اعلان
اعلان

ما بين "كنائس الموت"و" مساجد الدم".. "داعش" يفشل في استنساخ السيناريو العراقي في مصر.. "مسجد الروضة" لن يكرر تجربة تجمعات سنة "الموصل"

كتب : سها صلاح

مشهدد الجثث المتراصة على أرضية المسجد، ممزوجة بالدماء، وفوارغ الطلقات، دون الإشارة إلى كون الهجوم على أرض مصرية، كان أشبه بمشاهد تفجير المساجد في بغداد والأنبار والموصل، والتي طالت تجمعات سنية في العراق.

وتساءلت صحيفة الـ nationalinterest الجمعة الدامية، التي شهدت هجوما عنيفا استهدف مسجدا، بمدينة "بئر العبد"، بمحافظة شمال سيناء، وأسفر عن سقوط 305 قتلى و128 مصابًا، يحمل من الدلالات ما يؤكد حدوث تحول نوعي في المعارك الدائرة في سيناء، ربما يدفع البلاد إلى استنساخ السيناريو العراقي، على الأقل في تلك البؤرة الملتهبة على خارطة مصر.

وسبق أن استهدف التنظيم دور عبادة كنسية، مكبدا الأقباط خسائر فادحة في 9 أبريل الماضي، حينما استهدف انتحاريان بأحزمة ناسفة، كنيستين في مصر، بمحافظتي الغربية، وسط الدلتا، والإسكندرية شمال البلاد، موقعين أكثر من 41 قتيلا، و118 مصاباً.

وفي مايو 2017 قتل 29 شخصًا وأصيب أكثر من 20 آخرين، في هجوم مسلح تبناه التنظيم، واستهدف حافلة كانت تقل أقباطاً، كانوا يتجهون لزيارة أحد الأديرة بمحافظة المنيا، جنوب القاهرة.

روايتان مختلفتان

وتتمثل أمامنا روايتان، أو تفسيران لهجوم "الروضة" الدامي، الأول أرجع المجزرة إلى دوافع انتقامية من القرية التي تحتضن أكبر مساجد الطرق الصوفية في المنطقة، وتشهد عداء شديدا بين قيادات الطرق الصوفية والتنظيمات المسلحة في سيناء.

ويقدر عدد المنتمين للطرق الصوفية في المحافظة الصحراوية الحدودية بما يزيد على 10 آلاف، ونحو 25% من إجمالي سكان قرية الروضة قتلوا في مذبحة الجمعة.

ووقتها وجه أمير الحسبة، عبر صحيفة النبأ المقربة من التنظيم ،رسالة إلى جميع الزوايا الصوفية وأتباعها قائلا: اعلموا أنكم عندنا مشركون كفار، وأن دماءكم عندنا مهدورة نجسة، ولكننا ندعوكم، ونستتيبكم، ونرجو لكم الإسلام والهداية.

والعام الماضي، اختطف التنظيم أحد كبار قادة الطرق الصوفية بسيناء، الشيخ الضرير سليمان أبو حراز وكان له تأثير كبير في أوساط القبائل البدوية، ونشر التنظيم فيديو يظهر إعدامه ذبحا، برفقة الشيخ الصوفي اقطيفان المنصوري، قائلا: إنهما "طاغوتان يدعيان علم الغيب".

اتحاد قبائل سيناء عزز ذلك التفسير، بالقول في بيان له على "فيسبوك"، إن "المتطرفين أرادوا عقاب القرية على وقوفها في وجههم ومقاطعتها لهم".

وأعلن الاتحاد إغلاق كامل المناطق الشرقية في سيناء، داعيا الجيش لبدء عملية مشتركة مكبرة تمتد من الشرق حتى البحر لتطهير سيناء من الإرهابيين، والثأر لضحايا هجوم مسجد الروضة.

أما التفسير الثاني للمجزرة، فتبنته مصادر قبلية، مؤكدة أن "15 مسلحا يرتدون زيا عسكريا ويحملون أعلاما سوداء، اقتحموا المسجد وألقوا عبوات ناسفة في داخله، قبل أن يحاصروه بـ 3 سيارات دفع رباعي، ويطلقوا النار على الفارين من المصلين، الذين كان معظمهم ينتمون لقبيلة السواركة".

و"السواركة" تتمركز في قرى عدة بمحافظة شمال سيناء، منها قرية "الروضة، وسبق أن أعلنت القبيلة حمل السلاح ضد تنظيم داعش، بالتعاون مع الجيش والشرطة، في تكرار للسيناريو العراقي؛ عبر استنساخ ظاهرة الصحوات التي تشكلت لمساندة السلطات ضد جماعات متشددة.

نتيجتان

أيا كان الفاعل، فإن المجزرة الكبرى التي استهدفت مسجد الروضة، تدفع مصر إلى النفق الأخطر، الذي انتقل من مرحلة استهداف الأقلية القبطية في الكنائس والأديرة، إلى استهداف الأغلبية المسلمة في المساجد والأضرحة، وهو تطور نوعي يعني اتساع النطاق العملياتي للتنظيمات المسلحة، وضم المسلمين لبنك الأهداف الذي تستهدفه تلك التنظيمات.

وفق المعطيات المتوافرة على أرض الواقع، فإن مصر بصدد مشاهدة اتساع جديد ونوعي لافت لخارطة العنف، من خلايا "الأحزمة الناسفة"، و"العمليات الانتحارية"، إلى "كنائس الموت"، و"مساجد الدم".

وتبدو دوائر استخباراتية، قلقها من مخططات لنقل أرض المعركة مع تنظيم داعش من العراق وسوريا، إلى أجزاء من مصر، بما يعني محاولة "عرقنة" المشهد المصري، وربما تحويل "سيناء" إلى مسرح عمليات دولي بدعوى مواجهة التنظيم.

وتعهد السيسي، الذي يستعد للترشح لولاية رئاسية ثانية تمتد حتى العام 2022، بـ"استعادة الأمن والاستقرار بمنتهى القوة خلال الفترة القليلة القادمة"، و"الثأر لضحايا الهجوم".

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
الحكومة: 1100 شركة تقدم أوراقها للاستفادة من برنامج رد الأعباء التصديرية