اعلان

صان الحجر.. فقراء على جسور من ذهب.. سكان المدينة: "مفيش رعاية صحية والمياه مقطوعة والأثار معرضة للنهب".. ومسوؤلين: كله تمام

كحفاة على جسر من الذهب، يعيش فقراء «صان الحجر» بالشرقية، حياة البؤس والعوز وقلة الخدمات بينما ترقد ثروات لا تقدر بثمن أسفل أقدامهم ومنازلهم، ما يجسد الفشل الحكومي اليومي في استغلال الثروات والأثار المدفونة في تحسين أحوال مواطنيها كما يحدث في كل العالم، منطقة صان الحجر من أهم المناطق الأثرية في مصر فهي مركز الاشعاع والحضارة الفرعونية قديما وعاصمة البلاد في الأسرتين الـ٢١ و ٢٢ إلا أن مظاهر الإهمال والتهميش وانعدام المرافق الأساسية من صحة وطرق ومياه وخدمات تسيطر على حياة الناس الذي أبدوا استياءهم من استمرار الوضع في بلد يمتلأ بالأثار وعوامل الجذب السياحي..

فضيحة سياحية

«كل شيء هنا معرض للسرقة والنهب في وضح النهار والأثار ملقاة على الأرض والمقابر تنادي لمن يسرقها في ظل انعدام الأمن والحماية»، هكذابادرنا الشاب المثقف «خالد.م»، من سكان صان الحجر مضيفا أن ما تتعرض له أثار المنطقة «شبه متعمد»، إذ تحولت تلك الأثار، حسب قوله، إلى أطلال بسبب الاهمال الحكومي وتراخي السياحة والأثار عن جمع تلك التحف ووضعها في متاحف أو حتى مخازن لحمايتها من عصابات سرقة الأثار .

وكشف الشاب تامر يونس، عن فضيحة آخرى بقوله إن صان الحجر ليس بها أماكن مخصصه لاستقبال السياح أو أي أماكن للاقامة وحتي الكافيه السياحي الوحيد لم يسلم من يد الاهمال حتي انقطعت الافواج السياحية عن القدوم للبلدة العريقة، مبديا دهشته من اصرار المسؤولين عن اهدار كل تلك الثروة، التي تكفي عائداتها لتنمية جميع قرى ومراكز المحافظة وفقا لقوله، «كل الأثار جي ومفيش مكان ولا فندق يستقبل السياح حتى الكافتيريا العاطلين بيشربوا فيها مخدرات دلوقت بعد ما المجلس أجرها لأفراد».

وأما عن القطاع الصحي فيؤكد "يونس" عدم وجود رعاية صحية إلا مبني مستشفي بدون أطباء أو حتي أجهزة طبية وأقرب مكان طبي علي بعد ٩٠ كيلو في مدينة الزقازيق، لافتا « إذا أصيب أحد أهالي البلدة فأمامه أحد خيارين إما الاستسلام للموت أو العذاب لساعات حتي الوصول لأقرب مستشفي».

العطش

فيما يخص مياه الشرب فالأمر لايختلف كثير إذ أنها غير صالحة للاستخدام الآدمي ومنقطعة طوال اليوم، وأغلب المناطق لا تصلها المياه منذ سنوات عديدة، حسب قول الشاب، بالإضافة إلى أن ضعف التغذية الكهربائية والذي تسبب في اتلاف معظم الأجهزة في المنازل حتي اصبحت قطع ديكور من قله الاستخدام، ناهيك عن انتشار القمامة في جميع أرجاء المدينة بصورة لا يتخيلها احد .

بنبرة غاضبة يقول شريف أشرف، أحد سكان مدينة صان الحجر، إن المدينة تعاني نقصا شديدا في الخدمات الأساسية بشكل ملحوظ، بتواطئ من القيادات الشعبيه وتقاعس نواب الدائرة في البرلمان من أجل تحقيق المصلحة الشخصية، حسب تعبيره، لافتا أن شباب البلدة لا يجد أماكن توفرها وزارة الشباب لاستغلال الطاقات والمواهب.

وأضاف شريف أن مركز صان الحجر يضم 44 قرية ولازلنا حتي الآن يتبع مركز الحسينية، التي تبعد عنهم 18 كيلومتر، «يعني لو حد تعب أو مرض فجأة عشان يوصل كان مات ومستشفي الحسينية حدث ولاحرج عن الاهمال والفساد».

صان الحجر إلى الآن لايوجد بها مستشفي ولكن مركز تكاملي وطب الأسره، ويشكو الأهالي من سوء تعامل الموظفين معهم، مع المواطنين، مؤكدين أن وحدة الغسيل الكلوي تم انشائها بالتبرعات والمجهودات الذاتية دون تدخل من الحكومة، وعلي الرغم من افتتاح المحافظ لها إلا انها حتي الآن لم تدخل الخدمة، متسائلين «لمصلحة من لانعرف السادة الأطباء لايتوجهون إلى هناك ويكتفو بعيادتهم وكمان في شخص يدعي "س.د" ويعمل فني تحاليل يفرض سيطرته ونفوذه داخل الوحدة الصحية لمصالحه الشخصية».

كلية اثار

علي الرغم من صدور قرار من المجلس الأعلي للجامعات بإنشاء كلية آثار في صان الحجر، إلا أنه لم يتم توفير أماكن لاقامتها، وانتقد الأهالي عدم وجود براامج سياحية من قبل المدارس أو حتي من الجامعات لزياره اثار بلادهم حتي لو تحت شعار أعرف بلدك، فضلا عن عدم

وجود شبكه طرق أو مواصلات ليلا وصباحا للنقل الطلبة من وإلى الجامعة، وجعلهم تحت سيطره سائقي الميكروباص وفرض اجره باهظه.

واخيرا مجلس المدينه غير متعاون خالص مع اهالي البلد مش فالحين بس ياخدو غرامات من الناس او رشوه مقابل الغاء المحاضر

رئيس المجلس: كله تمام

من جهته نفى بدوي الشحات، رئيس المجلس المحلي لصان الحجر، الاتهامات المنسوبة للمسؤولين بالتقصير، قائلا إن خطط تنشيط السياحة على قدم وساق لافتا لـ "أهل مصر" أن المسولون لا يدخرون جهدا في حدود الامكانيات المتوفرة لخدمة المواطنين، مؤكدا أنه جار رصف الطرق الداخلية بالمدينة في الوقت الحالي.

وأضاف الشحات أنه تم إنشاء بوابة جديدة للمدينة وميدآن للأثار وكافتيريا سياحية تم تأجيرها، نافيا استخدامها في مجال مخالف لشروط التعاقد، كما لفت رئيس المدينة إلى توافر وسائل المواصلات لنقل الطلبة والمواطنين وبحسب التسعيرة المعتمدة، وبشأن تأخر إنشاء كلية الاثار فأوضح رئيس المدينة أن المشروع في انتظار توفير قطعة أرض للبناء عليها.

ورد رئيس المدينة عن شكاوى المواطنين لبشأن تعطل العمل بوحدة الغسيل الكلوي قائلا إن الوحدة تعمل و«الناس سابت الدقهلية وجت تغسل عندهم في وحدة غسيل الكلي في صان الحجر»، منوها أن تقديم رعاية صحية كاملة يتطلب انشاء مستشفى عام بجانب مركز طب الأسرة.

السياحة: ضعف الدعم السبب

من ناحيتها أكدت الدكتور نرمين عوض الله، مدير ادارة السياحة بالشرقية، وضع آثار صان الحجر على الخريطة السياحية بالفعل، وإن كانوا يواجهون بعض المشكلات فى السياحية الخارجية.

وأضافت عوض الله أنه بناء على توجيهات اللواء خالد سعيد محافظ الشرقية نعمل كإدارة السياحة على دعم السياحية الداخلية بكل قوة من خلال ترتيب رحلات لطلبة المدارس والجامعات للتعريف بآثار المحافظة، تحت عنوان اعرف بلدك وهو مايعمل أيضا على ربط الأجيال الجديدة بتاريخ وحضارة المحافظة ويرفع روح الانتماء الوطني، موضحة أنه فى الخطة الجديدة للتنشيط السياحى لمحافظة الشرقية سيتم عقد بروتوكول عمل مع الغرفة السياحية لدعم المحافظة بأفواج من السياح الأجانب لزيارة اليوم الواحد، وهو مايعمل على ترويج وتنشيط السياحة بالمحافظة.

وأكدت مدير إدارة السياحة أن الإدارة تعمل على وضع خطة ثانوية كل عام على أهم أولوياتها مهرجان الشرقية للخيول العربية ويلية مهرجان الهجن العربية الأصيلة، والمقرر انعقاده فى شهر مارس 2018 وبالإضافة لعمل المعارض الدولية المنتجات البدوية واليدوية ومعرض الكتاب والندوات التثقيفية الدورية التى تقوم بها فى المدارس والجامعات.

وعن المعوقات التي تواجه التنشيط السياحي فأكدت الدكتورة نرمين أن ضعف الدعم المالى من وزارة السياحة المقدم الهيئة الإقليمية للتنشيط السياحى بالشرقية، يعد أبرز الأسباب، مشيرة أنها طالبت بزيادة الاعتمادات هذا العام للتغلب على معوقات تواجه الإدارة، بالإضافة إلى عدم توافر أى دورات تدريبية من قبل الوزارة لرفع كفاءة العمالة السياحية.

ثروات صان الحجر

تزخر المدينة بكثير من المعـابد الحجريـة الضخمـة، أبرزها المعبـد الكبير للإلـه آمـون بتماثيله ومسـلاته وآباره، ومعبد الإله آمون من أكبر المعابد بالوجه البحرى، ومازالت أحجاره من لوحات وتماثيل مختلفة الأحجام والأشكال موجودة.

ويشمل المعبد بوابة جرانيتية ضخمة يتقدمها تماثيل ضخمة لرمسيس الثانى بصحبة زوجته المحبوبة مرين آمون وزوجته الحيثية ، ويوجد بالمعبد البحيرة المقدسة التى تلى فى أهميتها بحيرة الكرنك بالأقصر ، وهناك أسوار لبنية ضخمة والتى ترجع تاريخها لسنة 1070 ق.م تقريبا ، فضلا عن كميات ضخمة من المسلات تضعها فى قائمة أغنى المناطق بمصر فى عدد المسلات ، ومازال بها 20 مسلة وتتميز بالضخامة وكلها منقوشة بأسماء وألقاب رمسيس الثانى وانتصاراته و أمجاده ، منها المسلة الموجودة بمطار القاهرة الدولى ، بالإضافة إلى مجموعة من التماثيل الضخمة للملك رمسيس ، كما عدد 4 آبـار مشيدة من الحجر الجيرى الأبيض ، ثلاثة منها دائرية والأخير مربع الشكل وكلها تستعمل لاستخراج المياه إلى داخل المعبد الكبير للإله آمون ، وهذه الآبار تتميز بالتفرد ، فلا توجد تلك الأعداد بمنطقة أخرى فى مصر ، و يوجد بها تماثيل شبيهة للأبو الهول.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً