اعلان
اعلان

قبة أبو الهوا في أسوان مقصد سياحى مهم.. برج حراسة تحول إلى مزار (صور)

تقع "قبة الهواء" علي الضفة الغربية للنيل بمدينة أسوان أعلي مقابر النبلاء، وتعددت مسميات القبة حيث يطلق عليها أهالي أسوان قبة "أبو الهوا" أو"قبة أعلي الهواء" ودائمًا ما كانت تستخدم كأبراج حراسة ومراقبة لتأمين حدود مدينة أسوان وتأمين حركة التجارة في النيل خلال العصور القديمة" وتطل "قبة الهوا"علي منظر خلاب للنيل ويحرص الكثير من أبناء أسوان والسائحين على زيارة "قبة الهواء للتعرف علي تاريخها عن قرب وللاستمتاع بالمناظر الخلابة للنيل.

ويقول الأثرى حسن جبر مدير منطقة آثار أسوان الإسلامية والقبطية وعضو اتحاد الأثريين العرب، بأن "قبة الهواء" هي أحد نقاط الاستطلاع الحربية التي شُيدت في العصر الفاطمي عندما اتسعت بقعة الخلافة الاسلامية كان حتما ولازما علي القائمين علي هذه البلاد أن يأمنوا الحدود والثغور حفاظا عليها من أي اعتداء خارجي فلجأ هؤلاء الحكام علي تأمين هذه الحدود لعل الموقع الجغرافي المتميز لثغر أسوان جعلهم يحصنوا الحدود الجنوبية لمصر فتم بناء الأربطة والحصون والقلاع تحذيرا من أي اعتداء.

وأضاف "جبر"، تذكر الروايات أن ابراهيم ابن الأغني أحد حكام تونس عندما شيد الأربطة الحربية وهي مباني تشيد لإقامة المرابطين الذين يحرصون الحدود لتأمين البلاد بالساحل الأفريقي علي البحر المتوسط كانت توقد النيران ليلا من مدينة سبتة بتونس حتي مدينة الاسكندرية عند استطلاع اي معتدي فيصل الخبر تباعا من رباط إلي رباط ومن نقطة استطلاع إلي أخري في ليلة واحدة في الوقت الذي تكون المسافة بينهما مسيرة شهر كامل بالخيول تكون وصلت بليلة واحدة أما في النهار توقد النيران وتطفأ لمشاهدة الأدخنة كوسيلة للتحذير.

وتابع "جبر"، " قبة الهواء" التي نحن بصددها فهي تقع فوق أعلي قمة الجبل الغربي للنيل المواجهة لمدينة أسوان وأعلي منطقة دير قبة الهواء ومقابر النبلاء والتسمية تعددت مسميات القبة فنجدها مره باسم "قبة الشيخ علي ابن الهواء" ومرة اخري "بقبة أعالي الهواء" ومرة ثالثة "بقبة الهواء" وهو ما تم الاصطلاح عليه علي تسمية قبة الهواء وعمرها من 900 إلي ألف عام تقريبا.

وعن تخطيط القبة يتابع القبة ذات تخطيط مربع طول ضلعه حوالي 6متر و30 سم وللقبة 3 أبواب محورية جهة الشمال والجنوب والغرب ان الجهة الشرقية فهي جدار القبلة ويوجد بها محراب يبرز من الخارج عن سمت الجدار الشرقي الوطن المعماري لقبة الهواء من الخارج بالنسبة للواجهات الثلاث الشمالية والجنوبية والغربية جميعها يتسق في الوصف حيث ان ابعاد كل واجهة تبلغ حوالي 6،30% عرضx6،30 ارتفاع ومتوسط كل واجهة فتحة باب معقودة بعقدة مدبب اما بالنسبة لابعاد الابواب فهي 2،50 متر x4،50 متر وسمك الجدار حوالي 90 سم اما الجدار الشرقي وهو جدار القبلة فهو مسمت وبه بروز الخارج بمقدار 75 سم x3 متر وهو يمثل المحراب من الداخل الوصف من الداخل القبة من الداخلة مربعة يبلغ طول ضلعها 4،40 متروله 3 ابواب محورية السابق توصيفها يتوسط الجدار الشرقي المحراب وهو ذو عقد مدبب ابعاد ذلك المحراب 1،10 متر بارتفاع 2،50 متر مرحلة الانتقال اما مرحلة الانتقال (وفيها يتم تحويل الشكل المربع إلي شكل مثمن يسهل معه وضع قبة دائرية) وفي هذه القبة فهي عبارة عن حنايا ركنية نصف مخروطية بالأركان الأربعة للقبة وبارتفاع 4.50 متر من أرضية القبة.

موضحا بأن أرضية القبة من الداخل لها صخور جرانيتية توحي بقرب سقف القبة وتختلف الأرضية من الداخل عن الخارج ويعلو مرحلة الانتقال قبة ذات مقطع نصفي دائري بارتفاع 2 متر تقريبا وللقبة 4 فتحات عبارة عن نوافذ معقودة بعقد نصف دائري ابعادها 45سم x 90سم وقد فتح في كل نافذة بحيث تكون فوق الجدران الاربعة للقبة.

- مواد البناء

وأضاف مدير منطقة آثار أسوان الإسلامية والقبطية، بأن المعماري الذي شيد نقطة الاستطلاع الحربية استخدم "الأجر" الطوب الأحمر المحروق في بناء القبة بجميع أجزائها واستعمل مونة من الطين الطين المخلوط ب"الحيبه"الطمي والتبن وكسيت القبة بطبقة من الميلاط الأبيض مكون من الحيبه المخلوطة بمادة الجير الأبيض مع الطين وهذه القبة لها مزية أنها بنيت فوق الجبل الصخري مباشرة دون حفر أساسات للجدران والصخرة التي بداخل القبة ترتفع عن المستوي المحيط بها بمقدار 1،60 متر.

- العناصر المعمارية

وتابع عضو اتحاد الأثريين العرب، اشتملت قبة الهواء علي العديد من العناصر المعمارية علي سبيل المثال العقود المدببة المستعملة في فتحات الأبواب المحورية الثلاث والعقود النصف دائرية المستعملة في خوذة القبة والتي تزين النوافذ المعقودة الأربعة والمحراب وطاقية المحراب ذات العقد المدبب بجدار القبلة الشرقي والحنايا الركنية النصف مخروطية بالأركان الأربعة للقبة "منطقة الأنتقال" والقبة النصف كروية ذات المقطع النصف دائري والتي استعملت في التغطية والتسقيف للقبة.

الحالة المعمارية

تعتبر قبة الهواء ذات حالة إنشائية جيدة إلا أنها تحتاج لبعض الترميم في أجزاء متفرقة سواء في المداخل والمحراب وتغطيتها بالميلاط بدلا من المتساقط في بعض جزائها.

تأريخ القبة

وختم حديثه عن تاريخ القبة قائلا من خلال الوصف المعماري للقبة وتخطيطها وعناصرها المعمارية المستخدمة ومواد البناء والموقع الاستراتيجي المتميز وماورد عنها بالمراجع التاريخية نستطيع أن نرجح أن هذه القبة الفريدة المتميزة تتبع نماذج القباب الفاطمية الموجودة بمدينة أسوان والتي أورخت في الفترة من القرن الرابع والخامس الهجري والحادي عشر والثاني عشر الميلادي.

وأن تخطيطها يتبع النموذج"2ب" حسب تقسيم عالم الاثار الفرنسي "مونيريه ديفلار " ووافقه علي ذلك التقسيم عالم الاثار الاسلامية "كريزويل".

كما أنه نظرا لموقع القبة المتميز علي حدود الجبل الغربي لمدينة أسوان نجزم بان هذه القبة هي أحد نقاط الاستطلاع الحربي ذات الغرض العسكري والديني كاستطلاع الهلال إضافة إلي إعلان الأذان لمجموعة المرابطين المقيمين بنقطة الاستطلاع ولعل هناك سببا أرجح وهو الاعتقاد الديني بالمذهب الشيعي الذي كان يعتقد ببناء القباب والأضرحة ويعتبرونها جزء من عبادتهم إضافة إلي الغرض الحربي الذي شيدت من أجله هذه القبة كنقطة استطلاع عسكرية كبقية نقاط الاستطلاع الأخري التي شيدت علي مسافات متفاوتة سواء بامتداد نهر النيل أو علي الحدود الغربية لصد هجمات أو إعطاء علامات تحذيرية داخل المدينة تستقبلها نقطة استطلاع أخري "طابية فتح العسكرية أو كتامين لجنوب مصر الحدود الجنوبية بأسوان علي نهر النيل مثل نقطة الاستطلاع الحربية "ماذن بلال".

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
سعر الدولار اليوم الجمعة 29 مارس 2024 في البنوك والسوق السوداء