طاقم التمريض يرتدي ملابس خاصة بمهمته يغلب عليها اللون الأبيض، والمسئولون عن المعامل لا تترك القفازات الطبية أيديهم، كما يقول أحد العاملين في معمل المستشفى "النظافة عنصر مهم عشان صحة المرضى"، الابتسامة جزء لا يتجزأ من كل شخص يعمل داخل المستشفى، بداية من أفراد السكرترية المستقرين خلف مكتب على يمين الباب وصولًا إلى مدير المستشفى، الدكتور جمال عبد العظيم.

مستشفى العباسية دمرت الصورة القديمةلم تعد الرائحة التي تثير الغثيان والمكاتب والأدوات الطبية المتهالكة هي العنوان الرئيس لأي عيادة داخل مستشفى حكومي، فمستشفى العباسية للصحة النفسية، دمرت تلك الصورة المتعلقة بإذهان المصريين، غرف مجهزة ورائحة عطرة، وأجهزة طبية على أعلى مستوى، بجانب مروحة معلقة بسقف كل عيادة وفتحة تهوية واسعة تسمح بتجديد الهواء داخل العيادات، وتضم أغلب العيادات منضدة صغيرة موضوع عليها باقة ورود بلاستيكية، تعبر عن سعى المستشفى الدائم لتحسين حالة المريض الصحية والنفسية.في أغلب الأوقات تكون المباني القديمة بحاجة إلى التجديد، وهذا هو الحال الذي وصلت إليه إجزاء كبيرة من مستشفي العباسية التي تحتوى على مباني عريقة، حسبما أكد الدكتور جمال عبد العظيم، مدير المستشفى في حديثه لـ"أهل مصر" حول حال المستشفى "مستشفى العباسية للأمراض النفسية إنشأت منذ أكثر من 200 سنة وطبيعي أي مكان عايز صيانة، ولذلك يتم تجديدها عشان المرضى تعيش حياة آدمية داخل المستشفى".

اندرجت عدة أقسام في خطة التطوير التي تخضع لها مستشفى العباسية، فيقول مدير المستشفى "فيه أقسام داخلة في خطة التطوير على أحدث مستوى من الأجهزة الطبية والتنظيم، لذلك تم إخلاؤها بالكامل"، وتعود تكلفة تلك التجديدات إلى ميزانية عدة جهات "وزارة الصحة والإدارة الهندسية والأمانة العامة للصحة النفسية" حسبما ذكر الدكتور عبد العظيم، مضيفًا: "فيه ميزانية خاصة بالصيانة يتم الاستفادة منها لإصلاح أي أعطال داخل المستشفى".

حقوق المريض النفسيالمريض النفسي أكثر فئة في المجتمع بحاجة إلى الحصول على حقوقها، ويقول مدير مستشفى العباسية للصحة النفسية "حقوق المريض لها مكانة خاصة، هو في الأول والأخر إنسان فلازم يأخد حقوقه"، مشيرًا إلى أن هناك لجنة حقوق المريض المختصة بفحص أي بلاغ مقدم من المرضى، "اللجنة بتفحص الشكوى المقدمة من المريض حتى لو مريض قال التعدي لفظي، وبيتم عمل تقرير ويرفع لمدير المستشفى ولو فيه شبهة أو تعدي على مريض بيتم تحويل الشخص المتعدي للشئون القانونية بغرض التحقيق والمحاسبة وممكن يوصل الموضوع لمعاقبته ونقله من منصبه".

في إحدى أقسام مستشفى العباسية الخاصة بالسيدات، يتخيل من يدخلها أنه انتقل إلى مستشفى أخرى تنضج حوائطها بالبهجة من الرسومات والألوان والتهجزات والزينة المعلقة على الجدران، وألوان أبواب الغرف التي يحمل كل لون منها معني مختلف للحياة، لكن في حقيقة الأمر هذه هي الصورة الجديد لأحد أقسام السيدات بالمستشفى، فتقول هيام أحمد، الاخصائية الاجتماعية بالقسم في حديثها لـ"أهل مصر" حول نشاطات المرضي النفسيين من السيدات "الرسم من ضمن خطة العلاج التأهيلي للمرضي، الدكتور مهمته علاج المريض النفسي من الناحية الطبية، بينما يقوم الاخصائي الاجتماعي بمهمة بالناحية الاجتماعية للعلاج".يتوقف النشاط الذي يزاوله المريض النفسي، تبعًا لهواياته، وفي حالة تفوق المريض في النشاط الذي يزاوله، يتم تنظيم نزهة علاجية لهم، وتتابع الاخصائية الاجتماعية بقسم السيدات "لما بتتابع في نشاطك الترفيهي وتتفوق فيه، هتتحسن بصورة أسرع، وده بيسعد المرضى".

النشاط الترفيهييمنح النشاط الترفيهي الذي يعد الرسم وأعمال الكروشيه على رأسهم في نشاط المريض النفسي "لما المريض بيشترك في نشاط ترفيهي بيكون منتبه للحياة حواليه ومش بيستسلم للمرض النفسي اللي بيحوله لشخص خايف يختلط بالناس ويتعامل بحدة"، حسبما أوضحت، الاخصائية الاجتماعية بإحدم أقسام السيدات بمستشفى العباسية، مضيفة: "نقوم بعمل علاج جماعي للمرضي، وبنتناقش معاهم في موضوع مشترك بينهم كلهم، ممكن يكون ندوة صحية زي مثلًا الاهتمام بالنظافة الشخصية والعناية بالأسنان، أو مناقشتهم في مشكلة أسرية، وفكرة تحمل المسئولية".دائمًا ما يطلق على الموسيقى "علاج الروح"، هذا ما طبقته مستشفى العباسية للصحة النفسية، طبقًا لما أكدته الاخصائية الاجتماعية الخاصة بالقسم "الهيئة العامة للثقافة بتعمل حفلة كل شهر للمرضي في المستشفى، بتتضمن الموسيقى العربية والفنون الشعبية، وده كله بيشكل مصدر سعادة وأمل للمريض في الحياة"، مضيفة: "لو فيه مريض بيحب يلعب موسيقى وعايز يتعلم يتم تعليمه في وحدة التأهيل تبع شخص متمكن في الموسيقى".تحاول المستشفى بين فترة وأخرى التواصل مع أهالي المرض، ومناقشتهم في التطور الذي تصل إليه الحالة، فتقول الاخصائية الاجتماعية بقسم السيدات "من وقت ما المريض بيدخل المستشفى وأحنا بنتواصل مع أهله ونتقابله في أي وقت بيتواجدوا فيه مع المريض للزيارة، وفي حالة عدم تواجد الأهل بنحاول نوصل ليهم من خلال البريد أو المكالمات التليفونية"، مشيرة إلى أن المستشفى تعطي تعليمات لأهالى المرضي في حالة خروجهم من المستشفى لمعرفة طرق التعامل السلمية معهم، وحمايتهم من الانتكاسة.ملامح التجديد والاهتمام.

بالانتقال من قسم السيدات إلى قسم المعامل الخاصة بمرضى مستشفى العباسية، تظهر ملامح التجديد والاهتمام الشديد بعلاج المرضي والأجهزة المعملية الحديثة التي تملًأ المعمل وغرفة فحص العينات، ويقول الدكتور فادي صفوت، المسئول الإعلامي بمستشفى العباسية للصحة النفسية: "المعامل فيها خدمة تحليل المخدرات حتى للأشخاص اللي خارج المستشفى وبتكون بأسعار رمزية، كما يتم عمل تحاليل بشكل مجاني للعميل الذي يتواصل مع المعامل داخل المستشفى من خلال الخط الساخن".تحاول إدارة مستشفى العباسية للصحة النفسية أن تقدم فحص دوري للمرضي داخلها، وذلك حسبما يقول المسئول الإعلامي "المعامل هنا بيعملوا فحوصات دورية للمرضى، لمتابعة حالاتهم بشكل دائم، ومعرفة درجة تقبل المريض للعلاج".نقلا عن العدد الورقي.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً