اعلان

"تعبتني يا فضيلة الإمام".. الأزهر يرفض تكفير منفذي العملية الإرهابية في سيناء.. ودعاة: "كفار بنص القرآن".. وباحث يكشف الحقيقة

على مدار أكثر من أربع سنوات، يخرج الرئيس عبد الفتاح السيسي، ليطالب مؤسسة الأزهر الشريف، بضرورة التصدي للفكر المتطرف، حتى وصل الأمر في احتفالية العام الماضي من المولد النبوي أن عبر الرئيس عن غضبه لشيخ الأزهر قائلا: "تعبتنى يا فضيلة الإمام"، في إشارة منه إلى أن المؤسسة الموكل لها العمل الشرعي في مصر ما زالت مقصرة.

إلا إن المؤسسة العريقة ردت على ذلك بزعمها أنها تجدد الخطاب الديني المراد، متناسية أن دورها هو في الأساس تشريعي ضد هذه التنظيمات؛ فمع وقوع أي عملية إرهابية يخرج البعض يطالب بتكفير داعش، إلا أن الأزهر يرفض ذلك بشدة ويهاجم من يقوم بذلك.

جاء ذلك في المدخلة الهاتفية التى قام بها وكيل الأزهر الدكتور عباس شومان، الذي قال فيها: "مسألة التكفير، هى مسألة علمية امتنع عنها الأزهر لأنها تفتح أبوابًا لا يمكن إغلاقها، ويمكن أن نتحدث عن حادث ونقول إن من قاموا بهذا الحادث ليسوا من المسلمين، ونحكم على هؤلاء نتيجة فعلهم، ولا يمكن أن يقوم مسلم بقتل مسلم يصلى فى مسجد".

فالعملية الإرهابية الشنعاء الذي تقشعر منها الأبدان، لم تحرك ساكنا داخل المؤسسة الدينية الأكبر في الوطن العربي، وعلل هذا الموقف الشيخ سالم عبد الجليل، وكيل وزارة الأوقاف الأسبق، أن "الأزهر كمؤسسة علمية يخشى قادته من أن يطلقوا كلمة الكفر على كل عاصى حتى لو كانت معصيته مقتربة من الكفر خشية من أن يسلك الناس هذا المسلك مع كل إنسان يعصى الله تعالى، وأنا أؤيدهم فى هذا، ولكن إطلاق الحكم فى العموم ليس فيه خطأ".

ورغم ذلك خالف الفكر الذي خرج منه، بقوله: إن مرتكبي مذبحة المصلين، التى وقعت بمسجد الروضة بمدينة بئر العبد شمال سيناء، "كفارً"، مؤكدًا أن من يقتل المسلم غدرًا وخيانة ويستبيح دمه ويستحل عرضه يندرج تحت حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: "سباب المسلم فسوق وقتاله كفر".

واستكمل: "إن كان قتال الإرهابي لرجال الجيش والشرط "كفر"، فإن قتالهم للمسلمين الآمنين فى دور عبادتهم أشد من الكفر".

بينما أفتى الداعية الأزهري، مصطفى راشد، بتكفير تنظيم داعش الإرهابي، بعد العملية الإرهابية الذي قاموا بها ظهر الجمعة الماضية.

وقال راشد في تصريح خاص لـ"أهل مصر"، إن ما يفعله الإرهابيين من جرائم فى مسجد الروضة وغيرها دليل قاطع على أن هؤلاء كافرون بشرع الله، مؤكدًا «إن لم يكن هذا العمل الإجرامي الإرهابي كُفر بشرع الله؛ فماذا نسميه ومن يكون الكافر؟».

وحول رفض وكيل الأزهر الدكتور عباس شومان، تكفير التظيم، أشار إلى إن "عباس شومان وكيل الأزهر أفتى بكفري منذ عامين لأنني انتقدته وقلت عنه إنه إخواني لا يستطيع تكفير هؤلاء لأنه قريب الفكر من هؤلاء وهناك الكثير من ٲمثاله من المشايخ يظهرون على الإعلام ومنهم من هو بقائمتي الفتوى".

وتابع: "وعدم تكفير الإرهابيين إساءة لله وشرعه السمح، وكأننا نقول إن هذا العمل الإجرامي من شرع الله بعدم تكفيرنا لهم".

ومن جانبه، قال الباحث في شؤون الحركات المسلحة ماهر فرغلي: "التكفير لا يواجه بإطلاق أحكام التكفير، حيث إطلاق الحكم لن يحل المشكلة، لأن التكفير في حد ذاته طالما لا يتبعه عمل على الأرض فلا مشكلة منه".

وتابع: "كل الأديان السماوية يكفر بعضها بعضا وإلا لأصبحت دينا واحدًا، والحكم بتجريم الإرهابي أشد من الحكم عليه بالتكفير، وفي القرآن يتضح ذلك بالتفصيل، لا تواجهوا داعش وهذه الجماعات بإطلاق التكفير عليها ولكن بتفكيك أفكارها، ومن يطالب الأزهر بإطلاق التكفير لا يندم غدًا، إن كفرته المؤسسة الأزهرية".

وكان وكيل مشيخة الأزهر الدكتور عباس شومان، رفض تكفير عناصر تنظيم داعش الإرهابي، عبر إحدى المداخلات على القنوات الفضائية، مما أثار أزمة بين المتخصصين.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً